( الفساد الثّقافي ) هل من قرارات جريئة ومسؤولة

ضفاف العاصي.. 
لاقت مادتي المنشورة يوم الثلاثاء 14 حزيران 2022  في صحيفتنا – الفداء – أعمدة الرأي – على ضفاف العاصي – تحت عنوان : 
من صور الفساد الثّقافي ( السّرقات الأدبية ) أنموذجاً
لاقت الكثير من القبول والاهتمام وردّات الفعل والتي عكستها التّعليقات على سبيل المثال لا الحصر ..
منهم من أثنى عليها وطالب بذكر الأسماء ومنهم من رأى الإشارة في بعض الحالات أهم من العبارة والتّلميح خير من التّصريح ..
ولكن ما يمكنني أن أقوله هنا هو التّالي : مادتي هي عبارة عن زاوية في صحيفة محكومة بعدد كلماتها والتي لا تتجاوز ال350 كلمة فكيف لي في هذا الحيّز الضّيق جداً أن أتناول وبالأسماء حالات السّرقة التي أشرت إلى بعض بعضها مما باتت معروفة لا بل مفضوحة..وبالتالي مايفيد شرح المشروح و فضح المفضوح
تناول تلك الحالات يحتاج إلى حيّز مكاني أكبر ربما مجلة أو صحيفة تفرد لها صفحة كاملة يستطيع آنذاك الكاتب أن يدلّل على فكرته بالأمثلة ليتاح للقارىء والمتابع المقارنة وإطلاق الحكم ولكن في زاوية كهذه لايمكننا إلا أن نطلق إشارات من شأنها أن تشكل حافزاً عند أهل الاختصاص من نقاد وباحثين وربما من جهات رسمية معنية لتشذيب وتهذيب وغربلة المشهد الثّقافي من الحصى والزّيوان وحبّات الشّعير والقش و..الخ 
هذا لا يعني أننا لا نملك أمثلة على ما ألمحنا إليه في مادتنا السّابقة فلدينا غير مثال وبالأدلة القطعية أيضاً..
ومن هنا من هذا المنبر الوطني ( الفداء ) أناشد الجهات الثّقافية الرّسمية المعنية – إن توفرت لديها الرغبة في العمل – بتوجيه دعوة أو نداء لجميع الأدباء والكتاب والنّقاد ممن لديهم بعض النّماذج المثبتة والمؤكدة فيها عملية السّرقة دعوتهم لموافاتها بتلك النّماذج ومن ثمّ تشكيل لجنة تضم خيرة الأدباء والنّقاد والعمل على تدارس كل حالة على حدا ..
  وفي حال توفر كافة الدّلائل والقرائن لدى اللجنة على تورط أي الأدباء في عملية السّطو والسّرقة فما على الجهة الرّسمية الثّقافية تلك ومن باب الحفاظ على هيبة الإبداع وشرعيته إلا أن تكشف الغطاء عن السّارق للعامة والخاصة وأن تطلق حكمها بمنعه من الوقوف على منابرها ومنعه من النّشر في صحفها ودورياتها وإن كان منتسباً لها أو لأي مؤسسة رسمية أخرى أن تعمل على فصله ليكون عبرة للآخرين ..
ولكن مانرى اليوم أن من يسرق – رغم كشفه غير مرة ونتيجة التستر عليه ومحاباته – نراه يتصدر المنابر والمهرجانات حتى العربية منها وتفرد له الصّحف والدّوريات صدر صفحاتها ..  
ختاماُ نؤكد على أن السّارق هو السّارق سواء سرق بيضة أم جملاً أم قمح بلاد أم حضارة أمة..
عبّاس حيّروقة
المزيد...
آخر الأخبار