سلمية . . واقع خدمي سيء اتهامات متبادلة بين مجلس المدينة ولجان الأحياء

بعد عدة أشهر من عمل مجلس مدينة سلمية الجديد ، يظهر تخبطٌ في عمل لجان المجلس وتضاربٌ بالآراء والمصالح على حساب المدينة والمواطن وهي التي من المفروض أن تكون كمجلس المدينة بكل حي ، إضافة لغياب تنفيذ المرسوم 107 الناظم لعمل الإدارة المحلية ، وبنوده بالعمل ، وعدم التشاركية في الآراء والقرارات في وضع خطة النظافة ، وفوضى في عمل لجان الأحياء ، وكثرت شكاوى المواطنين على المجلس واللجان ، وهذا ما انعكس سلبياً على الواقع الخدمي بسلمية والذي يزداد سوءاً ، بدءاً من انتشار القمامة بالشوارع والأحياء وإشغالات الأرصفة والفوضى العارمة ، وتجاوزات وسوء توزيع أغلب اللجان لمازوت التدفئة والغاز المنزلي ، والواقع الخدمي من سيئ إلى أسوأ ، وحجة مجلس المدينة دائماً عدم وجود الإمكانات !!!
صحيفة الفداء وانطلاقاً من حرصها على المصلحة العامة ومصلحة المواطن ، وللوقوف على واقع عمل لجان الأحياء ، كان لها لقاءات عديدة مع المواطنين ومع رئيس اللجان بالمجلس ، ومع رئيس المجلس أيضاً ، والبداية مع المواطنين :

ماالذي تستطيعه ؟
ـ ندى عادلة قالت : ماذا تستطيع اللجان أن تعمل إذا المازوت والغاز غير متوافرين ، والمواطن سيبقى يلهث وراء حاجياته بلجان أو بغيرها وهذا ليس جديداً .
لا نرى مجلساً
ـ محمد الجرف ، قال : نرى لجاناً ولكن لا نرى مجلساً ، وعمل اللجان طوعي وطني بسبيل المصلحة العامة .
حالة إيجابية
ـ مخلص الماغوط ، قال : استطلاع الرأي هو حالة إيجابية للوقوف على عمل كل من له علاقة بالشأن العام ، وعند توافر الإمكانات تتبلور فكرة العمل والحكم عليها ، ويجب السعي لتحسين الموارد بكل النواحي ويصبح المقصر واضحاً .
مهامها ما هي ؟
ـ ماهر ماهر قال: نرجو عرض مهام لجنة الأحياء .
لا نعرفها
ـ عبير ونوس قالت: لم نرَ اللجان ولانعرف أحداً منهم حتى الآن.
إهمال الحي الشمالي
ـ نغم عودة ، قالت : الحي الشمالي مهمل من ناحية النظافة ، نأمل الاهتمام بذلك والسعي لخدمة المواطن .
خيار وفقوس
هند مروش ، قالت : المشكلة بمجتمعنا هناك خيار وفقوس ، وإذا بتعرف اللجنة بتحصل على الخدمة «يلي بدك ياها» ، أما إذا مابتعرفهم مابيردوا عليك، مع الاحترام للجميع.
لم نحصل على المازوت
ـ ريم وردة قرب مشفى البر، قالت : حتى الآن لم نرَ اللجنة ، ولم نحصل على مازوت التدفئة لندفئ أولادنا .
عندما نجد بلدية
ـ وردة صليبة ، قالت : عندما نجد بلدية تهتم بالمواطن ، ما في داعي للجان ، وأغلبهم يسعون لتأمين احتياجاتهم ، والمواطن لا يستطيع أن يتكلم مع أحد منهم فهم بمراكز حساسة !!.
بعضهم جيد
ـ ياسر العامود ، قال : عمل اللجان وطني ، بعضهم يعملون بأخلاق ولخدمة المواطن ، وبعضهم يعملون كتجار ، نأمل أن يكون هناك متابعة لعملهم وبرنامج عمل موحد .
مع رئيس لجان الأحياء بشفافية وصراحة
كما التقت الفداء ، ـ عضو مجلس مدينة سلمية ـ أحمد الجرف رئيس لجان الأحياء ، الذي حدثنا قائلاً : لجان الأحياء خدمة مجتمعية تشاركية ، يشارك فيها كل أطياف المجتمع المحلي من الفئات والأحزاب ، وليست متعلقة بفئة معينة ، وهي خدمة وطنية طوعية ، مهمتها الأساسية تقديم الخدمات للمواطنين بالحي ونقل مشكلات وهموم المواطنين الخدمية للمكتب التنفيذي عبر مسؤول لجان الأحياء .
لكن للأسف حالياً بعض من لجان الأحياء لايقومون بواجبهم تجاه أبناء الحي ، وتوجد إساءات وتجاوزات من بعض اللجان ، وعدم تنظيم عمل مراكز الغاز ولايوجد آلية عمل تمكن المواطنين من أخذ استحقاقاتهم من أي مادة بعيداً عن الذل للمواطنين .
علاقتها المباشرة
ويضيف الجرف قائلاً : لجان الأحياء علاقتها مباشرة بالمكتب التنفيذي حسب المرسوم التشريعي / 107 / لعام 2011 للإدارة المحلية ، والذي أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام رؤساء المجالس ، وعلى تطبيقه بقوة وعدم مخالفة بنوده ، وحسب المادة /63 / بالمرسوم ، تقع على عاتق المكتب التنفيذي تشكيل لجان الأحياء ، ولجان العمل الطوعي والإشراف عليها ومراقبة عملها وتقديم الدعم لها .
مشكلة حقيقية
وهناك مشكلة حقيقية في هيكلية تشكيل لجان الأحياء الحالية ، حيث المادة /83/ من المرسوم تنص على تشكيل لجنة بكل حي برئاسة المختار ، والمادة /84/ تؤكد على ارتباط لجنة الحي بالمكتب التنفيذي وتعد جهازاً من أجهزته ،والمادة /85 / تنص على تشكيل هيئة اختيارية في الحي برئاسة المختار وعضوين من أعضاء اللجنة المنتخبة ، فأين الواقع من هذا المرسوم ؟؟؟!! ، فالآن هناك / 14 / لجنة حي بسلمية ، ولا يوجد سوى /10 / مخاتير يعملون ضمن اللجان وهذا مخالفة واضحة للمرسوم /107/ وفي حقيقة الأمر لجان الأحياء ، تعيش حالة فوضى حقيقية لعدم وجود آلية وضبط لعملها وعدم توافر الإمكانات لكي تلبى مطالبها .
استبعدتُ عن مهمتي
وحول سؤالنا لرئيس اللجان: طالما أغلب اللجان ومراكز الغاز تعيش حالة من الفوضى، لماذا لم تقم بتنظيم وضبط عملها ، وبموضوع النظافة أين دوركم ؟
يجيب الجرف قائلاً : كلفت من قبل المكتب التنفيذي بمهمة الإشراف على عمل لجان الأحياء منذ أشهر ، وبدأت العمل بكل صدق وجدية ومتابعة مع أعضاء ورؤساء لجان الأحياء ، وحضور الاجتماعات ومتابعة أعمالهم الميدانية من الناحية الخدمية وتوزيع الغاز والمازوت ، وكل عمل للجنة الحي في ما يخص خدمات المواطنين ، لكن هذه المتابعة والجدية بالعمل أثارت انزعاج وغضب بعضهم ، فاستبعدت عن مهمتي بمتابعة لجان الأحياء بما يخص الغاز والمازوت بكتاب رسمي من رئيس المجلس ، وهذه مخالفة لنص المرسوم التشريعي /107/ ، وأوكلت المهمة إلى مندوب المحروقات ، مع العلم أن مندوب المحروقات مهمته توزيع وتنسيق طلبات المازوت والغاز وتوزيعها على لجان الأحياء وتنظيم قوائم للتموين ورئيس اللجنة الفرعية وإطلاع مجلس المدينة عليها ، ومسؤول اللجان مهمته متابعة أعمال لجنة الحي بشكل كامل ومراقبة عملها ورفع تقارير إلى المكتب التنفيذي ، وعلى مندوب المحروقات التنسيق بالعمل مع مسؤول اللجان .
لا توجد خطة شاملة
وعن دور لجان الأحياء في النظافة، يجيب الجرف قائلاً : عندما تكون هناك خطة شاملة وكاملة ، وذات مواعيد دقيقة ، حينئذ تقوم لجان الأحياء بعملها عن طريق توعية الأهالي ، ونشر مواعيد النظافة ومراقبة وضبط المخالفين ، لكن نجاح العمل يحتاج إلى تشاركية في الآراء والقرارات ، وهذه كانت مغيّبة في وضع خطة النظافة بالمجلس والتي أعدّها ووضعها عامل نظافة وصدق عليها رئيس المجلس من دون علم المكتب التنفيذي ومسؤول الخدمات ولجان الأحياء !!
إعادة هيكلة
وعن الاقتراحات للارتقاء بالعمل، يضيف رئيس اللجان قائلاً : أقترح العمل الفوري لإعادة هيكلية وتنظيم لجان الأحياء ، لأن لانجاح لمجلس المدينة من دون الاعتماد الكلي على لجان الأحياء وتلبية المطالب ، وذلك من خلال انتخابات بالأحياء ،وكل حي يختار من يمثله أسوة بمجلس مدينة حلب ، وإعادة تفعيلها بالاتجاه الصحيح لخدمة المواطنين ، في كل مفاصل الحياة اليومية وذلك لتطبيق خطاب سيد الوطن ومحاربة الفساد وإيصال صوت وحقوق المواطنين إلى الجهات المختصة والنهوض بالواقع الخدمي للمدينة إلى أعلى المستويات لما فيه مصلحة المواطنين .
وأخيراً سؤال: لماذا من يعمل بصدق ووطنية في خدمة الوطن والمواطن ، يُهمّش ويستبعد عن مهامه ؟؟!!
مع رئيس مجلس المدينة
وحول رأي المجلس بلجان الأحياء ، أكد رئيس مجلس مدينة سلمية المهندس زكريا فهد قائلاً : تعد لجنة الأحياء في كل حي كمجلس مدينة مصغر ، ومسؤول مسؤولية كاملة عن الحي،حيث لايقتصر عملها على موضوع توزيع المحروقات والغاز،بل عملها مرتبط بنظافة الحي وهو الأهم، ومتابعة توقيت رمي القمامة في المواعيد المحددة، إضافة لمتابعة الطرق وإمكانية صيانتها، إما بالزفت أو ببقايا حجر مكسر،ومتابعة إنارتها وأهم الطرق الواجب اتخاذها لإنارتها ضمن الإمكانات المتوافرةوعمل رئيس لجان الأحياء منفصل عن العمل مسؤول المحروقات تماماً ، فمسؤول لجان الأحياء مهمته متابعة عمل اللجان وحضور الاجتماعات من أجل النظافة والأفران وغيرها من الخدمات للمواطنين، أما مسؤول المحروقات فهو عضو مجلس مدينة وكلف بمتابعة توزيع مازوت التدفئة والغاز المنزلي للمواطنين وعلاقته مباشرة مع رئيس المجلس .
ختاماً:
الواقع الخدمي بسلمية من سيئ إلى أسوأ ، والقمامة والإشغالات والحفريات تزداد انتشاراً بالشوارع والأحياء بدون أيّ رادع قانوني أو أخلاقي..!! وبينت الأيام السابقة عدم نجاح المجلس حتى الآن بتحسين الواقع الخدمي ، وتحقيق أبسط حقوق المواطنين ، نأمل أن يتم تطبيق توجيهات الرئيس بشار الأسد الخاصة بعمل المجالس ، التي تحقق وتؤمن الخدمات للمواطن والمدينة بالشكل الجيد على الأقل ، وتطبيق مرسوم الإدارة المحلية ، وعدم استخدام نقص الإمكانات ذريعة للتقصير بواجبه الخدمي الظاهر علناً للجميع ، فلقد آن الأوان لكي يحصل المواطن على حقوقه من الخدمات الضرورية وتخفيف المعاناة عنه التي بلغت حداً لا يطاق ..!!!
حـسان نـعـوس

 

 

المزيد...
آخر الأخبار