الانسمام الحملي «ما قبل الإرجاج و الإرجاج الحملي» وارتفاع الضغط عند الحامل

حالات متعددة وردت إلى المشافي العامة في المحافظة تعاني مما يعرف بالانسمام الحملي ، فما هو هذا المرض وما هي أعراضه وأسبابه وطرق علاجه؟
لمزيد حول هذه الحالة إلتقينا الدكتور خالد حسين اختصاصي أمراض النساء والتوليد فقال :

ما قبل تسمم الحمل « هو حالة طبية خطيرة يترافق فيها الحمل مع ارتفاع ضغط الدم ، عند قيام الحامل ببعض التحاليل يلاحظ ظهور كميات ملحوظة من البروتين في البول ، ويشير مصطلح ما قبل تسمم الحمل ( ما قبل الإرجاج ) إلى مجموعة من الأعراض والعديد من الأسباب المختلفة ( بعضها معروف وبعضها الآخر غير معروف ) يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذه الحالة.
وبينما يكون ارتفاع ضغط الدم هو أكثر أعراض هذه الحالة وضوحاً، وترتبط هذه الحالة بتدمير شامل يصيب الخلايا المبطنة للأوعية الدموية عند الأم في أعضاء متعددة مثل الدماغ والكبد والكلى .
أعراض المرض
وبين د. خالد أنه : قد تبدأ أعراض حالة ما قبل تسمم الحمل في الظهور بدءاً من الأسبوع العشرين من الحمل ، وتختلف مراحل تطور الحالة من مريضة لأخرى ، ولا يوجد علاج معروف لحالة ما قبل تسمم الحمل سوى الإسراع في إنهاء الحمل بغض النظر عن عمره وعن حالة الجنين . ويمكن اعتبار حالة ما قبل تسمم الحمل أكثر مضاعفات الحمل الخطيرة شيوعاً ،لأن هذا المرض قد يؤثر على كل من الأم والجنين معًا.
التشخيص :
يتم تشخيص الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل لدى السيدة الحامل عندما يظهر ارتفاع ضغط الدم لديها (في قراءتين مختلفتين تسجلان 140/90 أو أكثر وتفصل بينهما ست ساعات – على الأقل) مع وجود 300 ملم من البروتين في عينة بول 24 ساعة .
ويعتبر ظهور حالة الوذمة الانطباعية (وهي عبارة عن تورم غير عادي يظهر بصفة خاصة في اليدين أو القدمين أو الوجه تتم ملاحظته عن طريق الفجوة التي يتركها ضغط الإصبع على الجلد في هذه المناطق ) أمراً جديراً بالاهتمام ويجب إبلاغ الطبيب عنها .
وقد يتطور ما قبل تسمم الحمل ليصل إلى مرحلة تسمم الحمل ( الإرجاج ) التي تتميز بظهور نوبات تشنجية ( تماثل نوب الصرع ) ، ونادراً ما يصل الأمر إلى هذا الحد إذا تم علاج الحالة بالشكل السليم ، وألم شرسوفي (منطقة أعلى البطن وتحت عظمة القص مباشرة) الذي يعكس الارتباط الكبدي بالإصابة بهذه الحالة.
وتكون الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل أكثر شيوعًا في حالة السيدات اللاتي يعانين بالفعل من وجود ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو من مرض السكري أو من أمراض المناعة الذاتية، مثل: الذئبة وكذلك السيدات اللاتي تنتمين لعائلات ينتشر وجود حالة ما قبل تسمم الحمل في تاريخها الطبي والسيدات البدينات والسيدات اللاتي يوجد لديهن إمكانية لحدوث الحمل المتعدد (إنجاب توائم أو تعدد المواليد ) .
وقد تحدث الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل في الفترة التالية للولادة مباشرةً. وتكون أكثر الفترات خطورة التي يمكن أن تتعرض فيها الأم لهذه الحالة هي الفترة التي تتراوح بين الأربعة والعشرين إلى الثمانية والأربعين ساعة التالية للولادة ، لذا يجب أن تتم في هذه الفترة ملاحظة دقيقة لعلامات الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل أو بأعراضه .
الأسباب :
د. خالد قال : إن العديد من النظريات حاولت أن تضع تفسيرات لأسباب حدوث حالة ما قبل تسمم الحمل، كما ربطت حدوث هذه المتلازمة بوجود الأسباب التالية:
إصابة الخلايا البطانية للأوعية الدموية
رفض الجهاز المناعي في جسم الأم للمشيمة
نقص الإرواء المشيمي
حدوث حالة من عدم التوازن بين مادة بروستاسيكلين ومادة ثرومبوكسان
انخفاض معدل الرشح الكبي مع احتباس الأملاح والماء
زيادة تهيج الجهاز العصبي المركزي
عوامل غذائية ، وتتضمن نقص الفيتامينات
عوامل وراثية
تلوث الهواء
السمنة
المضاعفات :وعن مضاعفات المرض بين د.خالد أن المرض يترافق بعوامل خطيرة وهي :
تصل نسبة احتمالية وفاة الأم تأثراً بالإصابة بهذه الحالة المرضية إلى 1.8 بالمائة.
الإصابة بمتلازمة HELLP ( انحلال دم – نقص صفيحات – ارتفاع خمائج كبدية ) حيث تتعرض سيدة من بين كل 500 سيدة حامل للإصابة بهذه المتلازمة .
النزيف الدماغي أحد الأضرار التي يمكن أن تفتك بالسيدات المصابات بحالة ما قبل تسمم الحمل أو بتسمم الحمل.
العلاج :
يعتبر العلاج الوحيد المعروف لحالة تسمم الحمل أو الحالات المتقدمة من الإصابة بمتلازمة ما قبل تسمم الحمل هو إتمام عملية الولادة إما عن طريق الطلق الصناعي أو الولادة القيصرية وفي بعض الحالات يمكن العمل على استقرار حالة السيدات الحوامل المصابات بحالتي ما قبل تسمم الحمل وتسمم الحمل بشكل مؤقت عن طريق الحقن الوريدي لمادة كبريتات المنغنيز لمنع الاختلاجات التي يمكن أن تصيبهن ريثما يتم استخدام حقن الستيروئيدات لتساعد على اكتمال نمو رئة الجنين .
وأكد د. خالد أن الدراسات أوضحت أن تناول السيدات الحوامل للبروتين/السعرات الحرارية في صورة مكملات غذائية ليس له أي تأثير على معدلات الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل.
كذلك لا تؤدي الأنظمة الغذائية التي تحد من تناول البروتين إلى زيادة معدلات الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل ، أما الدراسات التي تم إجراؤها على تأثير تناول مضادات التأكسد كمكملات غذائية – مثل فيتامين C وفيتامين E – فلم تثبت وجود أي تغير في معدلات الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل ، أما استخدام الكالسيوم كمكمل غذائي بالنسبة للسيدات الحوامل اللاتي ينخفض مستوى الكالسيوم في نظامهن الغذائي، فلم يكن له أي تأثير على معدلات الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل، ولم يؤثر على انخفاض معدلات الإصابة بالمضاعفات الخطيرة المصاحبة لحالة ما قبل تسمم الحمل .
أخيراً :
ينصح الدكتور خالد بمتابعة الحمل منذ بدايته تحت إشراف طبي ومحاولة كشف التطور الباكر لأعراض الانسمام الحملي في محاولة للحفاظ على حياة الأم و الجنين دون تعرضهما لمشاكل و اختلاطات المرض .
ماجد غريب

 

المزيد...
آخر الأخبار