أكد رئيس شعبة الحرير في مديرية زراعة حماة المهندس فايز هنداوي أن تربية ديدان الحرير أودودة القز تعد من المشاريع البسيطة ولاسيما أن تكاليفها بسيطة خاصة إذا وجد مكان تتم فيه عملية التربية غير أن التكلفة الحقيقية تكمن في فهم المشروع نفسه واتقان مراحله الإنتاجية والرعاية الجيدة حتى لا تصيبه الأمراض وكذلك التعرف على طريقة تسويقه.
ففي العام2017 انطلق مشروع تنموي للحفاظ على هذه المهنة التقليدية والعمل على توسيع المساحة المزروعة بأشجار التوت الذي يعد الغذاء الرئيسي لدودة الحرير وزيادة الدعم للمربين وحسب قول المهندس هنداوي فإن مديرية الزراعة وزعت أكثر من 300 ألف بيضة لدودة الحرير لهذا الموسم منتجة محلياً إضافة إلى زراعة 30 ألف شجرة توت من النوعين الياباني والهندي ضمن خطة مديرية الزراعة لتشجيع تربية دودة القز إذ تم اعتماد أسلوب التشجير على جوانب الطرق الحراجية الأمر الذي يتيح سهولة وصول مربّي دودة القز إليها لجني أوراق التوت والاستفادة منها لتغذية الديدان.
وأضاف :
إن قرية دير ماما بمنطقة مصياف تعد مركزاً للحرير الطبيعي حيث حافظت نساؤها رغم قلتهن على مهنة صناعة الحرير الذي وصلت شهرته إلى خارج حدود سورية وبات علامة فارقة في المشغولات اليدوية السورية لزمن طويل والمناخ المتوافر في قرية دير ماما يساعد على تهيئة البيئة اللازمة لتربية دودة الحرير من مراحل نشأتها الأولى حتى الوصول إلى مرحلة غزل الخيوط كما أن الخبرة المتوافرة لدى سيدات المنطقة ساعدت على الحفاظ على هذه الصناعة المهددة بالانقراض.
وأشار إلى العمل بمشروع منح القروض لمن يرغب بتربية دودة الحرير لتطوير عمله وشراء معدات التربية للوصول إلى تصدير وتسويق المنتج السوري من الحرير الطبيعي متوقعاً أن يصل الإنتاج في هذا العام لأكثر من واحد طن بزيادة واضحة عن الموسم الماضي حيث بلغ 600 كغ.
وبين صاحب مشروع لإنتاج الحرير الطبيعي في دير ماما محمد سعود أن البلدة تعد من أشهر البلدات بمحافظة حماة بخيط الحرير الذي تنتجه أيدي أبنائها منذ مئات السنين فمناخها يساعد على توافر البيئة اللازمة لتربية دودة الحرير من مراحل نشأتها الأولى حتى مرحلة غزل الخيوط.
وأشار سعود إلى أنه وحرصاً منه على حفظ هذه الصناعة من الزوال أقام متحفاً للحرير الطبيعي في البلدة لنشر الوعي حول هذه الصناعة التراثية وتعريف الجيل الجديد بها وبأدواتها المستخدمة وبمراحل تصنيع خيط الحرير لافتاً إلى أن الاهتمام والدعم الحكومي مؤخراً لإعادة الألق لهذه المهنة شجع بعض العائلات على الاستمرار بتربية دودة الحرير بعد التراجع الذي شهدته في العقدين الماضيين.
وعن مراحل صناعة الحرير قالت سعاد حسن العاملة في هذه المهنة : إن تربية دودة القز تبدأ من بذور الشرانق الصغيرة التي تتغذى على ورق التوت لمدة أسبوع حيث توضع الشرانق في غرفة نظيفة مؤكدة أن حدوث أي خلل في هذين المعدلين يؤدي إلى خسارة الشرانق وأما غذاء دودة القز ففي الأسبوع الأول يقدم ورق التوت مفروماً بشكل ناعم ليتسنى للشرانق تناوله وفي الأسابيع التالية نزيد حجم فرم الورق لأن الدودة تكبر تدريجياً ويصبح بإمكانها تناوله بحجم وبكميات أكبر وتبدأ فترة تربية الشرانق بداية من العاشر من شهر أبريل وتحتاج من أربعين إلى خمسين يوماً لتصبح دودة كبيرة جاهزة للإنتاج وتحمل هذه الشرانق تسميات مختلفة خلال مراحل حياتها مثل الخضرة والمقشة والحمرا.
وأشارت إلى أنها من خيوط الحرير تصنع أجمل القطع الحريرية من شالات وكنزات ومفارش أسرة وحقائب نسائية وغيرها من روائع فن صناعة الحرير التي تلائم جميع الأذواق ومن أهمها المنديل التراثي وهو تراث ريف المحافظة.
من جهته رئيس اتحاد حرفيي حماة مسعف الأصفر قال: إن صناعة الحرير إرث ثقافي يجب المحافظة عليه ويعد خيط الحرير من أهم الخيوط التي تصنع منها الملابس الفلكلورية ولا بد من إحياء هذه الصناعة من خلال دعم المربين وتكثيف زراعة شجرة التوت وتقديمها بسعر تشجيعي وتقديم كل التسهيلات لمن يرغب بتربية دودة القز.
وأشار إلى أن الاعتماد على الأساليب التقليدية بتربية دودة الحرير يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التصنيع مقترحاً إقامة دورات تثقيفية وتدريبية من قبل العائلات المشهورة بهذه المهنة للمربين الجدد وشرح جميع المراحل التي تمر بها حتى مرحلة نسج الخيوط.
حماة – سهاد حسن :