إحياء ليوم التراث السوري أقيم في صالة المركز الثقافي العربي بسلحب احتفالية التراث بعنوان (بين المعاصرة والحنين)، وتأتي هذه الاحتفالية برعاية وزارة الثقافة ومديرية الثقافة بحماة وتستمر لمدة ثلاثة أيام. وشهدت الاحتفالية حضوراً مميزاً من الرفاق الحزبيين ورؤساء الدوائر والوحدات الإدارية في المدينة وجمهور كبير، حيث قدم الأستاذ رامح وردة مجموعة من الأغاني التراثية والمواويل والعتابا وتفاعل الجمهور مع هذه الأغاني الشعبية التراثية الموروثة، واستذكر الماضي المتناغم مع الحاضر ليعطي أملاً بالمستقبل الآتي. وتم افتتاح معرض فن تشكيلي وأعمال يدوية وقديمة من تراث المنطقة والبيئة بمشاركة الفنانين المبدعين فيصل وسوف وخزامى فاضل .
وعن هذه الفعالية وأهميتها التقينا السيدة ملك مديرة المركز الثقافي وأكدت على أن أهمية هذه الفعالية تكمن بإحياء التراث العالمي وخاصة التراث السوري الغالي على قلوبنا الذي هو ذاكرتنا وهويتنا التي نعتز بها، فهذه الاحتفالية ممزوجة بالغناء الشعبي التراثي والفن والإبداع والثقافة تمجيداً للماضي والحاضر، فالتراث هو الأصالة، والتمسك بالأصالة يعني التشبث بالجذور والحضارة السورية وتوريثها للأجيال المتعاقبة.
وعن مدى إحياء التراث السوري وتمجيده أكدت الآنسة هاديا علي : على ضرورة المحافظة على التراث السوري وإحيائه و تجديده بأساليبنا التي تتناسب مع حاضرنا، فالتراث السوري تراث عريق وقديم، فعمر سورية سبعة آلاف سنة وأكثر، ومن سورية انطلقت الحضارة لكل دول العالم. والتراث هو ركن أساسي ومهم لنا كسوريين لنحافظ عليه و نخلده ونحييه بكل مانملك.
وللغناء التراثي وإحيائه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وضرورة الاهتمام بهذا الجانب وخصوصاً على الصعيد المحلي كأبناء منطقة وهو تراث حضاري لامادي موروث يحمل بطياته كل ماهو جميل وعفوي وبسيط، تحدث الفنان رامح وردة حول مدى الاهتمام بهذا التراث الأدبي الشعبي الذي يضم الشعر الشعبي وفيه ألوان كثيرة كالعتابا والدلعونا والزجل والميجنا، من المهم جداً المحافظة على هذا الإرث الحضاري الموجود قديماً والممتد حديثا فنأخذ ماهو جميل من حيث الكلمة واللحن لأن الكلمة تحيا و تؤثر بالروح والوجدان، والاتجاه نحو إحياء فعاليات كهذه هي مبادرات فردية أكثر، فالتراث أكبر بكثير من ذلك، فهو يلامس الحياة، ولابد للمهتمين أن يمتلكوا روح التعاون والتفاعل والموهبة لإحياء هذا الجانب.
وللفن حضوره في إحياء التراث حيث وصفت الفنانة خزامى مشاركتها بأعمال يدوية وفنية من واقع منطقتنا وجسدت في هذا المعرض إعادة تدوير مخلفات البيئة بأنواعها لحماية بيئتنا وتجسيد روح الابتكار بهذه الأعمال وثراث سورية هو رمز للحضارة والعراقة.
و أخيراً:
سورية بحد ذاتها إرث حضاري، فهي أرض الرسالات، وأرض الخيرات، ومهد الحضارات، فكل لوحة، وكل كلمة، و كل أغنية تردد وتهتف بأن سورية ستنتصر ولن تنكسر.
إيفانا ديوب