يوم غد يصادف الذكرى السادسة والخمسون لثورة الثامن من آذار المجيدة التي قام بها طلائع حزب البعث العربي الاشتراكي من الكادحين الذين تحسسوا الواقع المؤلم الذي كان يعيشه الشعب السوري، وأول هذه التحديات الطعنة النجلاء التي مثلها الانفصال المشؤوم عندما قامت عام 1961 مجموعة من بقايا الإقطاع والبورجوازية بضرب وحدة 1958 فكان هذا الانفصال جرحاً عميقاً في ضمير كل عربي وحدوي يطمح إلى الوحدة العربية والتحرر فجاءت ثورة الثامن من آذار رداً على الانفصال والقيام بتحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية في بنية المجتمع السوري لإلغاء الاستغلال والظلم الذي خيم على شعبنا طيلة الحقبة العثمانية الاستعمارية البغيضة والاستعمار الفرنسي الغاشم والتفاوت الطبقي والأفكار الرجعية التي عشعشت في الذهنية الاجتماعية التي ورثناها من السلطنة العثمانية السلجوقية أكثر من أربعة قرون من خرافات وأوهام كانت من العوامل التي أسهمت في تخلف شعبنا عن ركب التقدم والحضارة فجاء الاستعمار الفرنسي والأوربي بشكل عام ليزيد الطين بلة في تمزيق الشعب العربي السوري وزرع عدو استيطاني صهيوني في فلسطين العربية معتمداً على الأساطير والخرافات الدينية اليهودية التي ليس لها أي سند تاريخي أو ثقافي , غير أن هذا العدو الصهيوني جُمع من جميع أنحاء العالم ليكون سداً بين العرب في شمال أفريقيا والعرب في آسيا حتى لاتقوم لهم وحدة، لأن الاستعمار يدرك جيداً بأن أي لقاء بين مصر وسورية عبر التاريخ يكون النصر حليف العرب وهناك أمثلة على مثل هذا اللقاء في عين جالوت وفي حطين وفي تشرين التحرير حيث استطاعت هذه الثورة بجهود أبنائها والتفاف الشعب حولها أن تحقق أهداف الكادحين ورفع الحيف عن كاهلهم وتحقيق مستقبل زاهر لأبنائهم، هذا ماتحقق على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي. لقد حققت ثورة البعث، ثورة الثامن من آذار المجيدة شعار الأرض لمن يعمل بها والمعمل للعامل وكل حسب جهده وعمله الإيجابي في بناء قاعدة اقتصادية متينة وأن أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة هم: العمال والفلاحون وصغار الكسبة والحرفيون والجنود العقائديون وأبناء العمال والفلاحين، فجدد ثورة آذار من الداخل المؤسس حافظ الأسد بحركة التصحيح عام 1970 وقامت بإنجازات على المستوى الداخلي والعربي والعالمي مثل الجبهة الوطنية التقدمية والتضامن العربي وإرساء علاقات مع كل من يقف إلى جانب قضايانا العادلة من حركات التحرر والمعسكر الاشتراكي.
وعندما رأت الإمبريالية العالمية أن السيد الرئيس بشار الأسد ينهج نفس النهج الوطني والقومي الثابت والمبدئي الذي سار عليه المؤسس حافظ الأسد والتشدد في تحرير الأرض وعودة النازحين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس ولن يتخلى عن شبر من أرض الجولان السوري المحتل راحت قوى الشر من أمريكا وحليفاتها الأوربيات والصهاينة وبني سعود و أل ثاني / قطر / وأردوغان السلجوقي وغيرهم من الأذناب يرسلون نفايات العالم من الإرهابيين ليعيثوا في سورية فساداً وقتلاً وذبحاً وتخريباً باسم الإسلام, والإسلام منهم بريء. إنها حرب عالمية ثالثة شنت على سورية بمساعدة الرجعية العربية وإن سورية الأسد النصر حليفها لأنها على حق والقائد بشار حافظ الأسد على حق وهو يمثل الشعب العربي السوري وإنه لمنتصر وإن غداً لناظره قريب.
وكل عام وشعبنا وجيشنا وقائدنا بألف خير بهذه المناسبة العزيزة على جماهيرنا الكادحة.
أحمد ذويب الأحمد