فداء ! أنت أمي ، أنتِ كل شيء في هذه الحياة ، أنت عزائي في حزني ، رجائي في يأسي وقوتي في ضعفي ، يامن تكرمتِ علي بفائض حنانك المتدفق ، ياأمي ! كنت وما زلتِ بريقاً في سماء الكون ، إعجازاً من الله وأقدس معاني الإنسانية وأعظم هبات الحياة .ليس في الدنيا فرحٌ يعدل فرحك عندما يحالفني التوفيق . روحي الذابلة تكفيها نظرة واحدة لوجهك ، يا أمي ! ، كي ترتوي . فحبي لك لا يشيخ أبداً . كيف سيستطيع النفس أن يجري في داخلي دونك وأنت قلبي النابض ، عيني المبصرة وروحي التي سكنت جسدي . بين يديك كبرت وفي دفء قلبك احتميت ، بين ضلوعك اختبأت ومن عطائك ارتويت . هل تعلمين أن قلبك يا أمي بحر واسع أجد المغفرة دوماً في أعماقه . هل تعلمين يا أمي إنني حين أنحني لأقبّل يديك وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك ، واستجدي نظرات الرضا من عينيك حينها فقط أشعر بالأمان في هذا العالم .
هل تعلمين ياأمي لو سألوني عن الحب لأجبت : هو قلبك الرؤوم ، فأنت يا أمي شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة . بتواضع ورقة وفائدة . لو كان العالم في كفةٍ وأنت في الأخرى لاخترتك أنت أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلبك ، أنت أعظم كتاب قرأته أماه ! لا أستطيع مهما بذلت من جهدٍ أن أردّ جميل تسعة الأشهر التي احتويني خلالها في جوفك . أنتِ قمري في عتمة الليالي ونور شمسي في صباحي ، فبك أحيا ومن دونك ليس للحياة رغبة . فاعلم أيها الكون أنه ليس الجميع كأمي كلما أردت عناقها فعلت ، كلما اشتقت إليها تحدثت . أمي رفيقة دربي وأختي الكبرى وحبيبتي . إليك يا نبض قلبي المتعب ، إليك يا شذا عمري ، إليك أقول أحبك أو دمت لنا أو كلّ عام وأنت الفرشاة الملونة للوحة حياتي ! وكلّ عام وأنت أمي فداء ! .
قمر الصديق
المرأة العربية