لم أكن أؤمن بالحب، بل كنت أبحث في طيات هذا الزمن عن مسمى له. أحببت كثيراً ولكن هذا الحب لم يكن بالقدر الكافي ليعم السلام، أو أن من أحببت لم يكن بالقوة الكافية لإقناعي به.
لقد أصابني ما يسمى بحبسة الكاتب فلم أكتب نصاً أدبياً أو شعرياً منذ فترة طويلة، وككل الأشياء التي نحاول الهرب منها وتظهر لنا وتشعرنا بتقلباتها المستمرة، وكما هو حال كل الكتّاب حين يعانون من الحب على حد سواء، فإن شخصيتهم، ملامحهم، عيونهم وحتى تجاعيد وجوههم تتقمصها ألسنتهم، وطريقة استخدامهم لأشيائهم الخاصة.
ولكن أدلتهم ضعيفة سرعان ما تتلاشى عند أول فنجان قهوة، وحالي كحال الكثير من الشعراء.. لقد شعرت بأن شيطان شعري قد توفي، وترك لي دنيا أحوكها دون حروفي الذهبية.. ظننته قد توفي لكنه ذهب إليها.. شعرت بالشتات بالتلاشي كملحد ناجى الله.. كمن يصلي دون سكينة ويسأل هل هذه صلاة؟؟ مَرَّ الأول من أكتوبر.. فبدا لي الطقس صافياً وقد غدا يغفو على نافذة الانتظار.. وإذ بملاك يجوب هذا الصفاء، ويعكر صفو الطبيعة أضفى بريقاً على هذا اليوم المتعب.
أزال هذا الملاك العباءة الرمادية عن قلبي ومد نحوي يد النجاة معلناً خلاصي من جو الكآبة كحال أول غريق لم أعلم أن الملاك هو السيدة المنتظرة، والهوية الرسمية لقلبي، ولكن كل هذا الانتظار ما هو إلا أمل يعيد إلي وحي الشعر، ويعلن موعد ميلاد القصيدة، أسميتها جميلة الأول من أكتوبر.
شاهر سالوسي