صحة.. صحتنا على المحك عــادات اجتمـــاعيــة تنقــل الأمــراض

يحمل الأطباء والمختصين بعض العادات الاجتماعية مسؤولية نقل العدوى لبعض الأمراض خاصة أمراض الجهاز التنفسي. ووضعت عادات اجتماعية مثل التقبيل عند المصافحة وشرب القهوة العربية من نفس الفنجان في قفص الاتهام بعد أن أشار مجموعة من الأطباء إلى أن هناك بعض السلوكيات الخاطئة والعادات الاجتماعية السلبية والتي تساهم في نشر بعض الأمراض المعدية.
وعلى الرغم من أن بعض العادات هي جزء من الموروث الاجتماعي والتقليدي وتعبر عن الاحترام والمشاعر مثل عادة التقبيل في الأفراح والمناسبات إلا أن هناك مختصين يؤكدون ضرورة تغيير هذه العادات، خاصة أنها أصبحت تؤثر على الوضع الصحي وتشكل خطرا في المواسم التي تكثر فيها الفيروسات.
وبرر أطباء أن ارتفاع أعداد المصابين بالانفلونزا والرشح والكريب مؤخراً جاء بسبب الأحوال الجوية التي تشكل بيئة حاضنة لهذه الفيروسات بالإضافة إلى السلوكيات التي تزيد من احتمالية نقل العدوى والأمراض للآخرين، متهمين هذه السلوكيات بأنها من أهم الأسباب وراء انتشار أمراض الجهاز التنفسي.
يقول الدكتور إياد محمود الاختصاصي بأمراض الأذن والأنف والحنجرة أن على المواطنين رفع درجة الوعي تجنبا لنقل الأمراض، خاصة في فصل الربيع والخريف وهي المواسم الانتقالية التي عادة ما تجد فيها هذه الفيروسات بيئة خصبة للانتقال بكثرة.
وقال إن من أهم ما يجب تجنبه هي عادة التقبيل في المناسبات الاجتماعية لمساهمتها في انتقال عدوى الأمراض التنفسية وكذلك «بتجنب شرب القهوة العربية (السادة) من الفنجان ذاته، ومن الضروري التزام مرضى الجهاز التنفسي بمنازلهم، وعدم الخروج إلى الأماكن العامة منعاً لانتقال العدوى للآخرين.
إن هذه الفترة من العام في بداية الربيع والتي تعتبر فترة انتقالية تكثر فيها الأمراض لأسباب تتعلق بالبيئة الحاضنة للفيروسات والتي عادة ما تنتشر أمراض مثل الأنفلونزا.
ويسهب الدكتور إياد بالشرح فيقول :
درجات الحرارة في هذا الوقت وتقلباتها توفر البيئة الخصبة للفيروسات وأنه من الضروري التنبه لتجنب الكثير من العادات التي قد تكون سببا في نقل الأمراض دون أن يدرك الكثيرون لخطورة هذه العادات.
وأضاف إن الكثير من الأمراض تنتقل عن طريق جهاز التنفس عن طريق العادات الخاطئة منها الشرب من ذات الفنجان خلال المناسبات الكبيرة بالإضافة إلى عادة التقبيل التي تكثر أيضا في المناسبات وهو ما يعمل على نشر مختلف الأمراض المعدية. واعتبر أنه وعلى الرغم من ما تحمله الأرجيلة من أضرار على الصحة إلا أنها تعتبر من أهم مسببات نقل الأمراض من خلال احتضانها للفيروسات خاصة للأشخاص الذين يتشاركون بها.
وبين أنه يجب التنبه إلى أن مثل هذه العادات تنشر الأمراض المعدية بشكل كبير وفي حال تجنبها من الممكن تقليل فرص العدوى إلى ما دون الـ ( 80 %) مع تأكيده على احترام العادات والتقاليد، لكن يجب ألا تؤثر على صحة الإنسان.
وقال إنه على الرغم من أن بعض هذه السلوكيات هي عادات اجتماعية متوارثة إلا أننا يجب أن نعيد النظر فيها خاصة إذا ما كانت هذه العادات تؤثر على صحة المواطنين وسلامتهم بشكل مباشر.
عادات خاطئة
بدورها قالت «رهام إبراهيم « علم اجتماع: إن العادات الاجتماعية المتوارثة والتي عادة ما يكون عمرها مئات السنين وتعتبر جزءا من الإرث الحضاري والثقافي للشعوب من الصعب القضاء عليها في وقت قصير.
وفي مثل هذه الحالات عندما تصبح هذه العادات تشكل خطرا على سلامة البعض وصحتهم، فإنه يجب التنبه على ضرورة تجنب هذه العادات ويجب البدء بالعمل على التخفيف منها قدر الإمكان. واعتبرت أن هذه العادات تعبر عن الحب والاحترام للتقاليد أو عن كرم الضيافة وعن تقدير الشخص الآخر إلا أنه بين أنه لا يمكن للعريس مثلا تقبيل مئات المدعوين في فترة تعلن فيها الجهات الطبية المختصة عن انتشار الأمراض الموسمية والتي تعني أنه إذا كان مصابا بأحدها أن ينقل العدوى للآخرين.
واعتبرت أنه إذا ما تعارضت هذه العادات والتقاليد مع صحة الإنسان وسلامته، فإنه يجب تغليب صحة الإنسان وتقديمها على أي اعتبار آخر، مشيرا إلى أن العادات والتقاليد أعراف متوارثة ولكن بالإمكان تغييرها أو تجنبها عند الضرورات ويجب أن يبدأ الكبار بها كي يكونوا قدوة عند الباقيين.
وتعتبر عادة التقبيل في الوطن العربي بشكل عام وفي سورية بشكل خاص من العادات المتوارثة خاصة في مناسبات الحزن وفي الأفراح حيث يضطر المعزي في الحزن والعريس في الفرح إلى تقبيل الحضور واحدا واحدا والذي يتجاوز في بعض الأحيان المئات ما يضع هذه العادات على المحك وضرورة تغييرها مع تقدم الأزمان.
ولهم رأيهم
وقد أجمع عدد ممن سألناهم عن هذه العادات الإجتماعية : أن عادة التقبيل في الأفراح أو المناسبات بشكل عام هي عرف عمره مئات السنين وتأتي تعبيرا عن احترام الأشخاص لبعضهم البعض وتظهر نوعا من التقدير.ولكن من المهم معرفة أن هذه العادات بدأت تسبب المشكلات الصحية ويجب ضرورة التخفيف منها قدر الإمكان كما حصل مع فنجان القهوة الذي يعتبر من العادات الأصلية عند الناس والتي أصبحت اليوم فناجين القهوة مصنعة من المواد البلاستيكية لاستعمالها مرة واحدة تجنبا لنقل عدوى الأمراض بين الأشخاص.
واعتبر أنه آن الأوان لتغيير بعض العادات التي لم تعد تتناسب مع الوقت الحاضر ليس من باب بعدها الثقافي، بل من باب تأثيرها على صحة الآخرين، فسلامة الإنسان يجب تغليبها على العادات والموروثات.
وفي المدارس أيضاً
من جانبه أكد أحد مديري المدارس من الضروري العمل على توعية الطلاب في المدارس بضرورة تجنب بعض العادات، خاصة أن فئة الأطفال هي الأشد عرضة للعدوى بسبب الاحتكاك المباشر من خلال اللعب أو بعض العادات التي تتعلق بالنظافة الشخصية.
وأضاف أن المدرسة تعمل على تنظيم دورات توعوية للطلاب لرفع الإدراك حول أهمية الاهتمام بالنظافة الشخصية وتقليل الاحتكاك المباشر وعدم استخدام الحاجيات الشخصية للآخرين مثل فرشاة الأسنان والمناشف وغيرها والتي تتسبب بشكل أو بآخر في نقل الأمراض.
إن هذه الفترة من العام وبداية فصل الصيف والتي تعتبر فترة انتقالية تكثر فيها الأمراض لأسباب تتعلق بالبيئة الحاضنة للفيروسات والتي عادة ما تنشر أمراضاً مثل الأنفلونزا.
ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار