علمنا منذ القديم وجود خمس حواس ، قد تعمل جميعها في آن واحد، وقد يتعطل بعضها لسبب ما.. وقد أضاف الفلاسفة والحكماء لها حاسة سادسة أسموها (حاسة التخاطر ) والتي تعني : إحساس البعض بأن ما يجول في خاطرك ينطبق على ما يخطر ببال بعض محبيك أو أعزائك في آن واحد شأنه شأن التخاطر الذي لا نلمسه لدى كثير من موظفي الدوائر الحكومية الذين تخلو معاملتهم من الاحترام مع المراجعين وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يعاني منه المتقاعدون من/التعقيد والروتين والشنططة/ أثناء توقيع براءة الذمة من قبو المعلوماتية بثانوية عبدالعزيز عدي حيث يتوجب على المتقاعد أو المستقيل المراجعة لعدة مرات ليحصل على توقيع الموظف المعني و الذي ألصق رقم جواله على باب غرفته للتواصل عند الحاجة ،لتحضر في اليوم التالي و يلقنك درساً في الأخلاق(غير آبه بسنِّك ) لجهة ضرورة وجود صاحب العلاقة أو وكالة عنه متجاهلاً أن الاستقالة ربما كانت بسبب مرض أو علة أصابتك نتيجة تفانيك بعملك لأكثر من ثلاثين عاماً، وفي اليوم الثالث يسلمك محضراً لتعود لمدرستك لتوقيعه من لجنة ربما تكون غير مشكلة أساساً، أما في اليوم الرابع فيطلب منك ان يتصل من جوالك بصاحب العلاقة ومديره ليتأكد سعادته من مدى صحة المحضر ومطابقة سجلاته مع سجلات المدرسة (ناسياً أنه يتصل من جوال صاحب العلاقة لكل هذه الفترة) ويكون حظك سيئاً إذا راجعته أثناء انقطاع الكهرباء هناك، عندها تكون مضطراً للانتظار واقفاً في كاريدور القبو الممتلئ بالحواسيب المعطلة وملحقاتها لفترة طويلة لخلو غرفته من الطاقة البديلة (الليدات) ترى هل حاسة التخاطر – تلك – قيد التشغيل لدى المعنيين بهذا الأمر في مديرية التربية ونقابة المعلمين ليشعروا بمعاناة زملائهم المتقاعدين أو المستقيلين و ما يسببه لهم أمثال هذا الموظف مكافأة لهم ويخففوا من معاناتهم تقديراً لإخلاصهم لوطنهم طيلة حياتهم الوظيفية وأدائهم دورهم على أكمل وجه ؟ نأمل ذلك ، راجين التخاطر والإيجاب.
مالك الحاج أحمد