يلاحظ الذاهب إلى الحقل ـ وحتى في المنزل أحياناً ـ أعداداً وأنواعاً كثيرة من الحشرات لم نكن نلحظ وجودها بهذه الكثرة والتنوع سابقاً والأغلب كما قال المزارعون هذا ناتج عن وفرة الأمطار ووفرة النباتات وأزهارها.
وأكدت المهندسة رشا العلي رئيس دائرة وقاية النبات أن كافة الحشرات المنتشرة حالياً في أرجاء المحافظة هي حشرات إما نافعة أو ذات ضرر محدود وأن الدائرة تقوم بأعمال الرصد والمراقبة لكافة أنواع الحشرات سواء المفيدة أو الضارة وهي مستعدة للتدخل في حال حدوث أي طارئ بكافة الوسائل المتاحة .
ونفت العلي وجود أي سرب للجراد الصحراوي فهو لم يصل القطر مطلقاً وقد اتخذ هذا الجراد طريق الهجرة المعاكسة باتجاه آخر.
وحول الحشرات الموجودة أو المحتملة تحدثت العلي:
خنفساء الكالوزوما ( الخنفساء السوداء)
في الآونة الأخيرة انتشرت في بعض مناطق المحافظة هذا النوع من الحشرات والتي تعتبر من أهم الحشرات المفيدة التي تتغذى على العديد من يرقات وعذارى الحشرات الضارة منها جادوب أعشاش الصنوبر وغيرها من الحشرات الضارة للإنسان والمزروعات وهذا النوع من الخنافس يتكاثر في هذا الوقت من السنة وينجذب للإضاءة ولاتهاجم الإنسان أو الحيوان وهي ليليلة النشاط وتنجذب للضوء لذلك أدى إلى دخولها التجمعات السكنية.
والظروف الجوية السائدة من ربيع دافئ ماطر أدى إلى انتشارها بأعداد كبيرة هذا العام .
فراشة حشرة أبو دقيق الخبازي (أو فراشة الربيع) :
إن الأعداد الهائلة من الفراشات التي نرى معظمها تطير على ارتفاعات منخفضة هي فراشة vamessa cardui وهي فراشة أبو دقيق الخبازي التي تنتمي إلى رتبة حرشفيات الأجنحة وهي ذات ألوان زاهية تقضي طور اليرقة متغذية على النباتات البرية وبالأخص نبات الخبيزة البري ويصل طول اليرقة حتى 4 سم.
تعتبر الهجرة ظاهرة شائعة في عالم الحشرات مثل الطير و حيث تهاجر إلى أماكن ذات مناخ ملائم لبداية دورة حياة جديدة وهذه السنة أبدت هجرة مميزة بكثافتها وذلك بسبب الظروف الجوية السائدة في منطقتنا / أمطار غزيرة ـ حرارة معتدلة ـ توفر أعشاب مناسبة لتكاثرها / وهذه الحشرة لم تسجل أي ضرر اقتصادي وغير ضار للمزروعات خاصة أن طور اليرقة يتغذى على الأنواع البرية.
الجراد الصحراوي:
إن وجود أسراب من الجراد في الحدود الأردنية السعودية ما أدى إلى إعلان وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لحالة تأهب واستعداد تام واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة وتجهيز وسائط المكافحة من آليات ومرشات وجرارات وعمال ومبيدات للتعامل مع أي احتمالات لوصول الجراد الصحراوي للبلاد حيث إن الظروف الجوية السائدة في الأيام القليلة الماضية من انخفاض الحرارة وحركة الرياح الشمالية أدى إلى تغيير منحى اتجاه سرب الجراد واستبعاد وصولها إلى الأراضي السورية وفي هذا الإطار : عقدت مديرية زراعة حماة اجتماعاً طارئاً وتشكيل لجنة طوارئ برئاسة مدير الزراعة والإصلاح الزراعي بحماة مهمتها التحضير لمكافحة الجراد الصحراوي والاستعداد لمواجهة الخطر في حال وصول أسراب الجراد حيث تم :
ـ إحداث غرفة العمليات الخاصة لمكافحة الجراد في مدير الزراعة / دائرة الوقاية / لتلقي كافة المعلومات وبشكل يومي على مدار (24 ساعة).
تم تشكيل لجنة طوارئ فرعية على مستوى الوحدات الإرشادية لتلقي المعلومات والتواصل مع غرفة العمليات الخاصة والإبلاغ عن اي مشاهدة حول ذلك.
تم وضع كافة الآليات والمعدات اللازمة لعمليات المكافحة على أهبة الاستعداد للبدء بعملية المكافحة حين الحاجة .
ـ هناك نوعان من الجراد: الصحراوي المهاجر وهو الخطر حيث يسير بشكل أسراب ضخمة الكيلو متر المربع منه يحوي 30ـ50 مليون جرادة عابرة تجتاح الأراضي والحقول وذات أضرار بالغة على كافة المزروعات وهي تستطيع السفر لمسافات طويلة تصل 100ـ200 كم في اليوم وهو خطير جداً ويؤثر على الأمن الغذائي الوطني في حال غزا أي بلد / النطاط/.
والنوع الثاني هو المحلي ذو الخطر المحدود على المزروعات إلا في حالات نادرة حيث قامت مديرية زراعة حماة / دائرة الوقاية بمكافحته في بعض قرى المحافظة بتقديم الآليات والمرشات والمبيدات والعمال.
أحمد عبد العزيز الحمدو
المزيد...