مخلفات المعامل بنهر العاصي تؤثر سلبياً على الثروة السمكية

يشكل العاصي بجريانه الطويل أهمية كبيرة جداً وهو النهر الوحيد المعاكس في اتجاه مجراه حيث يبدأ من الجنوب متجها نحو الشمال… بطول ٥٧١ كم منها ٤٦ كم في لبنان.. ينبع من منابع ثلاثة من سلاسل جبال لبنان الغربية والشرقية ليتجه شمالاً ويدخل الأراضي السورية عند بلدة ربلة ليتشكل وادي العاصي وبعد٢٠ كم يدخل بحيرة قطينة متابعاً إلى حمص حتى بلدة الرستن الذي أقيم فيها سد الرستن لسقاية الأراضي وتوليد الطاقة الكهربائية مشكلاً خلفه بحيرة وسداً يسمى الحولة مخزناً سد الرستن ٢٥٠ مليون م3 من المياه، حيث تربى فيه أصناف كثيرة من الأسماك وتم أخيراً استزراع أنواع جديدة من الأسماك. بعدها يدخل محافظة حماه قاسماً إياها نصفين لتقيم فيها أكبر نواعير العالم مشكلة حولها البساتين والخضرة ويتابع النهر إلى محردة حيث سدها الذي أقيمت بجانبه محطة محردة الحرارية لتوليد الكهرباء.. ثم يسير شمالاً إلى سهل الغاب مشكلاً سد العشارنة ليصل بعدها جسر الشغور ويدخل مدينة انطاكية ويعكف للجنوب ويصب في خليج السويدية. حيث شكلت تلك البحيرات والسدود ثروة كبيرة في سقاية المزروعات والشرب وفي وجود ثروة سمكية كبيرة فتعد مياه العاصي ذات نوعية جيدة إلا أنها تسوء في المجرى الأوسط والأدنى بسبب الأنشطة الحضرية والزراعية والصناعية..ماأثر سلبياً على أمور عديدة كتدهور الثروة السمكية وبدء انقراضها..و تلوث مجرى النهر في بعض أجزائه مسبباً أذية وضرراً للإنسان وللمزروعات على حدٍّ سواء.
يقول دمر مكارية من أهالي حماة : تشكل بحيرة قطينة مجمع مياه..و من بعدها سد الحولة..اللتين تحويان ثروة سمكية هامة يتم فتح المياه أثناء الضغط القوي وكل مياهها من سد الرستن ..فكان عاصي حماة لاينقطع أبداً لكن بعد أن تم فتح خط منه على عمريت قرب تلكلخ على حدود لبنان باتجاه البحر لم تعد تصل المياه إلى حماة.
كان العاصي مليئاً بالثروة السمكية..لكن المصيبة التي لحقت بهذه الثروة هي فتح بعض مياه مجرور المعامل عليه مثل معمل فوسفات حمص الذي أدى لانقراضها بسبب مخلفات المواد السامة..وبقي سمك السلور الوحيد لأنه يقاوم كثيراً. فيجب أن يتم التخطيط والدراسة الدقيقة لإبعاد المعامل إلى أطراف البادية بعيداً عن السكن والمياه كي لاتؤدي مخلفاتها لدمار الكائنات الحية.
وقد سمعنا بدراسة تعاقد دولتنا مع (إيران) كي يبقى العاصي جارياً على مدار ٢٤ ساعة ونتمنى أن نسمع بنتائج جيدة: أما نهر الساروت فينتهي بين محردة وحماة لكن هذا النهر شح كثيراً بسبب تسرب المياه منه إلى المياه الجوفية بقلب السد عبر وجود حفرة داخله لم تتمكن الدولة من تسكيرها بشكل نهائي رغم صبها . رغم أن هذه السنة وصلت المياه لمنسوب جيد بسبب غزارة الأمطار إلا أن المياه لاتبقى سوى شهراً أو شهرين وتغور في الأعماق.
فجميع السدود التي حول حماة امتلأت بشكل جيد (سد المباركات) و(عين القصارين) وبعد كل هذه السنين وجدوا ان أفضل طريقة لجر المياه هي الطريقة العربية (القنوات) التي استخدمها العرب أيام الفتوحات الإسلامية…وهي مدروسة بعناية ودقة وأقل هدراً للمياه.
يقول يحيى الظاظا: جميع السدود حوالى حماة امتلأت الآن (سد المباركات، وعين قصارين..) كما كانت في القديم.. فكان العاصي لاينقطع وكان سد الرستن يفيد كل المحافظة.
فكانت في أيام الصيف عندما تكثر المياه في منطقة (عين الحويز) يتم فتح المياه منها عبر (خط جر مياه أو الشقة) حتى جسر الشغور .. وفي سد القلعة أو سد أفاميا في السقيلبية توجد فيه ثروة سمكية كبيرة ويتم منه توصيل المياه أحياناً لأهل الغاب لسقاية المزروعات من شوندر وقطن وغيرها..
وفيما يتعلق بالبئر الارتوازي بحماة يقول أبو سامر: إنه يذكر تلك الرحل الجميلة إليه حيث كان خارج نطاق البلد فكان المعنيون مهتمون بذلك لما يشكله من فوائد وأصبح له شهرة قوية ليزوره الكثيرون.
وقيل الشعر فيه وخاصة شاعر حماة وجيه البارودي… وحوله قهوة تسمى قهوة المرح.
ومع الزمن قلّ الزوار وبدأ يستخدم لمياه الشرب وشطف الشوارع… ويقول حسان: إن أرض الجب كبيرة ويمكن أن تستثمر في بناء معمل كبير لتعبئة عبوات المياه فمياهه أعذب من مياه بقين.. وذكر أهالي حماة أنه تم اكتشاف مياه عذبة توجد تحت جدار القلعة بعد انهيار حائط لكن أغلقتها البلدية ولم يتم الاستفادة منها أبداً.
وقال أبو ابراهيم: في حي الشريعة بالعاصي كانت توجد قنوات مائية تجر لكل بيت وهي لاتزال موجودة آثارها حيث كان في كل بيت (جب فلتر) يضعون الأكل فيه للتبريد .
ويوجد نوعان للقنوات المائية: نوع تحت الأرض بكل دار يحفرون له بئراً قبل تمديد الأنابيب النظامية.. ونوع فوق الأرض وحتى الآن توجد بيوت فيها بئراً أرضياً ماءه من العاصي… فمن ينظر الآن مقابل البلدية القديمة التي صارت الآن جامعة يشاهد تلك القنوات ..فقد كانت متفرعة كسواقي من نهر العاصي في عمق الأرض تحت المنازل لتصل لكل جب في كل منزل.
كما توجد العديد من السدود بحماة كسد الكافات شرقي حماة وسد رعبون …والفضل في وصول المياه فقط لخير الأمطار هذه السنة وليس للاهتمام والعناية بها . يقال: إن مشروعاً قبل الأزمة بدأت به الدولة في استجرار المياه من الفرات إلى حماة حتى منطقة أثرية والطبقة وكان يفترض أن يتم العمل على مد قنوات مثل شقة لسلمية ليصل لسد الكافات حتى حماة… بالتالي تنعش الثروة السمكية ..لكن توقف لأسباب لانعرفها حتى الآن.

حماة ـ جنين ديوب

المزيد...
آخر الأخبار