تشهد أسواق حماة ارتفاعاً كبيراً في معظم المواد والأساسيات التي يحتاجها المواطن ومع اقتراب الشهر الفضيل من نهايته تتجه أنظار رب الأسرة إلى شراء مستلزمات العيد الذي يقترب يوماً بعد آخر.
وتشهد الأسواق إقبالاً كبيراً من غير شراء، فالقوة الشرائية ضعيفة – كما يؤكد عدد من التجار والباعة أمام هذا الازدحام الكبير من المواطنين لكن المقياس _حسب رأيهم_ بالقوة الشرائية التي لم تتجاوز 20% .
فرق كبير..
أسواق الألبسة تشهد ارتفاعاً جنونياً لايمكن أن يطاق من قبل أي مواطن مقارنة مع الدخل المتدني فقد تضاعفت أسعار الألبسة بشكل كبير بحيث أصبحت عبئاً ثقيلاً على المواطن شأنها شأن جميع السلع الضرورية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية.
وفي جولتنا على بعض الأسواق ومنها شارع ابن رشد وسوق الطويل لاحظنا الفروقات الكبيرة في الأسعار بين محل وآخر كما لاحظنا الإقبال الضعيف على شراء هذه الألبسة مقارنة بالازدحام المقبول في هذه الأسواق.
فالأسعار وحسب المواطنين الذين التقيناهم في السوقين أصبحت حملاً ثقيلاً يرهق كاهل المواطن وصاحب الدخل المحدود.
مضيفين: إن معظم الأسعار ارتفعت ارتفاعاً كبيراً ومن المفروض -حسب رأيهم – أن تكون مناسبة لأصحاب الدخل المحدود والأسر الفقيرة كون أغلب المعامل والشركات المنتجة للألبسة في حلب ودمشق العاصمتين الاقتصاديتين عاودت العمل والإنتاج بعد عودة الهدوء والاستقرار إليهما .
هذا عدا عن الشركات والمعامل بمدينة حماة والتي لم تتوقف عن الإنتاج إلاَّ أن أسعار أغلب الألبسة لاتطاق وحرقت الجيوب وحرمت الأطفال خاصة من لباسهم الجديد في العيد.
هل من الممكن ..؟!
المواطن حسام قال : طبق المثل الشعبي عليّ وعلى كثير من المواطنين وهو/ البحث عن إبرة في بحر لج/.
فقد بحثت في محال تجارية كثيرة علّني أجد مايناسب دخلي المتواضع لكن لم أستطع شراء أي شيء علماً أنني عاودت البحث عن ضالتي في أكثر من يوم من دون أن أجدها.
الموظف علي محمود السيد قال : دخل الموظف لايكفي لشراء اللباس وبعض حاجيات العيد وخاصة لمن عنده عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص كما هو الحال لدي، ومع يقيني أنني لن أستطيع شراء شيء من الأسواق إلاَّ أنني بحثت جاهداً عسى أن أجد مايناسب دخلي المتواضع لكن من دون جدوى.
زيادة الراتب
عدد من المواطنين قالوا: الحل الأمثل لشراء حاجيات العيد ومنها اللباس والحلوى هو في زيادة الراتب بحيث يتناسب طرداً مع هذا الغلاء الفاحش على أغلب المواد أو منحة العيد التي تحل مشكلتنا بشكل مؤقت ريثما تقوم الجهات المعنية بدراسة إمكانية زيادة الراتب للموظفين.
الحق على الدولار واليورو
التجار أجمعوا رأيهم على أن سبب ارتفاع أسعار الألبسة يعود إلى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه بعض الدول الأجنبية والاستعمارية على سورية الحبيبة وهذا ماجعل الحصول على المواد الأولية شبه مستحيل وعندما نحصل عليها نجدها لاتناسب الوضع المالي لكثير من الأسر وخاصة أن الدخل محدود والارتفاع على هذه المواد أصبح كبيراً.
عدا عن سعر الصرف والذي ارتفع ارتفاعاً جنونياً في الوقت الحالي وهذا ماأثر سلبياً في شراء المواد الأولية التي تعتمد على الدولار واليورو كونها مستوردة من دول أجنبية.
ذهبت حلاوتها
وبعيداً عن الألبسة والخضار والفواكه والمستلزمات كان لنا جولة على بعض المحال التي تبيع حلويات العيد وتفاجأنا كثيراً بالأسعار الخيالية التي تكوي الجباه وتفرغ الجيوب حيث وصل سعر بعض الأصناف مثل حلاوة الجبنة بالقشطة العربية إلى مايقارب 1500 ليرة أما النابلسية بالقشطة فوصل سعر الكيلو إلى 2500 ليرة.
في المقابل هناك أصناف وصل سعرها إلى مايقارب 5000 ليرة وأخرى إلى 3000 ليرة حسب نوعها وجودتها وجميعها كما أكد لنا المواطن غير مناسبة للأسر الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود.
مخالفات..
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك زياد كوسا أوضح أن الألبسة تحت الرقابة وأصبح الربح المسموح به الى حد 25% من البطاقة المتداولة في الإنتاج وقد تم تنظيم 100 ضبط تمويني خلال أسبوع فقط بحق محال بيع الألبسة وشملت معظم هذه الضبوط البيع بسعر زائد وعدم الإعلان عن الأسعار لمعظم الألبسة.
وأضاف كوسا: إن دورياتنا تتابع بشكل يومي موضوعي الألبسة وحلويات العيد كذلك تعمل على متابعة محال بيع ألعاب الأطفال الخطرة ومسدسات الخرز المؤذية والمهربة.
مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الدوريات تعمل في الليل والنهار لضبط هذه المواد والأسعار علماً أنها ستبقى في حالة تأهب وعمل حتى في فترة العيد وخلال الأعطال الرسمية.
ياسر العمر