تعتبر ألعاب القوى أم الرياضات والقاعدة التي تنطلق منها المهارات الأساسية لتدعم الألعاب الأخرى ، ففي ألعاب القوى تتم تنمية الصفات البدنية اللازمة للرياضات المختلفة من سرعة وقوة تحمل. فام الألعاب هي مقياس القدرات البشرية في تحدي الزمن. هذه اللعبة في سورية في طريقها إلى النوم والسبات ،نوما يكاد يشبه نوم وسبات أهل الكهف !! لعل السبب الرئيسي هو طغيان لعبة كرة القدم على سواها من الألعاب واهتمام الجماهير بها ،بالاضافة إلى أن الاعلام يتناساها على مختلف أشكاله وانواعة. إذا نظرنا إلى الدورات الأوليمبية والبطولات العالمية وما حققته سورية من ميداليات بالنسبة لالعاب القوى نجد أن الحصيلة ذهبية واحدة من خلال اللاعبة غادة شعاع في الألعاب الأوليمبية في أتلانتا عام 1996 ( لعبة السباعي )وذهبية بطولة العالم في غوتنبرغ عام 1995 إضافة إلى برونزية نالتها في بطولة العالم في إشبيلية عام 1999 . فهل هذه الحصيلة الضئيلة من الميداليات التي حققتها نجمتنا غادة شعاع ،أفضل إذا ماقيست بالنتائج التي تحققها الألعاب الجماعية وخاصة كرة القدم ؟ من المؤسف أن الألعاب الجماعية لم تؤت بالثمار المرجوة منها. مقارنة صغيرة بين الأرقام المسجلة بأسماء ابطالنا مع ارقام سيدات العالم نجد أن ارقام السيدات حاليا أفضل من أرقام معظم رجال ألعاب القوى السورية ، إذا استثنينا حاليا البطل( مجد الدين غزال ). هل هذا التراجع راجع إلى اعتبار رياضة ألعاب القوى رياضة غير مريحة وليست مربحة ؟ ام أنها مكلفة ونفقات اعداد لاعبيها أكثر بكثير من نفقات وإعداد الفرق الجماعية ؟ ام لأن الشعبية ووسائل الإعلام التي تحيط بتلك اللعبة قليلة ؟ إذا ما هو الحل: إيجاد الكادر الواسع والقاعدة العريضة لمزاولي اللعبة ،فالوصول إلى التتويج على المنصات العالمية يتطلب اعدادا منتظما وتخطيطا سليما مبنيا على الأسس العلمية وليس كما هو متبع فإن ظهور اللاعب الفذ يترك إلى الصدفة وحدها. كما أن إمكانيات الاتحاد الرياضي العام المالية بإمكانها أن تسد تلك التكاليف وتذلل العقبات المادية. إهتمام الجميع بهذه اللعبة من جمهور ومسؤولين واعلاميين حتى تستطيع هذه اللعبة ان تقف على قدميها. من هذا المنطلق يكون التقدم مما يترتب عليه إرتفاع المستوى وازدياد عدد أبطالها وحصد الذهب والفضة ومشاهدة العديد من الأبطال واحتلالهم منصات التتويج في الدورات الأوليمبية والعالمية القادمة. وبالتالي لن ينظر أبطال اللعبة بنظرة الحسد والندم متمنين من المسؤولين أو من أجهزة الإعلام لتشعرهم بوجودهم ويسلطون عليهم الأضواء ويمدونهم ببعض العطاءات ولن تظل اللعبة في غياب ولن تظل مشاركتنا في قصور. فمتى يحصد ابطالنا الذهب والفضة وإذا تجاوزنا حدود الحلم فيكفينا البرونز فمتى ؟ ام أن اللعبة أصيبت بالعقم بعد غياب شعاعها ولم تعد تستطيع إنجاب أبطال قادرين على تحقيق المستحيل ؟ ام هو اكتفاء من لاعبي ألعاب القوى بما حصدته غادة شعاع ؟ رئيس الاتحاد السوري لألعاب القوى السيد فياض بكور وفي إتصال هاتفي معه أكد أن ألعاب القوى السورية في السنوات السابقة مرت بظروف صعبة جدا بسبب الحرب أضف لذلك هجرة بعض اللاعبين وسياسة المدرب الواحد واللاعب الواحد التي كانت نهجا عند بعض كوادر إتحاد اللعبة، هذه السياسة اوصلتنا لمرحلة غياب اللاعب الرديف أو تجهيز لاعبين قادرين على تحقيق بطولة عربية أو قارية! إتحاد اللعبة الحالي عمل على إيجاد منتخبات من الأشبال والناشئين واستطاع خلال مدة عاميين تجهيز منتخب وطني شارك في بطولة غرب آسيا ولدينا بعض الأسماء سيكون لها شأن في المستقبل أن أخذت حقها في الرعاية والصقل مثل: امين الأذن بطل العالم للشباب في سباق 400متر حواجز. ولدينا اللاعبة رولا انبريسيان ستكون خليفة البطلة العالمية غادة شعاع في السباعي. إضافة لباقي الأسماء( آية رحية وزين إسماعيل وحمزة أحمد ونور مصطفى وهالة الأعور وريما حسن وبطلة غرب آسيا في سباق المشي 5و10 كم البطلة راما شعبان.). نحن ننتظر أن تستيقظ ام الألعاب من سباتها العميق ونأمل أن نرى علم الوطن مرفوعا يرفرف فوق رؤوس أبطالنا المتوجين بميداليات عالمية واوليمبية في ميدان أم الألعاب .
محمد ديب