اللقاء الدوري لنادي حوارات ادبية في صالون سلمية الثقافي، كان موضوعه ” الشعر والمجتمع ” قدمه الناقد المسرحي محمد الشعراني، والنادي باشراف الشاعر سليمان الشيخ حسين.
بداية الجلسة الحوارية استهل الشعراني حديثه بالتساؤل لماذا اختار هذا الموضوع واجاب انه بسبب وسائل التواصل الاجتماعي حاليا، نتجت عنه حالة من الانتشار الشعري، ادت الى تغييب اسماء معروفة وكبيرة وظهور اسماء جديدة ليست بذات المستوى، وانه لم يعد هناك” السوبرمان الشعري”
وفي اسلوب حواري جديد، سأل الشعراني الحضور عن ماهية ووظيفة الشعر فتعددت الاجابات كل حسب رؤيته الخاصة وتذوقه للشعر، كما طرح تساؤلا اخر عن تعريف المجتمع، وعلاقة المجتمع بالشعر والشعر بالمجتمع واستمزج من الاراء المقدمة بان الشعر هو ليس فقط مجرد التعبير عن حالة شعورية واحساس تجاه موضوع معين او قضية، مستخدما مفردات وتعابير وصور واستعارات وغيرها من خصائص، وله اغراض كالمديح والهجاء والفخر، بل هو- اي الشعر- تعبير عن ارتباطه بالمكان، بالجغرافيا التي يعيش في نطاقها الشاعر، فهو ابن ببئته وكذلك ابن زمانه، اي ان الشعر مرتبط بالزمان والمكان ، وليس مجرد تعبير عن حالة شعورية خارج اطار الفضاء الذي يعيش فيه.
بعد ذلك قدم عدد من الحضور مداخلاتهم، حيث تحدث الشاعر سليمان الشيخ حسين مدير النادي، عن علاقة الشعر بالابديولوجيا ، وقال بان الشعر هو مايبقى في القلب وليس انعكاسا وانعكاسا واقعيا لما يحصل في المجتمع، ولكن الشاعر ليس بعيدا عن الواقع.
* الشاعر عبد العزيز مقداد قال بان علاقة الشعر بالمجتمع علاقة قديمة قدم الزمن، ولكن الشعر لا ياخذ حقه الكافي على صعيد المجتمع من حيث الاهتمام ولاسباب مختلفة، قد يكون مسنوى الشعر ونوعية الشعر ، والمطلوب تحسين صورة الشعر في المجتمع.
* الشاعر د. باسل الشيخ ياسين تحدث عن تجارب الشاعر واهميتها في قراءة الشارع، وان القضايا التي يعبر عنها الشاعر قد يكون لها اسقاطات اخرى، فالشاعر يعبر عن الفكرة بطريقة طرح مختلفة عن الاسقاط، وان القصيدة لا ترتبط بالزمان او بالمكان فهي تصلح لكل زمان.
* الشاعر نضال الماغوط قال ان الانسان كائن اجتماعي ولا شعر بدون انسان، فهناك ارتباط جدي بين الشعر والانسان، والشعر هو نتاج المجتمع، ويجب ان بكون للشاعر قضية والقضية مرتبطة بالمجتمع.
* الشاعر اياد زهرة قال بان الشعر هو حالة اجتماعية، يستمد مصدره من المجتمع، ويعالج قضايا حياتية ووجدانية لها اثرها في المجتمع.
* الشاعر عدنان الخطيب قال بأن الشاعر هو لسان القبيلة وله مكانته الكببرة فيها، لذلك كان التاثير الشعري كبير، ثم تحدث عن الفردانية بالحداثة التي أضاعت دور الشعر في التأثير بالمجتمع واصبح هناك شعراء وظيفيين.
* الشاعرة ميساء اقتبست قولا للشاعر البرازيلي اوكتافيو يقول” اي أمة بلا شعراء هي امة ميتة” لذلك لايمكن فصل الشعر او الشاعر عن المجتمع عندما تولد القصيدة تولد في حالة تجل، وان ظاهرة الشعر المغنى تؤثر في الجيل، لان الشعر لديه القدرة على تغيير أفكار وثقافة مجتمع.
سلمية – نصار الجرف