الحرائق تلتهم آلاف دونمات القمح والشعير والزيتون بسلمية التأخر بتوزيع المازوت الزراعي وأجور الحصادات ترهق الفلاحين 4000 ليرة أجرة حصاد الدونم … الحرائق تلتهم آلاف دونمات القمح والشعير والزيتون بسلمية التأخر بتوزيع المازوت الزراعي وأجور الحصادات ترهق
بعد عام من هطولات أمطار الخير في مدينة سلمية وريفها، والتي أعادت للأراضي الزراعية ازدهارها وخضارها، وتبشر بموسم خير بالمحاصيل الزراعية التي تدعم الاقتصاد الوطني، ويحصد المزارعون غلال أراضيهم وتعوضهم عن السنوات السابقة . بدأت أعمال موسم حصاد الشعير، في ظل احتراق مساحات من الأراضي الزراعية والتي أدت إلى خسائر بزراعتهم، ونتائج تأخر توزيع المازوت الزراعي ، لعمل الحصادات والجرارات، وقيام أصحابها بوضع أسعار مرتفعة ، كأجور عملها بالحصاد بحجة شرائهم المازوت بأسعار عالية .
للوقوف على واقع عمل الدوائر الزراعية وما تم تحضيره لموسم الحصاد والمزارعين ، والمساحات المحروقة، صحيفة الفداء واكبت ميدانياً بدء موسم الحصاد بعدد من المواقع ، وكان لنا لقاءات مع المزارعين والمعنيين بدائرتي زراعة سلمية وصبورة .
مع المزارعين ..
ـ عدد كبير من المزارعين بسلمية وريفها ، قالوا لنا : تأخر إعطاؤنا المازوت الزراعي أثر علينا سلبياً في عملية حصاد الموسم من الشعير والمحاصيل الأخرى ، بالإضافة لتأخر تسليم أصحاب الحصادات المازوت جعلهم يتحكمون بأجور عملهم في حصاد الشعير وتصل إلى أكثر من /4000 ل.س / لكل دونم ، والجرارات التي هي جزء لا يتجزأ من عملية الحصاد لنقل المحاصيل، لا يوجد لها أية مخصصات مازوت ويحصل أصحابها عليه من السوق السوداء وبأسعار أكثر من / 500 /ل.س للتر ، وهذا يزيد من التكاليف المالية للإنتاج والتسويق.
ويطالب المزارعون الذين تعرضت محاصيلهم للحرائق، التحقيق فيها لأن أغلبها بفعل فاعل، وإجراء الضبوط اللازمة، والعمل من الجهات المعنية على تعويضهم بنسبة جيدة من خسائرهم.
دائرة زراعة سلمية ..
رئيس دائرة زراعة سلمية المهندس نايف الحموي، حدثنا قائلاً : موسم هذا العام يبشر بموسم وافر بإذن الله، ودائرة الزراعة اتخذت الإجراءات المناسبة لاستقبال موسم الحصاد، وقامت بعمليات وحملات توعية عبر الوحدات الإرشادية بالتعاون مع الجمعيات الفلاحية المنتشرة بسلمية وريفها، ووزعنا منشورات فيها تعليمات للعمل بها، لتجنب حدوث حرائق وحالات طارئة تؤثر في الموسم والإنتاج، وتجنيب المزارعين خسارة مواسمهم ومحاصيلهم الزراعية التي انتظروا ثمارها عاماً كاملاً.
ونظراً لازدياد عدد الحرائق وجهنا المزارعين لاتخاذ كل الاحتياطات، عن طريق اتباع الإجراءات المناسبة التالية :
ـ فتح خطوط نار بين الحقول عبر فلاحتها وفلاحة جوانب الطرق للحد من انتشار الحرائق في حال حصولها .
ـ عدم رمي أعقاب السجائر على جوانب الطرق ، لأنها السبب الرئيسي لانتشار الحرائق.
ـ تجهيز كل الجرارات في القرى بالمعدات اللازمة للفلاحة للمشاركة في إطفاء الحرائق عبر الفلاحة.
ـ الانتباه لعدم حصاد موسم الشعير قبل حصول النضج الكامل للحبة .
ـ في حال حصول أي حريق الاتصال على الهواتف التالية / 188 حراج حماة, ـ 113 إطفاء سلمية / .
لغة الأرقام
ويضيف الحموي قائلاً : بلغت المساحات المزروعة للموسم الزراعي 2018 ـ2019 :
بالقمح / 625 هكتاراً سقياً / و/1052 هكتاراً بعلاً /
وبالشعير /1212 هكتاراً سقياً / و/ 413هكتاراً بعلاً /
وبالحمص /222 هكتاراً وبالعدس 1951 هكتاراً وبالكمون 1246 هكتاراً / وغيرها من المحاصيل الزراعية الشتوية، وحالياً بدأ المزارعون بزراعة الخضار الصيفية.
وبدأ موسم حصاد الشعير البعلي بكل مناطق سلمية بعد النضج الكامل للحبة ، وبلغ مردود الإنتاج ما بين / 150 ـ 160 كغ للدونم الواحد / وننتظر التعليمات التنفيذية لتسويق محصول الشعير لمؤسسة الأعلاف ، وقامت الدائرة بفرز أربعة صهاريج مع طواقمها ، لدعم الدفاع المدني / الإطفاء / بسلمية لإخماد الحرائق الواقعة ضمن مجال دائرتي زراعة سلمية وصبورة .
حرائق بالجملة
وبالنسبة لحرائق المحاصيل الزراعية التي حدثت ، أجابنا الحموي قائلاً : هذا العام ولغايته ، تم إخماد حريق كبير في ناحية عقيربات لمراعي ومحاصيل زراعية وأشجار مثمرة بمساحة /10 / هكتارات، وحريق بمساحة /50 / هكتاراً من الشعير وأشجار مثمرة في ناحية بري الشرقي ، وفي قرية البردونة بمنطقة الشيخ علي كاسون ، حريق بمساحة /30 / هكتاراً من الشعير ، وبقرية مرج مطر /5ر1 / هكتاراً من الشعير .
وتجاوز عدد الحصادات في مجال عمل الدائرة أكثر من /200 / حصادة ، تقوم بعملية حصاد موسم الشعير ، ويتم توزيع /500 / لتر من المازوت لكل حصادة بعد تقديم الثبوتيات عن عملها بمجال كل إرشادية .
ونتمنى للجميع محصولاً وافراً ، ونهيب بكل الأخوة المزارعين اتباع ما تم القيام به بقريتي زغرين والربا ، عن طريق إجراء مناوبات من الجرارات والعمال ومعدات الفلاحة وصهاريج الماء للمساهمة بالإسراع بإطفاء الحرائق إذا حدثت لا سمح الله .
وفي دائرة زراعة صبورة ..
عن عملها بموسم الحصاد ، حدثتنا المهندسة سوزان السلموني ، رئيسة دائرة زراعة صبورة قائلة : هذا الموسم يبشر بموسم وافر يعود بالفائدة على الوطن والمزارعين بالخير ، وقامت الدائرة باتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة لاستقبال موسم الحصاد ، ضمن مجال عمل الدائرة ، وإرشادياتها العاملة بصبورة وعقارب والسعن والمبعوجة وبلغت نسبة تنفيذ الخطة الزراعية للمساحات الزراعية لموسم 2018 ـ 2019 ، 100% للشعير السقي والبعل ، ونسبة 85% للقمح . والمحاصيل الزراعية الأخرى كانت النسبة 100% . وبلغت المساحات الزراعية القابلة للحصاد ، من محصول الشعير /207643 دونماً / ومن القمح السقي /3296 /دونماً.
ويتم توزيع / 500 / لتر من المازوت لكل حصادة ، على أن يحضر الثبوتيات للمزارعين الذين قام بالحصاد لهم ومساحة الأراضي المحصودة موقعة من لجان المجتمع المحلي.
والنار تلتهم محاصيل أيضاً
وبشأن الحرائق تضيف السلموني قائلة : قمنا بحملات توعية للمزارعين لتجنيبهم الحرائق بمحاصيلهم الزراعية ولاتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك، وكان هناك عدة حرائق ضمن مجال عمل الدائرة هي : حريقان بصبورة على مساحة /20 دونماً / شعيراً و/33 دونماً / أشجار زيتون ، وفي المبعوجة حريق لأشجار الزيتون على مساحة /100 دونم/ ، وفي ناحية السعن حريقان ، محصول شعير على مساحة /55 دونماً / وفي قرية الرهجان تم تسجيل / 5/ حرائق على مساحة /4435 دونماً / لمحصول الشعير ، و/65 دونماً / لأشجار الزيتون ، وفي قرية عقارب حريقان، على مساحة /1850 دونماً / لمحصول الشعير ، و/250 دونماً / لأشجار الزيتون .
مبادرة لقريتي زغرين والربا
مع انطلاق موسم الحصاد ، وبظل الحرائق التي تحدث ، قامت الفعاليات الرسمية والأهلية بقريتي زغرين والربا بريف سلمية ، بمبادرة اجتماعية وخدمية ، لمتابعة أعمال الحصاد واتخاذ الإجراءات اللازمة في الحالات الطارئة ومنها الحرائق ، نأمل أن تحذو حذوهم جميع البلديات والجمعيات بسلمية وريفها ، وتتضمن المبادرة تشكيل فريق عمل مناوب ، يعمل على مدار الساعة ، بحيث يوجد مناوبين ليلاً ونهاراً ، منهم عمال وسائقو جرارات ، وثلاثة جرارات فلاحة وجرارين صهريج ماء ، لمتابعة عمل الحصادات في الأراضي الزراعية ونقل المحاصيل ، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حال حدوث أي طارئ ومكافحة الحرائق إذا حدثت لا سمح الله ، ولنشر التوعية بين المواطنين والعاملين لتجنب حدوث حرائق .
ختاماً :
من خلال ما سبق ، وعدم تسليم المزارعين المازوت الزراعي حتى الآن ، وتأخر وصول المازوت للحصادات ، طالبنا المزارعون ونحن بدورنا نضم صوتنا لهم ، ونطالب عبر صفحات الجريدة الجهات المعنية ، بالعمل على التحضير لمواسم الحصاد وتأمين مستلزماته ، قبل بدئه بفترة لمنع الاتجار بقوت المزارعين ومنع استغلال الحصادات لهم وفرض أجور مرتفعة، تزيد من أعبائهم المالية وترهق كاهلهم ما يؤدي لارتفاع تكاليف الإنتاج، وتأمين المازوت للجرارات العاملة أسوة بالحصادات، والعمل من الجهات المختصة بإجراء التحقيقات والضبوط اللازمة وتعويضهم عن خسائرهم نتيجة الحرائق ، حيث بلغت الحرائق أكثر من / 150 / حريقاً بسلمية وريفها وحرق آلاف الدونمات الزراعية، وتأمين الدعم اللازم لوحدة إطفاء سلمية التي تعمل على مساحات جغرافية كبيرة تمتد لحدود تدمر والرقة وإدلب وحلب، ضمن إمكانات محدودة بالآليات والكادر البشري.
حـسـان نـعـوس