هي شجرة مباركة تنتشر زراعتها بكثرة في ريف حماة تجفف ثمارها لتكون حلوى الشتاء، فيها التسلية والصحة والفائدة ، وكانت زوادة المزارع لتمنحه طاقة العمل، تقدمها النساء كطقس تراثي ضيافة للمحبين والزوار.
إنه تين الهبول فهي صناعة شعبية ماتزال تمارس كطقس تراثي في كل منزل من منازل ريف مصياف لتوافر موادها الأولية بكثرة،
تقول الجدة ام محمد «منذ القدم ونحن نعتمد صناعة “هبول التين” كطقس تراثي شعبي متوارث من الآباء والأجداد الذين امتهنوا هذه الصناعة في كل منزل من منازل القرية كحلوى يخزنونها من فصل الصيف إلى فصل الشتاء.
وتضيف نحن لا نعرف “هبول التين” إلا باسم حلوى المنزل التي لا يجب أن تنقطع عنه أبداً، بل كانت تصنع منه مؤونة الشتاء الخاصة وقد كانت هذه الحلوى تقدم في ضيافة كل منزل للمقربين والأصدقاء للتمتع بها وتذوق نكهتها اللذيذة المميزة .
وفي لقاء مع العم ابو احمد ” تحدث عن طريقة صناعة “هبول التين” قائلا «بشكل عام ثمار التين متوافرة لدينا بكثرة بأنواعها المختلفة “كالتين الغرزي” و”الرملي” و”الأحمر” و”السماقي” و”البورطاطي” و”الشبلاوي” و”الشتوي”، وجميعها تصلح لصناعة “هبول التين”، فبعد أن تنضج هذه الثمار في شهري تموز وآب تنتقى الثمار الجيدة من على الشجرة مباشرة وتحضر إلى المنزل ليتم فرشها على ما يشبه الحصيرة القصبية المصنوعة من أعواد نباتات قصبية رفيعة جداً تشبه ساق سنابل القمح والشوفان، وتترك حوالي العشرين يوماً على سطح المنزل معرضة لأشعة الشمس حتى تجف تماماً من المياه الموجودة فيها، فتجمع وتوضع في وعاء معدني مثقب يسمى “الغربولة” فوق وعاء معدني آخر يحتوي على ماء وضع على النار.
وتترك ثمار التين المجففة حتى تطهى بشكل جيد على البخار المتصاعد من الوعاء نتيجة الغليان، وهنا يمكن التأكد من طهوها جيداً بواسطة اللمس حيث تكون طرية جداً وقابلة للعجن مع بعضها بعضاً.
وبعد ذلك يتم فرز الكمية إلى قسمين، قسم منها يوضع مباشرة بعد إضافة السكر له بحسب الرغبة في أوعية معدنية خاصة بالحفظ لزوم أن تكون مؤونة الشتاء، والقسم الآخر يعجن مباشرة مع بعضه بعضاً ويقطع إلى قطع بحجم قبضة اليد ويغمس جيداً بالفريفور وهو عبارة عن حبات قمح تم جرشها بشكل ناعم لهذا الخصوص، ليكون بعد ذلك “هبول التين” قد أصبح جاهزاً للتناول فوراً، وبدات بعض العائلات اضافة الجوز إليه او جوز الهند .
وتصل اسعاره اليوم إلى مابين ال ١٢ _ ١٥ الف تبعا للجودة والمواد الداخلة فيه .
ازدهار صقور