بعد الارتفاع الكبير في الأسعار لم يعد المواطن قادراً على تلبية الاحتياجات اليومية ،والأسعار كوت الجيوب وقديماً كان المواطن يتهكم من انخفاض سعر السلع بالقول أرخص من الفجل، لكنه اليوم لم يعد قادراً على أكل الفجل أيضاً ، حتى البصل ارتفعت أسعاره فكيلو البصل الأخضر اليوم وصل لـ ٨٠٠ ل.س والبندورة تخطت الـ ٥٠٠ وكذلك البطاطا تكاد تلامسها ، وحسب توقعات الكثيرين فإن القادم أعظم. من هنا ظهرت بعض الأفكار بأن يصبح المواطن العادي طرفاً فاعلاً في معادلة تغيير واقعه، بحيث يساهم في مواجهة الفقر وتضخم الأسعار، وفي الوقت نفسه يساهم في خفض معدلات التلوث وتأمين غذاء صحي له ولأسرته .
الزراعات البديلة
فطرحت مشاريع عدة كالزراعات البديلة والزراعات المنزلية حتى لأولئك الأشخاص الذين لايملكون أرضاً لزراعتها، ومن هذه المشاريع التي استوقفتنا مشروع «زراعة اﻷسطح المنزلية» كإجابة عن هذا السؤال. فهل «الزراعة المنزلية» حل واقعي لهذه المشكلات فعلاً أم إن هناك مبالغات؟
نماذج ناجحة
قد يتردد الكثيرون في بدء زراعتهم المنزلية ﻷنهم يعتقدون أن الموضوع معقد ويحتاج إلى جهد كبير ونستعرض هنا تجربتين للوقوف على اﻷمر بشكل عملي بعيداً عن التنظير. يقول المواطن عادل أنه بدأ زراعة سطح منزله منذ عامين تقريباً، بعد أن قرأ عن الفكرة على اﻹنترنت. ثم التحق بدورة في زراعة اﻷسطح المنزلية، اكتشف خلالها أهمية الزراعة المنزلية البيئية واﻻقتصادية والصحية، ثم قرر البدء في زراعة سطح منزله.
زراعة علمية
المهندس رأفت بيّن : أنه بدأ زراعته بشكل بسيط فاستخدم السحاحير والفلين والأشياء القديمة غير المستعملة، إذ كان يضع فيها التربة ويزرع خضروات كالجرجير والنعناع، وبدأ التوسع وشراء أنابيب مياه وتطبيق ما تعلمه. وعن تكلفة المشروع يقول: إن المشروع غير مكلف في البداية لكن في حال توسع فهو يحتاج لشراء أنابيب المياه والتعلم، لكن على المدى المتوسط والطويل فإن هذه التكلفة تعد بسيطة مقارنة بالفوائد التي يحصل عليها. وتحدث بسرورعن استطاعته تحقيق اكتفاء ذاتي من الخضروات وبعض أنواع الفاكهة لمنزله، إذ يوفر كل احتياجاته من البندورة والخيار والنعناع والباذنجان والملوخية والريحان والخس والفلفل والفراولة وغيرها. وفي نفس الوقت استطاع تنظيف سطح منزله وجعله مكاناً قابلاً للجلوس فيه واﻻستمتاع بخضرته.
ليس معقداً
يتردد الكثيرون في بدء زراعتهم المنزلية ﻷنهم يعتقدون أن الموضوع معقد ويحتاج إلى جهد كبير، ولكن على العكس… نموذج آخر تحدثنا معه هو المهندس محمد الذي روى لنا أنه بدأ زراعة سطح منزله منذ العام الماضي وأنه بدأ يستخدم اﻷطباق ودﻻء الطلاء القديمة المركونة فوق سطح منزله، ووفر السماد العضوي من بقايا الطعام وفضلات الطيور الموجودة في منزله، وكذلك البذور عن طريق استخراجها من النباتات المختلفة كالخيار والفلفل والبندورة. ويؤكد أن المشروع سهل وغير معقد وتكلفته تكاد تكون منعدمة ﻷنه اعتمد على أدوات موجودة في منزله سواء أكانت التربة أم السماد. ويقول محمد: إن سبب زراعته لسطح منزله هو توفير طعام طبيعي صحي بسعر زهيد ومواجهة جشع التجار، بالإضافة إلى تحسين شكل سطح منزله. ، ولقد استطاع أن يوفر احتياجاته بشكل كبير من الجرجير والفليفلة والبندورة والباذنجان والخيار، كما بدأ بزراعة عدة أشجار مثمرة مثل الرمان والبرتقال والليمون، على أمل أن تطرح ثمارها في المستقبل وكلها في أصائص لكنه مسرور بالنتائج.
النية أولاً
وحدثنا المهندس الزراعي ربيع أن الموضوع ليس معقداً كما قد يبدو من خلال الحديث عنه. ولكي تبدأ زراعتك المنزلية فأنت بحاجة إلى معلومات عن هذه الزراعة وأنواعها وتكلفتها فقط ومن ثم النية في عمل المشروع والبدء فيه في حال بقيت الأوضاع على حالها وبلغ الارتفاع في الأسعار إلى ما وصل إليه فسنصل إلى مرحلة الخدمة الذاتية وأن يتحول المواطن إلى فلاح وعامل وميكانيكي وصناعي و.و.و…
ازدهار صقور