رغم تفوقي الخارق في المدرسة، ورغم بنيتي الجسدية القوية التي جعلت من يراني يصلي على النبي، كنت «خويفاً « بامتياز، ولم أكن أقوى على دهس صوص نالت منه « الوجعة «، الأنفلونزا، بلغة العصر الحديث.
كان قلبي يرتجف وترتعد فرائصه حتى من نظرة طائشة. لهذا كان أترابي وحتى من هم دوني سناً، يمرغون أنفي في التراب بمناسبة أو دونها. يتدربون بي. ولولا بعض الزملاء الذين كانوا يذودون عني، لمتُّ من الضرب.
كان حلمي أن أضرب أحداً ما لأقف على شعور الذين يضربون، واللذة التي تعتريهم. وذات صباح، بعد « قتلة « على الريق، أردت أن أنتقم من أحد ما، أي أحد. اخترت طالباً نحيلاً .لملمت كل مالدي من غضب وذل ثم عاجلته بلكمة جعلته يبكي دماً، وجعلتني أعزل الكلمات أمام المدير الذي صفع قلبي بسؤاله:
أما وجدت من تستقوي عليه سوى هذا اليتيم ؟!
ضربة قاضية جعلتني أعتزل الضرب من أول جولة.
ربما لهذا كنت أعشق جدول الضرب الذي يلبي شغفي المكبوت للضرب.
وإذ كانت دفاتر الزملاء وكتبهم، وحتى الجدران على جانبي الطريق إلى المدرسة، تمتلىء بالمعادلات العاطفية من قبيل: محمد + سلمى = حب
او N+ A = love
كنت أملأ دفاتري بالمعادلة الألذ:
B×M = ?
نعم ، كنت أضع النتيجة علامة الاستفهام، لأنني ماكنت أتخيل النتيجة التي يمكن أن تؤدي إليها عملية الضرب تلك ..
كان معلمنا في درس الحساب قد سألني:
كم يساوي ٢×٣
أجبته: شي خمسة، ستة ، سبعة.
يومها ضربني معلمي شي ٥، ٦، ٧ عصي حتى انكسرت العصا على يدي إلى عدة أجزاء. مازلت أفكر حتى الآن بجوابي. أجل، لماذا يكون ناتج ضرب ٢×٣ هو ٦ ؟! ولماذا لا يكون الجواب متعدد النتائج؟
لاحقا اكتشفت أني لست الوحيد الذي يعشق جدول الضرب أو الضرب. صدام حسين مثلاً، كانت عملية الضرب هي العملية الحسابية الأثيرة لديه فراح يرتكب المعادلات الخاطئة مثل: العراق ×إيران و العراق × الكويت .. وكانت النتيجة دائما أمريكا . وأمريكا مثل الصفر في جدول الضرب، النتيجة دائما لصالحه ! وفي مباريات كرة القدم نطالع : برشلونة × ريال مدريد او إيران × الولايات المتحدة ..
خاتمة: كأني بكم تقولون: تضرب على هالمقال …
بدر ابراهيم أحمد