قال رئيس دائرة الآثار والمتاحف عبد القادر فرزات : إنه وبعد تحرير بلدة قلعة المضيق من التنظيمات الإرهابية تم الدخول مباشرة إلى البلدة برفقة أبطال الجيش العربي السوري والمواقع الأثرية التي لم تسلم من اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة التي دمرت وسرقت الكثير من محتوياتها سواء في متحف أفاميا الأثري أو في المواقع الأثرية أو قلعة المضيق.
وأوضح فرزات أن متحف أفاميا الأثري تعرض لعمليات سلب ونهب لبعض من محتوياته على يد عصابات الإرهاب مشيراً إلى أن المسح الأولي على الأضرار من قبل فريق من المختصين بالآثار تبين أن هناك عمليات خلع وتكسير لأبواب المتحف إضافة إلى تعرض بعض من محتويات المتحف للنهب من لوحات موزاييك إلى القطع الأثرية والتماثيل مبيناً أنه تم إنقاذ الكثير من القطع والمقتنيات في المتحف بمبادرة أحد الموظفين الشرفاء العاملين فيه حيث وضعها بأماكن آمنة قبيل اقتحام الإرهابيين للمتحف بغرض نهبه وسرقة محتوياته حيث مازالت بعض القطع موجودة وهي لوحات سقراط وحوريات البحر والوعل وكاتدرائية القديس بولص والأمازونات وجميع التيجان والتماثيل الحجرية لاتزال موجودة في الجناح الغربي وجميع اللوحات الفسيفسائية لاتزال مغطاة بنفس أسلوب الجناح الشرقي وشواهد القبور الموجودة بساحة المتحف ولايوجد فيها تخريب سوى عامود المسافات الموجودة بالزاوية الشمالية الغربية ساقط من القاعدة ومكسور إلى جزئين.
وأضاف : إنه لدى الوصول إلى البوابة الجنوبية والشمالية « بوابة أنطاكية»تم مشاهدة الكثير من التعديات من أعمال حفر كثيرة لكامل الموقع وباستخدام الآليات الثقيلة ما أدى إلى تخريب السويات الأثرية لطمس المعالم والهوية التاريخية لهذا الموقع الهام وهذا ما يدل على أعمال تنقيب غير شرعية وتدمير واستباحة طالت أجزاء عديدة منه وأدت في النهاية إلى استنزاف الكثير من مقتنياته وكنوزه الهامة لسرقتها وتهريبها خارج حدود سورية منوهاً بأنه وبالتواصل مع الشرفاء في المجتمع المحلي تم الحصول على بعض الصور ومقاطع الفيديو لبعض القطع الأثرية التي يعتقد تم استخراجها من موقع أفاميا وتم توثيقها وتوصيفها من قبل الدائرة ومراسلة مديرية الآثار والمتاحف التي قامت بدورها بتوثيقها بشكل دقيق ومراسلة المؤسسات والمنظمات العالمية المهتمة بحماية التراث لمصادرة هذه القطع وإعادتها إلى مكانها.
ولفت فرزات إلى تعرض موقع قلعة المضيق» الأكروبول» والأبنية السكنية لبعض الأضرار وخاصة التخريب والتصدعات في المدخل الرئيسي للقلعة منوها بجهود الجيش العربي السوري والتضحيات التي قدمها لتحرير الموقع الأثري المهم بالنسبة للحضارة العالمية مشيراً أن الأمور حالياً جيدة بعد وضع حراسة مشددة حول المتحف وقلعة المضيق وأسوار مدينة أفاميا0
يشار إلى أن متحف أفاميا بني في أوائل القرن الـ16 الميلادي ويعد من أهم متاحف الفسيفساء في المنطقة حيث يضم عشرات اللوحات وهي من نفائس لوحات الفسيفساء السوري الذي تشتهر فيه المنطقة وأفاميا خاصة منها لوحات سقراط والوعل والحوريات والأمازونات وغيرها الكثير وصور النباتات والمناظر وغيرها كما يضم المتحف المكتشفات الأثرية من مدينة أفاميا ولقى أثرية مهمة تدل على عظمة هذه المدينة في التاريخ أما قلعة المضيق فهي إحدى القلاع الكثيرة المنتشرة على امتداد جبال الساحل السوري ولها سور عظيم مرتفع على هيئة مضلع غير منتظم ركبت عليه أبراج كثيرة مربعة الشكل ولها باب كبير تعلوه قنطرة وحوله برجان مربعان للحراسة.
حماة-أحمد نعوف