نبض الناس : ليست مزينة بالبالونات الملونة !

وممَّا يؤسَفً له ، أن الكتب المدرسية التي استلمها تلاميذنا الصغار بالعديد من مدارس المحافظة ، لم تكن جديدةً ومزيَّنةً بالبالونات الملوَّنة ، ومعقودةً بشرائطَ حمرٍ وصفرٍ وخضرٍ وزرقٍ ، وإنما كانت في أغلبيتها قديمة ومهترئة !.
وليت أمرها توقف عند هذا الحدِّ ، بل تخطّاهُ إلى كونها محلولة التمارين والتدريبات أيضاً !.
وهو ما يفقدها وظيفتها التعليمية ، ويلاشي أهدافها التربوية في تحريض فكر أطفالنا الصغار على التحليل والتركيب وإبداع الإجابات عن الأسئلة .
وبغض النظر عن صدمة الأطفال الصغار بكتبهم المهترئة ، نتيجة اختلافها الشديد عن الكتب التي رؤوها على مواقع التواصل الاجتماعي ، جديدةً ومزينةً بالبالونات الملونة ، فإن الكتب التي استلموها لا تشجعهم على التعلم ، ولاتجذبهم إلى محتواها التعليمي والتربوي ، بل إنها تنفِّرُهم منها ومن المدرسة .
فالطفل في المرحلة الابتدائية كما تعلمون يميلُ إلى الكتب النظيفة ، والرسومات الملونة والصور الجميلة ، والخطوط الواضحة والكبيرة ، لذلك تتسابق – على سبيل المثال – دور النشر والمكتبات الكبرى إلى طباعة القصص المصوَّرة بأزهى الألوان ، وبأفضل الورق ، لتحقق بذلك أكبر نسبة مبيعات وأرباح.
وكذلك ينبغي أن تكون الكتب المدرسية لعموم التلاميذ والطلاب بمدارسنا ، لتصير جاذبة لهم ومرغبة لطلب العلم والمعرفة لا العكس !.
وخصوصاً كتب الصفوف الثلاثة الأولى لتلاميذنا الصغار الذين يفرحون بكل ماهو جديد ، وهو ما لم يتحقق لهم ببداية هذا العام الدراسي ، الذي أرادته وزارة التربية منمَّقاً وزاهياً بألوان الطيف ، ولكنه بالواقع أسودَ من القطران ، باستثناءات قليلة.
محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار