من يذكر قدري العمر صاحب كتاب ( يحدثونك من القلب)!!

نشات القصة في سورية في أحضان الصحافة..
نشأت على استحياء.. على أيدي كتّاب متمرّسين بالعمل الصحفي.
ويمكن أن نذكر هنا كاتباً قديراً هو ( قدري العمر)..
كان كتاب القصة في البداية يعتقدون أن الحياة تختلف عما ترسمه القصص, فليس أهم مافيها هو الفراق أو الزواج وهي على الأعم الأغلب تخلو من الأحداث الخطيرة أو الوقائع الهامة!!
ولكن على الرغم من ذلك فإن بين طياتها من الأمور العادية التي تحدث كل يوم ما قد تعكس زوايا وأضواء جديرة بالاعتبار (!)
ولم يكن في رأي كاتب كـ قدري العمر أن يتخيل مواقف أو شخصيات غريبة ليخلق قصة ما (!) بل على العكس يكفيه أن يصور أفراداً عاديين في مواقف عادية كي يفسر الحياة تفسيراً سليماً ويبرز مافيها من معانٍ خفية, ولم تكن تلك النظرة فريدة بل كان ينتمي إلى الذين حاولوا تصوير الحياة تصويراً واقعياً بكل دقائق الحياة وتفاصيلها(!)..
والقصة التي كتبها ( قدري العمر ) قصة عادية تقترب أحياناً من لغة المقالة!! لذلك فالنقد يتسامح كثيراً إذا أدرج اسم ( قدري العمر) بين كتّاب القصة البارزين, على الرغم من ريادته المبكرة لهذا الفن (!)
وقدري العمر لم يترك إلا أثراً يتيماً وحيداً يشير إلى اهتمامه بهذا الفن وكلفه به (!)
ولد ( قدري العمر ) في حماة عام (1899), ودرس في الكتاب، ثم في المدرسة الابتدائية , ثم في إعدادي حماة, ثم في تجهيز دمشق, ثم في الكلية الصلاحية في القدس, وفي عام (1922) نال جائزة الدرجة الأولى في كتاب عنوانه ( أمراضنا الاجتماعية ) الداء والدواء!
ـ وفي عام (1927) كان قدري العمر الأول في مسابقة قامت بها وزارة المعارف بدمشق لتعليم اللغة العربية, وقد درس الأدب العربي في صف ( البكالوريا ) في حما, منذ عام (1927) حتى عام (1947).
ثم صار مديراً لتجهيز حماة , ثم مديراً لمعارف الجزيرة ثم انتقل مديراً, أيضاً، لمعارف حمص (!).
ـ وفي عام (1950) اشتدت الاضطرابات في المدارس فترك العمل الوظيفي , وافتتح مدرسة ثانوية خاصة بحماة اسمها ( الثانوية الجديدة) , لكنه بعد ذلك عاد إلى الوظيفة عام (1955) مديراً لتربية دمشق ومحافظتها حتى عام (1958) ثم انتقل ليصير مديراً للمركز الثقافي في حماة إلى أن توفاه الله في 7/7/1962..
ـأصدر ( قدري العمر) في الخمسينات مجلّة النواعير, واستمر رئيساً لتحريرها مدة عامين , نشر خلالها قصصاً فلسطينية جمعها في كتاب عنوانه ( يحدّثونك من القلب)!!
ـ كما نشر كتابه ( من الأدب) في خمسة أجزاء طبعته وزارة الثقافة السورية, وهناك العشرات من المقالات الأدبية والفكرية والسياسية والعديد من القصص نشرت في حينها في الجرائد والمجلات التي تصدر في سورية.
ـ والذي يعنينا من آثاره كتابه ( يحدثونك من القلب) الذي صدر بعدئذ في طبعة جديدة لدار نشر دمشقية بعنوان جديد ( عرس البطل)!!
وقد أساءت هذه الطبعة إلى صاحب الأثر أكثر من أن تقدّم أية فائدة معنوية, إذْ تركت العنوان الأصلي الفاعل المؤثر والموحي الشفاف ولجأت إلى عنوان عادي يضيع في زحمة عنوانات الكتب والأقاصيص!!

نزار نجار

 

المزيد...
آخر الأخبار