معاون وزير التربية ( للفداء )…سورية سبّاقة إلى نظام التعلم عن بعد قبل الكورونا… وزارة التربية من خلال مديرياتها سارعت إلى تعويض الفاقد التعليمي

إن تعويض الفاقد التعليميّ والاهتمام بالطالب وتحصيله العلميّ , كان من أولويات وزارة التربية التي أوعزت لمديريات ها كافة البدء بتطبيق خطة تعويض الفاقد التعليمي، حيث قامت مديرية التربية في حماة ، بمواكبة الإجراءات الوزاريّة التّي قامت بها وزارة. من خلال وضع كافة الإمكانيات المتاحة بتصرف المدرسين الراغبين بالانضمام للمبادرة التي قامت بها, لأجل تعويض الفاقد التعليمي في المواد الرئيسة مثل الرياضيّات, واللغة العربيّة, والفيزياء والعلوم, وذلك لتخفيف العبء على طلابنا . ومن هنا كان منبر الفداء حاضرا , راصدا كل ما فيه مصلحة مشاعل المستقبل ,وإيمانا منا بقيمة هذه المبادرة ,كان لابد لنا من الإضاءة عليها ,وبشكل شبه كامل ,شامل , فكان التواصل مع معاون وزير التربية , الدكتور دارم طباع ,الذي حدثنا عن التجربة ورؤية الوزارة لها قائلاً : “لاشك أن تعليق الدوام الناتج عن انتشار إصابة الكورونا في دول العالم , أدى إلى تغير في مفهوم التربيّة, وظهور مفهوم جديد و هو التعلم عن بعد , وهذا المفهوم كانت سورية سبّاقة في اعتماده قبل ظهور ظاهرة الكورونا, نتيجة الحرب التي مرت على سورية ,وبالتالي تم تأسيس عدة نظم داعمة للتعلم عن بعد ,سواء عن طريق التعلم الذاتي, أوعن طريق بناء منصات تربويّة قادرة على إيصال المعلومة ومناقشتها مع الطالب أينما كان وكيفما كان , وعندما أتت ظاهرة الكورونا , تم دعم هذه النظم بشكل كبير, من خلال مبادرات مختلفة منها ,مبادرات خاصة بوزارة التربية ومنها مبادرات مجتمعية . ومن المبادرات الهامّة التي تمت ,إضافة إلى جعل القناة التربويّة تعطي الدروس بشكل دائم , وعمل المنصات التربوية على تعويض الفاقد التعليمي , ما قامت به عدد من مديريات التربية, ومنها مديرية تربية حماة, في إعداد مجموعة من الدروس بطرائق حديثة لعرضها على الطلاب مباشرة ,من خلال خيرة المدرسين الموجودين لديها , وذلك في عدد من المواد كالرياضيات واللغة العربية والفيزياء والكيمياء وغيرها …من أجل أن يكون هناك إمكانية للطالب ومن خلال مديرية تربيته أن يتعرف على الفاقد التعليمي ,وأن تكون لديه القدرة على مناقشة المعطيات العلميّة التي قد فقدها خلال فترة تعليق الدوام, وختم الدكتور دارم بأن هذه ظاهرة إيجابية كبيرة تسجل لمديريات التربية في سورية”. وحيث أن الفداء تتابع باهتمام هذه المبادرة ,كانت لنا وقفة مع مدير تربية حماة يحيى عبد الغني منجد ,ليحدثنا عن انطلاق الفكرة وآلية العمل بها, ففي ذلك أوضح أنه : “بتوجيه من وزير التربية حول اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا ونتيجة لتعليق الدوام حماية للطلاب والمعلمين , كان كان لابد من تعويض الفاقد التعليمي للطلاب بالنسبة للمتبقي من المناهج الدراسيّة ,وخصوصا للشهادتين الأساسي والثانوية العامة , وقد تم الاجتماع مع رؤساء الدوائروشرح ومناقشة خطة العمل الوزارية خلال مرحلة تعليق الدوام وتم إناطة مهمة تعويض الفاقد التعليمي بالدوائر المختصة وذات الصلة ,وقد بادر إلى ذلك مكتب توجيه الرياضيات بحماة بالتنسيق مع بعض مدرسي المادة المختصين والمتميزين بتصميم مواقف تعليمية (بما لا يتجاوز العشر دقائق للموقف التعليمي الواحد) للصف الثالث الثانوي ونشرها على صفحة المكتب الصحفي للمديرية تلاها بعد ذلك مكتب توجيه اللغة العربية ثم الفيزياء والكيمياء والعلوم……… أما آلية العمل فقد تم استخدام اللوح التفاعلي الموصول مع الحاسب ,حيث يتم تصميم الموقف التعليمي مسبقاً على الحاسب, وشرحه على اللوح التفاعليّ من قبل المدرس, ومن ثم بثه على صفحة المكتب الصحفي ( حيث يستطيع الطالب إعادة الموقف التعليمي عدد من المرات متى شاء كونها مخزنة على الصفحة ويستطيع أيضا تحميلها إلى حاسبه أو هاتفه الذكي) إضافة لمنح الطالب إمكانية السؤال المباشر عن طريق الاتصال بالهاتف مباشرة , أو كتابة السؤال عن طريق صفحة التواصل لمن لا يريد الاتصال المباشر, حيث تم تخصيص ساعات محددة للإجابة المباشرة من قبل التوجيه المختص ,ومدرسي الاختصاص, مما يجعل هذه التجربة تأخذ شكل منصّة تعليمية متواضعة ضمن الإمكانات المتاحة لدينا . وتأتي أهمية هذا العمل ,من حرص وزارة التربية على متابعة معلومات الطالب في المواد الدراسيّة كافة ,كون هذه المادة الدراسيّة مترابطة مع بعضها بشكل حلزوني موسّع, حيث تبدأ معلومات السنة التالية من حيث انتهت سابقتها, وكل هذا يصب في مصلحة أبنائنا الطلبة ,والبناء المعرفيّ العلميّ المنطقيّ المتكامل لديهم , وبشكل صحيح وسليم ,ومتابعة دراستهم بشكل جيد ,متوجها بنهاية حديثه معنا بالشكر والتقدير لكل من ساهم في هذا العمل من دوائر وموجهي اختصاص ومدرسين مختصين لإخلاصهم وتفانيهم في عملهم ,والذي ينطلق من مصلحة أبنائنا الطلبة بغية زرع الأمل والثقة في نفوسهم ضمن الوضع الراهن.” وحرصا من الفداء على تكامل العمل , والإحاطة به بشكل شامل ,كان لا بد لنا من مناقشة هذه العمل مع الموجه الأول لمادة اللغة العربية في وزارة التربية , مصطفى حسون, الذي عرّفنا بداية بالخطوات التي اتخذت تباعا لمواجهة الوضع التعليميّ الراهن في سورية وفي كل مديريات التربية : “فقبل الحديث عن تجربة تربية حماه في تعويض الفاقد التعليمي ,لابد من الحديث عن التجربة المركزية. فقد صدر القرار الحكومي بتعليق الدوام في مدارس القطر حماية للأبناء الطلاب من تفشي وانتشار جائحة فايروس كورونا، ذلك الوباء الذي انتشر يهدد بلدان عديدة من العالم وفق تقارير منظمة الصحة العالميّة، فعقدت مديرية التوجيه في وزارة التربية في اليوم الثاني مباشرة من قرار تعليق الدوام, اجتماعاً للتوجيه الأوّل للاختصاصات جميعها وحتى ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم، تم خلاله وضع الخطة الطارئة لتعويض الفاقد التعليمي للأبناء الطلاب في جميع الصفوف والمراحل، وبالفعل تم رصد المتبقي من الخطة الدرسيّة المعممة وإجراء مواءمة بينها وبين الواقع الفعليّ للميدان التربوي، ووضعت الخطة اللازمة وشرعت وزارة التربية ممثلة بمديريتي التوجيه والفضائيّة التربوية بتنفيذ الخطة من خلال بث دروس وندوات تعليمية، وقد لوحظ من خلالها ازدياد نسبة المتابعة للتربويّة السوريّة وكثافة الاتصالات والأسئلة, التي عكست اهتمام الأسرة السوريّة من طلاب وأولياء أمور بمتابعة العملية التعليمية. وقد انطلقت الوزارة بدافع تعويض الفاقد التعليميّ وعدم حدوث فراغ في الجدار المعرفي للأبناء الطلاب حاضراً ومستقبلاً، حيث بنيت المناهج الدراسية انسجاماً مع وثيقة المعايير الوطنية والتي تراعي التتابع والمدى وفق التطور الحلزونيّ للمادة المعرفيّة التي تتنامى مع تقدم المراحل التعليمية، وقد لوحظ الاهتمام بتلك التجربة كخطوة في تجربة التعليم عن بُعد, وقد قامت العديد من المدارس باستثمار صفحات التواصل الخاصة بها لذات الغرض. وتأتي تجربة مديرية التربية في محافظة حماه ,لتصب في ذات الغرض وبالنسبة إلى اللغة العربيّة تم التواصل مع منسق مادة اللغة العربية ,صفوان بطرش والزملاء في فريق العمل بإشراف مدير التربية في حماه وتم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لترجمة تلك التجربة على أرض الواقع ,بما ينسجم مع تعليمات الوزارة وتوجيهات وزير التربية في بذل أقصى الجهود ,لدعم الأبناء الطلاب معرفيّاً ,بكل الوسائل الممكنة وهم في بيوتهم تطبيقاً لقرارات الحكومة الرامية إلى حماية أبناء المجتمع, والأبناء الطلاب على وجه الخصوص، وتأكيد السيد الوزير أن سلامة الأبناء هي أولى أولويات الوزارة. وبالوقوف على نموذج بسيط من تجربة الفاقد التعليميّ في موقف تعليمي من دروس اللغة العربية، حيث لم يتسن للتوجيه الأول الاطلاع على جميع الدروس المنفذة ,لوحظ الجهد المبذول ومحاولة الزملاء إيصال المعلومة مع وسائل الإيضاح البصريّة والسمعيّة وبما تسمح به إمكاناتهم، ولاشك أن هذه التجربة ستلقى الصدى الجميل لدى الابناء الطلاب وتلبي شغفهم للعلم والمعرفة ، وتقدم إلى جانب الجهود الأخرى ما يلبي تساؤلات الأبناء الطلاب في مسيرتهم التعليميّة في ظل هذه الظروف الخاصة وربما ما بعدها، وكل ما قدمه الزملاء شجع الكثير من الزملاء بالقيام بمبادرات فرديّة إن كنا لا نتبنى هذه المبادرات لا لشيء فقط لعدم رؤية مضمونها لكنها بشكل أو بآخر تظهر انتشار ثقافة التعليم عن بعد ,والبحث عن بدائل في ظل ظروف تعليمية طارئة. مؤكدا في النهاية أن المعلم كان وسيبقى منارة الأجيال المضيئة وبيرقاً شامخاً فوق تلال العز والكرامة، مع الشكر والتقدير لوزير التربية عماد موفق العزب ,على تعامله الأخوي مع الزملاء المدرسين والأبوي مع الأبناء الطلاب في سبيل تذليل كل ما يعترضهم من عقبات, ولتربية حماه ولكل جهد بذل على امتداد التراب.” إذن ذلك كله يؤكد أهمية تطبيق الخطة الوزارية في مديريات التربية كافة لذك كان الوقوف عند الهدف منها أمرا ملحاً , وخير من كان ملما بالهدف المرجو من هذه مبادرة تربية حماة, هو الموجه الأول لمادة الرياضيات في وزارة التربية, مدين أبو درغم الذي أطلعنا على أصحاب هذه المبادرة الرائعة وهم توجيه الرياضيات , فالهدف من المبادرة كما قال أبو درغم هو: 1″- تعويض الفاقد التعليمي بعد تعليق الدوام في المدارس وإيصال المعلومات لمن يحتاجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي 2- تخفيف التوتر لدى أبناءنا الطلبة في الجمهورية العربية السورية عامة وأبناء محافظة حماة خاصّة. 3- تقديم دروس ومواقف تعليميّة تغطي وحدات الكتاب التي لم تعط في المدارس . 4- تقديم دروس في باقي الوحدات توضيحيّة داعمة لما أخذه الطالب في مدرسته . 5- التشجيع على التعلم الذاتي و طرائق البحث و الاستقصاء. 6- التأكيد على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن استثمارها في التعلم عن بعد. مكملاً عن خطة تعويض الفاقد التعليمي في المبادرة : 1″-تعويض الفاقد التعليمي لطلاب الثالث الثانوي العلمي حيث تم تصوير دروس الثالث الثانوي العلمي . 2- ستخصص ساعات محددة للبث المباشر على الصفحة لمراجعة بقية الوحدات والإجابة على تساؤلات واستفسارات الطلاب والمدرسين . 3- لاحقا تصوير دروس خاصة بباقي الوحدات وعرضها على الصفحة الخاصة بالمبادرة. 4- لاحقاً تصوير دروس للصف التاسع الأساسي ليتابع حديثه عن دور مديرية التربية في حماة “فقد قامت مديرية التربية ممثلة بمدير التربية بتشجٌع المبادرة وتأمين المستلزمات مثل ((سبورة ضوئية وأجهزة عرض وتصوير ومونتاج و تأمين بطاقات خاصة لعناصر الفريق تسمح لهم بالوصول إلى أماكن عملهم أثناء الحظر و التشجيع المستمر لهذه المبادرة و التأكيد على ضرورة تطويرها و تعميمها )) متابعا بالحديث عن توجيهات مكتب التوجيه الأول لمادة الرياضيات : 1- أكّد مكتب التوجيه الأول على أهميّة هذه المبادرة و أن كل جهد يبذل لتعويض الفاقد التعليمي هو جهد تباركه وزارة التربية و تشجعه. 2- التأكّيد على التدقيق العلمي بشكل جيد لكل درس يتم عرضه . 3- أن تكون الدروس مطابقة للمنهاج و أهدافه و تتوافق مع الخطة الوزارية للمنهاج في سورية بشكل عام.” 7موضحا في النهاية أن معظم المدارس في محافظة حماه شاركت منشورات الصفحة ,مما ساعد على وصول المعلومة الى طلابنا الأعزاء, بالتعاون مع دائرة المعلوماتية التي كانت تواكب أعمال التصوير كما أخبرتنا رئيسة قسم المعلوماتية المهندسة منال خير بك وذلك حتى ساعات متأخرة من مساء كل يوم ,لإتمام العمل بكل الإمكانيات والتقنيات التي تقتنيها الدائرة, مضيفة أن دائرة المعلوماتية على استعداد للمضي قدما مع ما تقوم به المديرية ودائرة التوجيه والمناهج. متمثلة برئيس دائرة التوجيه المناهج حيان قواف ,حيث حدثنا في السياق نفسه ,أنه من أجل الإعداد المنظم ,تم التنسيق مع دائرة المعلوماتية, وبين الموجهين الاختصاصيين في المواد التي ستبدأ بتعويض الفاقد التعليمي وفق خطة وآلية عمل تمت دراستها بشكل مفصل من أجل إنجاز المطلوب , ووفق الإمكانيات المتوفرة في المديرية , وانطلقت المبادرة مع دروس الرياضيات وذلك بعد التواصل مع وزارة التربية ,وتم تعميم التجربة على باقي المواد. وعن هذه الانطلاقة يحدثنا الموجه الاختصاصي لمادة الرياضيات في حماة فيصل الخالد : “في إطار توجيهات وزارة التربية بتعويض الفاقد التعليمي لأبنائنا الطلبة وبمبادرة من مكتب توجيه الرياضيات في تربية حماة ، وبتشجيع من مدير التربية يحيى منجد ,تم التواصل مع مكتب التوجيه الأوّل لمادة الرياضيات ,ا سناء الابراهيم ,و مدين أبو درغم الذين أيدا الفكرة, وتم بعد ذلك إنشاء صفحة على الفيس بوك, باسم رياضيات حماة, ويتم من خلالها كمرحلة أولى نشر دروس الرياضيات للثالث الثانوي, باستخدام وسائط متعددة وبعد الانتهاء من الدروس سنقوم بمراجعة شاملة لمنهاج الرياضيات, من خلال بث مباشر وتلقي استفسارات الطلاب وتساؤلاتهم على الصفحة والإجابة عنها , وهذه التجربة جديدة على مستوى المحافظة ,ونحن سعداء لأننا نقوم بما يفيد طلابنا, ويخفف من توترهم ويساهم في وصولهم للمعلومة.” وبعد الرياضيات كانت المحطة الأخيرة مع منسق مادة اللّغة العربيّة محمد صفوان بطرش فكان الحماس والعمل :” نظرا إلى خطة الوزارة لتعويض الفاقد التعليميّ وبناء على توجيهات مدير التربية في حماة , تمت دعوة مجموعة من الزملاء من ذوي الخبرة في هذا المجال لتجهيز وتصوير دروس من الفاقد التعليمي ، وقد تم العمل بروح جماعية كانت انعكاساً للإحساس بالمسؤولية اتجاه أبنائنا الطلبة, وضرورة تعويضهم الفاقد التعليمي على أكمل وجه وبأسلوب سهل وممتع يساعدهم في تلقي المعلومة وتجاوز ما فقدوه من معلومات وخبرات ومهارات نتيجة انقطاع الدوام. وهكذا نكون قد أحطنا وبشكل شبه شامل , بالخطة الوزارية لتعويض الفاقد التعليمي والمبادرة المهمة لمديرية تربية حماة ,لنؤكد على أن التعليم هو من الأساسيات التي لا يمكن تجاهلها أو المساس بها مهما كانت الظروف , فالعلم هو من يبني الإنسان ، فكيف إن كان هذا البناء للعمود الفقري في مجتمعنا , ألا وهم طلابنا ,مشاعل النور والجسر المتين ما بين الحاضر والمستقبل.

الفداء… شذى الوليد الصباغ

المزيد...
آخر الأخبار