قصر العظم في حماة واحد من أجمل الأوابد العمرانية والأثرية الموجودة على نهر العاصي وهو درة معمارية فريدة يسحر الزائر بعظمة بنيانه وجمال زخارفه ونقوشه الشرقية بالإضافة إلى موقعه الطبيعي الذي يخطف الألباب فها هي قبته السامقة المشرفة على نهر العاصي تظهر من خلال حدائق وبساتين القصر الغناء, ومن فوق سطوحه يرى الناظر ويسمع النواعير التي تشدو بغنائها على كلا ضفتي النهر.
وقال عبد القادر فرزات رئيس دائرة الآثار بحماة:
يعد قصر العظم مثالاً للبيت العربي الأصيل الكامل حيث إنه يتألف من أربعة أقسام وهي: ـ قسم الحرملك أو دار النساء ويقع في القسم الجنوبي في القصر ـ قسم السلاملك أو قسم استقبال الرجال ويقع في القسم الشمالي من القصر ـ الحمام ـ الإسطبل وغرف الخدمة.
في الطبقة الأرضية من الحرملك باحة رحبة وبركة ماء مثمنة الشكل إلى جوارها شجرة المالونيا, ويتصدر الباحة إيوان ذو سقف حجري معقود مزخرف بزخارف جصية رائعة الجمال, أما في الطبقة العلوية حيث الرواق يتألف من خمسة أقواس يؤدي أوسطها إلى القاعة الكبرى ( قاعة الذهب) والتي تتكون من عتبة رخامية تتوسطها فسقية جميلة تعلوها قبة سامقة, وتقابل هذه القاعة ثلاث غرف.
أما السلاملك والذي بناه نصوح باشا فهو يحتوي في الطبقة الأرضية على غرفة مزخرفة بزخارف جصية بارزة, بينما في الطبقة العلوية منه فهي تنقسم إلى قسمين متعارضين شمالي وجنوبي وهي مزخرفة بالعجمي فضلاً عن عتبة رخامية جميلة.
وبين قسمي القصر يوجد الحمام الذي بناه مؤيد باشا العظم وهو يتكون من ثلاثة أقسام البراني والوسطاني والجواني.
يتميز البناء في قصر العظم باستخدام الحجر الكلسي الأبيض العالي الجودة الذي تتميز به مدينة حماة , كما واستخدمت في بعض المواضيع الحجارة البازلتية وذلك في ـ الأبواب وبعض الفتحات ـ حيث تم البناء بالتناوب مع الحجر الكلسي وهو النمط المعروف بالأبلق, ولابد من الإشارة إلى غنى القصر بالزخارف بمختلف أنواعها وتقنياتها فنجدها تزين الجدران والأسقف والأرضيات والنوافذ ومختلف زوايا الغرف وذلك بمنتهى الدقة في صناعتها وغناها الفني وتنوع موضوعاتها.
الفداء – أحمد الحمدو