(الموت الرحيم) محاضرة في نادي الحوارات في صالون سلمية الثقافي

في صالة صالون سلمية الثقافي وبعد انقطاع لنادي الحوارات يعود الآن ليرى النور من جديد، وكانت البداية بمحاضرة بعنوان (الموت الرحيم)حيث قدمت المهندسة هناء حمود رئيس النادي عدة تساؤلات :هل يحق لنا قتل المعاناة بقتل أنفسنا؟
تساؤلات عديدة حول إمكانية السماح حقا لبعض المرضى بالموت.
في عالم الطب اليوم يمكن إهداء الموت المريح المسالم لمن يرغب فيه من المرضى المحكومين بالألم والمعاناة والشفاء المستحيل،في معجم المفردات الطبية يسمى هذا الإهداء ب(الموت الرحيم) أو (رصاصة الرحمة) أو (الموت بكرامة).
وعرفت المحاضرة الموت الرحيم بمعناه المعاصر هو مايقوم به طبيب لإنهاء حياة مريض بهدف تخليصه من آلام ومعاناة غير محتملة وغير قابلة للشفاء، وذلك عن طريق:
– الموت الرحيم الإرادي الإيجابي.
حيث يقوم الطبيب بنفسه(بطلب من المريض) بحقن المريض الواعي بجرعة دوائية مهدئة ومخدرة ومثبطة للجهاز العصبي المركزي تؤدي خلال دقائق إلى غياب وعي المريض وتوقف نفسه وأجهزته الحيوية بسلام من دون أي تشنجات وألم.
– الموت الرحيم الإرادي السلبي :
مسموح به في عدة دول من العالم ،وهنا يصف الطبيب نفس الأدوية للمريض الراغب بالموت لكنه هنا يبتعلها المريض نفسه، ويمكننا أن نطلق عليه هنا ما يسمى (الانتحار بمساعدة الطبيب).
فالموت الرحيم نشأ من رحم المعاناة غير القابلة للعلاج ،من جحيم وجودي لا نهائي لايمكن التخلص منه سوى بالموت.
ثم تابعت المحاضرة متحدثة عن شروط السماح بالموت الرحيم :
– أن يكون المرض مستعصيا غير قابل للشفاء.
– أن يكون خلف فعل القتل رغبة نبيلة في تخفيف المعاناة.
– أن يصرح المريض بوضوح عن رغبته وموافقته على موته.
– أن يوافق الطبيب أن الحالة التي يعالجها تستدعي الموت الرحيم.
وأكدت متسائلة هل بإمكاننا ان نسلك طريق الموت الرحيم الذي يعتبره الكثيرون أكثر رحمة وإنسانية وأكثر تطابقا مع الرغبة الدفينة لكثير من المرضى المعذبين بدلا من الطب العاجز حتى الآن عن إيقاف الألم والسقوط التدريجي للإنسان المريض في مستنقع الموت البطيء؟.
أغنت المحاضرة المداخلات الكثيرة والنقاشات مابين الرفض والقبول بموت الرحمة حين تتدخل العاطفة يكون الرفض وحين يعمل العقل يكون القبول ،
تساؤلات جدلية كثيرة حول الموت الرحيم بين القبول والرفض .
فماذا لو كان الموت الرحيم خيارا متاحا.

سلمية – جينا يحيى

المزيد...
آخر الأخبار