يصنّف بلدنا الحبيب بين البلدان الزراعية, أي إنه يعتمد بشكل أساسي على الزراعة وجني المحاصيل الهامة مثل القمح والشعير.
يعتمد بلدنا على عدد من الزراعات تتم سقايتها إما بالمياه الجوفية أو بما تجود به السماء, وفي هذه السنة كانت خيرات السماء كثيرة والحمد لله، واستبشرنا خيراً, ولكن الشرور والآثام على الأرض كثيرة أيضاً، وأصاب الفلاح الفرح والسرور ظناً منه أن الموسم سينجو من أيادي العابثين المتربصين .
وكما يوجد أناس يحبون الخير حبّاً جمّاً, يوجد أيضاً من يعشقون الشر والأذى عشقاً, وبهدف الإضرار باقتصادنا الوطني بشكل عام, واقتصادنا المحلي في المحافظة بشكل خاص، كان هناك العديد ممن سوّلت لهم أنفسهم بارتكاب الجرائم بحق الفلاحين وحرمانهم من محصولهم وأرزاقهم, وبالتالي حرمان البلد من محاصيل استراتيجية أساسية وحرماننا من رغيف الخبز الذي عليه اعتمادنا الرئيسي. قاموا بجريمة بشعة وهي إحراق آلاف الدونمات غير آبهين بالنتائج وبالمعاناة الشديدة التي سنعاني منها جرّاء فعلتهم النكراء, صحيح أن الصيف هذا العام شديد الحرارة لكن معظم الحرائق كانت بفعل فاعل, فمن غير المعقول أن تحرق كل هذه الهكتارات بسبب ارتفاع درجات الحرارة, بالإضافة إلى إحراق الآلاف من الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون التي تعب أصحابها سنوات كثيرة حتى كبرت وأثمرت وأنتجت .
أسباب الحرائق عديدة، لكنّ معظمها كان عن سبق الإصرار والترصد , أي كان عن نية مسبقة مليئة بالأحقاد والكراهية, تخيّلوا حتى رغيف الخبز لم ينجُ من أفعالهم الدنيئة , فلم يتركوا وسيلة إلا وآذوا بها البلد وسكانه في كل أصقاعه حتى أنهم في بعض المناطق خرّبوا سيارات الإطفاء حتى تكتمل جريمتهم, وكل ماسبق مقابل بعض الفتات من المال.
مجيب بصو