من معالم سلمية شارع الثورة .. تيمناً بثورة آذار

تقف في بداية شارع الثورة ، بجانب الحمام الأثري في سلمية ، و تنظر باتجاه الشرق ، فتجد صوراً تحادثك و تروي لك قصة مدينة كاملة ، بما يخص هذا الشارع الحيوي خلال تاريخه كاملاً .
بداية
يعد شكل الشارع حالياً ، إشارة ترحيبية للزوار ، فهو يصل غرب المدينة بشرقها ، وعلى طرفيه تتوضع القيم الأثرية التراثية ، فعلى اليمين – إذا اتجهت شرقاً – الحمام الروماني ، و مقام الإمام اسماعيل ، وجب الراس ، وعلى اليسار جدار القلعة القديمة و دار الحكومة ، وتمهد لبداية الشارع ، الساحة العامة نافورتها الوحيدة في المدينة ، والجامع الكبير أيضاً .
كان
سألنا قاسم يازجي أبو علي ، الحائز على إجازة في التاريخ سنة 1970عن شكل شارع الثورة قديماً ، فقال : كان شارع الثورة ممتداً من الحمام إلى منتصف الشارع الحالي عند المسجد الخامس ، وكانت معظم حركته من الشرق إلى الغرب ، و عند المسجد المذكور ، يلتقي طريقان ، طريق من جهة اليمين ، والآخر من الجهة اليسرى ليشكلا بداية الشارع ، حيث كان شارع الثورة مسدوداً بالبيوت في النقطة المذكورة . و كان مؤلفاً و ترفده ( زقاقات ) ضيقة و متعرجة ، وأرضه مرصوفة بالحجر الأزرق ، و يكمل أبو علي بابتسامة : كانت الطريق في بدايتها الغربية ضيقة و سيئة، و توجد نقطة علام مميزة ، دكان ( الطنبر ) عائد لآل حسينو ، وسمي كذلك لوجود طنبر بجانبه دائماً ، و يوضح لنا أبو علي أن الطنبر هو عبارة عن عربة خشبية يجرها الحيوان كانت تستعمل لنقل البضائع .
أيضاً
يقول أبو علي : إن الشارع كان اسمه ( السوق ) ، و ذلك لنزول أهل القرى كافة إليه، للتبضع و شراء المستلزمات، و بيع بضاعتهم أيضاً ، حيث كان كراج (الريف) في منتصفه ، و تتوزع على جانبيه محال التجارة بأنواعها كافة ، خاصة بيع المنتجات الحيوانية من ألبان و أجبان ، حيث يشكل الشارع أهمية جيدة حتى قبل توسعه ، فكانت مفارق الطرق الرئيسية تصب فيه و تتفرع عنه ، فكان يرتبط مع الجهة الجنوبية بشارع رئيس أيضا تم توسيعه ، و شارع آخر بمحاذاته ، وهي ما سميت ( كتلة إشبيليا ) ، وباتجاه الشمال هنالك أكثر من شارع يصل المنطقة فيه .
تحديث
يشير أبو علي إلى أن شق الشارع كان سنة 1964 ، بقرار من رئيس البلدية آنذاك ، وبأدوات بسيطة ، وبمساعدة الأهالي ، وبالطبع كان القرار جباراً حينها ، لأنها تقريباً كانت الخطوة الأولى من نوعها وحجمها ، فتمت إزالة البيوت حتى دوار الزهراء حالياً، نسبة إلى مدرسة الزهراء، وبناء مجرى للسيول التي كانت تصل الشارع ، وهو الجسر عند المجمع الاستهلاكي الحالي الذي يعد أيضاً بدوره من معالم شارع الثورة . و سمي كذلك تيمنا بثورة آذار .
أصبح
أصبح شارع الثورة من أهم معالم مدينة سلمية ، لغنى تاريخه ، ولأهميته الحالية ، بعدما امتد على مسافة (1) كم ، و ضم على جانبيه كل الأنواع التجارية و المطاعم ، و مشفى ، و صيدليات ، فعندما تدخل الشارع لايمكن أن يلزمك شيئاً من خارجه ، وهو الممتد من الساحة العامة إلى دوار الزهراء التي تتوسطه شجرة الكينا العتيقة .
ش ي