محطة معالجة مصياف والعمل فيها بوتيرة عالية .. 95% نسبة تنفيذ الأعمال المدنية .. 3 مليارات ليرة كلفتها .. بالخدمة في أوائل 2020
منذ سنوات طويلة وأهالي منطقة مصياف يعقدون آمالاً كبيرة للتخلص من مشكلة التلوث الكبيرة مع إنجاز محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي الجاري تنفيذها بعد أن أحاط التلوث بهم من كل حدب وصوب، بدءاً من مياه الآبار والينابيع التي تكثر في المنطقة وصولاً إلى سقاية المياه الآسنة لأشجارهم ومزروعاتهم ولاننسى أيضاً الإصابات الكثيرة بالأمراض المختلفة التي تعد مياه الصرف الصحي المسبب الرئيسي لها.
نأمل ألاَّ يطول الانتظار
يقول المواطنون في المنطقة: منذ سنوات طويلة ونحن موعودون بتنفيذ المحطة التي تم البدء بالعمل فيها، وكلنا أمل ألاَّ يطول انتظارنا أكثر وأن يستمر العمل بوتيرة جيدة فيها، نعلم أن الظروف التي مرت بها البلاد عرقلت معظم المشاريع ولكن من يده بالنار ليس كمن يده بالماء فمعاناتنا الكبيرة هي ما تجعلنا نطالب باستمرار بألا يتأخر العمل وأن تصبح في الخدمة قريباً فالمحطة هي الحلم الذي ينتظره أبناء المنطقة بفارغ الصبر كونها مشروعاً خدمياً ونوعياً على صعيد رفع التلوث عن المصادر المائية وعن الأراضي إضافة لإسهام المشروع في تحسين الجانب البيئي والسياحي والزراعي في المنطقة.
أكثر من محطة
وأضافوا: الفرحة كبيرة والأمل أكبر بألا تكون المحطة هي الوحيدة لأن المنطقة تحتاج إلى إحداث أكثر من محطة تنتهي إليها مشاريع الصرف الصحي والمحاور الإقليمية المنفذة حتى يشعر المواطن بجدوى تنفيذ هذه المشاريع بدلاً من أن تبقى مكشوفة.
أين وصل العمل في المحطة؟
هذا ما أمله أبناء المنطقة أما أين وصل العمل بالمحطة ومتى ستصبح في الخدمة وما هي نسب الإنجاز فيها، فقد حدثنا المهندس وحيد اليوسف مدير الشركة العامة للصرف الصحي بحماة قائلاً: المشروع يهدف إلى معالجة مياه الصرف الصحي لمدينة مصياف والقرى المجاورة لها مثل ربعو وطير جملة وبقراقة وعدد من المزارع التابعة لها، إضافة إلى الحصول على مياه صالحة للري وسماد عضوي يستخدم في تسميد الترب الزراعية وقد أطلق العمل بالمحطة كما أشرنا في مرات سابقة بعد وضع رئيس مجلس الوزراء حجر الأساس في 22-5-2017 بتكلفة أولية مليارين وربع كما وردت في الدراسات وبمساحة 42 دونماً علماً أن الكلفة التقديرية لإنهاء المشروع بشكل كامل ونتيجة فروقات الأسعار أصبحت 3 مليارات ليرة وفيما يخص العمل فقد تم الانتهاء من الأعمال المدنية بنسبة 95 % التي تشمل منشأة الدخول والهدار وحجز الرمال وفصل الزيوت ومنشأة التوزيع إلى أحواض التهوية التي تحوي بداخلها حجرات تخمير لاهوائي وحجرات نزع الشوارد والفوسفور والنترات والنتريت لتصل المياه بعدها إلى أحواض الترسيب والتي يتم فيها فصل المياه المعالجة عن الحمأة وأيضاً فيها تضخ الحمأة عبر أقماع إلى أحواض التجفيف أما المياه المعالجة فيتم ضخها إلى أحواض الكلورة حيث يضاف الكلور بهدف تعقيمها ويوزع قسم منها إلى حوض تجميع يستفاد منها في إخماد الحرائق والتي تكثر عادة في المنطقة الغنية بمساحاتها وغاباتها ومسطحاتها الخضراء والقسم الآخر يذهب عبر مفيض جانبي إلى سد أبو بعرة كرافد لبحيرة سد أبو بعرة يستفاد منها في سقاية الأراضي كما زودت المحطة بمكبس خاص لضغط الحمأة وتعبئتها في أكياس كسماد عضوي يستخدم لتحسين وتخصيب الترب الزراعية وأضاف: جميع المنشآت المذكورة انتهى العمل منها كما أن المحطة تحوي أبنية ملحقة مثل المبنى الاداري ومبنى الورشات وغرف المراقبة.
المحطة بالخدمة في الربع الأول من 2020
أما بالنسبة للتجهيزات الميكانيكية والكهربائية فجميعها وصلت إلى المحطة ومن المتوقع المباشرة بالتركيبات خلال أيام ومن المقرر أن توضع المحطة بالخدمة في نهاية الربع الأول من عام 2020 علماً أن العمل يسير بوتيرة منسجمة مع البرنامج الزمني وأيضاً الأمر الآخر والمهم الذي نود الإشارة إليه هو أن جميع خطوط الصرف الصحي منفذة وموصلة إلى موقع المحطة وبمجرد الانتهاء من الأعمال يتم وصلها بالمحطة مباشرة.
تقنيات تنفرد بها محطة مصياف
هناك العديد من التقنيات الحديثة التي زودت بها محطة المعالجة في مصياف وانفردت بها عن محطة المعالجة في حماة المدينة، أولها أن السماد الناتج هو سماد خامل كلياً أي إنه يصلح لتسميد الترب كلها ولايحوي على أية مواد ضارة كما أنها تتميز بأن أحواض الترسيب فيها مزودة بحجرات تخمير لاهوائي وفيها أيضاً يتم فصل الزيوت، ففي محطة حماة عندما تصل مياه محملة بالزيوت يتوقف العمل بالمحطة بشكل كامل لأنها تقتل البكتريا كما يوجد أحواض تخمير الحمأة ومكبس ومفيض جانبي لاستيعاب الفيضانات والعواصف المطرية لتجنب دخولها إلى المحطة وهذه التقنيات الحديثة اختصرت مرحلة بالكامل. أي استطعنا الاستغناء عن أحواض الترسيب الأولية.
ونحن نضم صوتنا إلى أصوات الأهالي في منطقة مصياف آملين ألا يطول انتظارهم وأن يتم الحفاظ على وتيرة العمل لأنها فعلاً هي المشروع الهام من جميع النواحي الصحية والبيئية والخدمية المشروع الذي سيحمي مصادرهم المائية من التلوث ويقيهم المخاطر والأضرار.
نسرين سليمان