فلاشة : الشاعرة ريم فرحة:المديح الزائف يدمر الشعر والشاعر

رداً على السؤال : ماذا يعني الجمهور بالنسبة للشاعر ؟ وإذا كان الشعراء يقرؤون لأنفسهم ويحضرون أمسيات بعضهم البعض، بحيث يكونوا هم ،في أغلب مشاركاتهم الشعرية ، وجمهور أنفسهم ، لماذا يصربعض شعراء قصيدة النثر على كتابة قصيدة بلا جمهور ؟
أجابت الشاعرة ريم فرحة :بدايةً أعتقد أن الأمر لا ينطبق على بعض شعراء النثر فقط وإنما ينطبق أيضا على بعض شعراء القصيدة الموزونة وأنه من الإجحاف تخصيص شعراء قصيدة النثر بهذا الاتهام فلشعراء القصيدة الموزونة نفس التوجه.. ألا وهو و(الأنا)هي طبيعة بشرية في المقام الأول والإنسان بشكل عام يميل للمديح و(مداح نفسه) وهذا ظهر بأكثر من شكل أدبي في الكتابة هو باعتقادي وللأسف يؤثر سلباً على جودة المادة الأدبية أياً كانت.
كما ويساهم المديح الزائف والتصفيق الفارغ واتباع أسلوب المجاملات في تدهور مستوى النصوص وخصوصاً إن كان من يكتب (امرأة) وجميلة حيث ينبري الجمع في التسابق للفت نظرها أو الظفر بحديث معها أو معه على حد سواء متناسين سبب تواجدهم الأول في هذه الأمسيات .. هذا إن كانوا قد حضروا فعلاً للاستماع إلى الشعر (المظلوم) في هذه المعمعة.
ولا يمكننا هنا إغفال محبي الأغلفة وبقع الضوء والصور المُعدّلة والمبرمجة بما يتناسب مع مظهرهم الاجتماعي وتطلعاتهم للظهور والشهرة حيث إن هؤلاء يشكلون شريحةً لا بأس بها من رواد المقاهي والمنتديات والصالونات الأدبية. في النهاية.. نجد بأن الشعر والشعر فقط هو الضحية ومما لا يدعو للشك فإن تبدُّل هوية النقد من فن أدبي أصيل – يهدف لتقويم الاعوجاج أو الإضاءة على نقاط الضعف في النص بهدف تقويتها – إلى شيئين لاثالث لهما فهو إما أداة تحطيم لبناء لا يوافق أهواء الناقد أو وسيلة للتملق نهايةً.. لايصح أن يستجدي الكاتب الفكرة.. إنما هي من تستجديه ليصوغها بطريقة مبتكرة ومحببة حتى ولو لم تكن مفهومة أي كما قال لي أحد جيراني يوماً وهو رجل مسن وثقافته محدودة نوعاً ما: « أنا أقرأ لك حتى ولو لم أفهم كل شيء.. يكفي شعوري بالسعادة حين أقرأ كما لو كنت أسمع الموسيقا.. قد لا أستطيع تمييز النوتات إنما أنا قادر على التمييز بين الموسيقا الجيدة والنشاز.

حماة – الفداء

المزيد...
آخر الأخبار