إلزامي على القطن واختياري على القمح إعــــادة إحيــــاء الـــــري الــحـــديــث بحـمــــــاة والـغــــاب 500 مليون ليرة و200 هكتار للمحافظة 7 سنوات مدة القرض اثنتان منها فترة راحة

أصبح استثمار الموارد المائية بالشكل الأمثل يمثل ضرورة ملحة مع تعاظم الطلب على المياه وخاصة بقطاع الزراعة الذي يستعد للتحول تدريجياً إلى الري الحديث بمختلف أنواعه، فضمن برنامج عمل ممنهج أعادت الحكومة مؤخراً إطلاقه عبر المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث بعد توقفه منذ العام 2012.

تطبيقه على مختلف الزراعات
وبين عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة المهندس رفيق عاقل أن مشروع الري الحديث عاود انطلاقته بعد توقفه منذ سنوات، وانطلاقته ستكون من محافظة حماة والغاب تحديداً كون الغاب قدم 40 بالمئة من القمح على مستوى سورية لذلك يجب العمل بالسرعة القصوى على تطبيق مشروع الري الحديث وعلى  مختلف الزراعات.
إلزامي على القطن
وتابع المهندس عاقل: إن الفلاح له الخيار في تطبيق مشروع الري الحديث غير أن تطبيقه إلزامي على زراعة القطن وإن المحافظة حريصة لتحويل جميع المزروعات إلى الري الحديث، كون المشروع رائداً على مستوى القطر لما  له من أهمية في توفير المياه بنسبة تتراوح ما بين 35 إلى 55 بالمئة مقارنة بطرق الري التقليدية ويمنع استنزافها وكل الأراضي تروى وتكون عمليات الإصابة بالحشرات قليلة .
ندوات تثقيفية
وأضاف: سيتم عقد الندوات التثقيفية على مستوى الروابط الفلاحية لإرشاد الفلاحين حول طريقة التحول إلى الري الحديث وما هي الايجابيات التي يحققها هذا التحول، إضافة إلى تشكيل لجان مشتركة من كل الجهات المعنية للإشراف عليه لأهمية المشروع الوطني للري الحديث في هذه الفترة لمساهمته في التخفيف من استهلاك المياه والطاقة واليد العاملة.
نسب الدعم
و حول نسب الدعم المقدمة للقروض قال عاقل : تم تعديل نسب دعم الشبكات الممولة من الصندوق لتصبح 60 بالمئة من قيمة الشبكة الممولة نقداً على أن يسدد المستفيد 40 بالمئة من قيمتها نقداً، بينما يصبح الدعم 50 بالمئة للشبكات الممولة بقرض يقدمه الصندوق ويسدد المستفيد الـ50بالمئة المتبقية بدون فوائد وعلى دفعات سنوية لمدة خمس سنوات يسبقها سنتان سماح.
500 مليون ليرة
مدير فرع الري الحديث بحماة عماد درويش بين أن اللجنة الاقتصادية العليا في رئاسة مجلس الوزراء قررت إطلاق المشروع الوطني للتحول للري الحديث بخطة إجمالية 1300 هكتار على مستوى القطر، وتخصيص ملياري ليرة توزع على المصارف الزراعية، وكانت حصة محافظة حماة تقريباً ما بين 400-500 مليون ليرة قابلة للزيادة وبمساحة 200 هكتار.
إعفاء المزارعين المتأخرين
وأوضح درويش أنه تقرّر أيضاً إلزام المساحات المزروعة بمحصول القطن الاستراتيجي في كل من زراعة حماة وهيئة تطوير الغاب للتحول إلى الري الحديث، كما أن هناك دراسة لإعفاء المزارعين المتأخرين عن سداد أقساط شبكات الري السابقة من فوائد الغرامات والتأخير في حال تم السداد، مع دراسة إمكانية منح الذين تضرّرت شبكاتهم نتيجة الأعمال الإرهابية المسلّحة قرضاً آخر في حال التزامهم بتسديد القرض الأول.
7 سنوات للتسديد
وعن آلية الإقراض الجديدة أكد درويش أن قرض الري الحديث يسدد على 7 سنوات، أول سنتين منها راحة لا يدفع فيها المقترض ليرة واحدة، وبالتالي يوزع القرض على خمس سنوات وتكون نسبة الدعم 50% تقسيطاً ودون فوائد و60% نقداً.
تعديل النسب
مدير صندوق المشروع الوطني للتحول للري الحديث في وزارة الزراعة المهندس سمير عودة دعا إلى ضرورة تعديل نسب المنح والإعفاءات وجدولة الديون القديمة والتحول الإلزامي لمحصول القمح إلى الري الحديث.
للمشروع فوائد عديدة
رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة الغاب حافظ السالم رأى أن لمشروع الري الحديث فوائد عديدة على المزارع ولابد من تذليل كل العقبات التي تحول من دون تطبيقه شكلاً ومضموناً بالسرعة التي تلبي الطموح وتحقق الأهداف.
أبرز المشكلات
وبين السالم أن أبرز مشكلة كانت تواجه المزارعين الراغبين في تركيب شبكات الري الحديثة هي رهن عملية تمويل الشبكة بعملية فرشها ومدها على أرض الفلاح وتجريبها لضمان تشغيلها وحسن أدائها، الأمر الذي كان يشكل عائقاً لعدم رغبة الكثير من الفلاحين في إلحاق الضرر بمحاصيلهم لاسيما وإن المحاصيل الزراعية تكون في طور النمو والإنتاج إضافة لعدم جهوزية عدد من  الآبار الارتوازية خلال تركيب الشبكات.
شركات خارج المحافظة
 وعدّ فياض شحود العساف مزارع من كفربهم أن من أبرز المشكلات والتحديات التي كانت تواجه الفلاحين الراغبين في اعتماد شبكات الري اختيارهم لشبكات تنتجها شركات ومعامل محددة خارج المحافظة، الأمر الذي كان يؤخر توريدها واستلامها من قبلهم ما يتعارض مع مواعيد زراعة محاصيلهم  بمواسمها المحددة.
التقسيط أمر مشجع
أحمد الجدعان مزارع في تيزين ذكر أن موضوع منح القروض  للفلاحين لزوم شبكات الري الحديثة خلال هذه الفترة بنسبة 50 بالمئة من قيمة  الشبكة كأقساط بدون فائدة أمر يشجع الكثير من المزارعين على الإقبال على هذه القروض وبالتالي التوسع في رقعة الأراضي الزراعية المدرجة في أنظمة الري الحديث  .
دعم القروض
المزارعون يأملون بأن يقدم المشروع الذي كان متوقفاً لسنوات تسهيلات عديدة تمكنهم من التحول إلى الري الحديث عبر دعم القروض المقدمة لهم وأن تكون الشبكات التي سيتم اعتمادها ذات جودة عالية، حيث أكد المزارع أحمد الجدعان من بلدة تيزين بريف حماة أن تقسيط قيمة الشبكة للمزارعين بنسبة 50 بالمئة بدون فوائد يشجع الكثيرين للإقبال على الاقتراض ما يؤدي للتوسع في رقعة الأراضي الزراعية المدرجة في أنظمة الري الحديث.
الزراعات الأسرية
وبالنسبة لموضوع الزراعات الأسرية بيّن المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس أوفى وسوف أن الهدف من المشروع هو رفع المستوى المعيشي للأسر والشرائح المستهدفة والحصول على فائض عن احتياجاتها من مختلف المنتجات الزراعية والإسهام في تلبية السوق المحلية من شتى أصناف الخضراوات، وأن المشروع يمنح الأسر المستفيدة منه البذار المهجنة والمقاومة للآفات الحشرية والظروف المناخية القاسية كالجفاف والتي تحقق مردوداً إنتاجياً مجزياً كما يقدم المشروع شبكة تنقيط بالري بطول 400 متر لكل مستفيد لري المزروعات.
تشجيع على استخدام الري الحديث
وأوضحت المهندسة سوسن ضاهر رئيسة دائرة المشاريع في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أن المشروع لا يسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي لهذه الأسر من المنتجات الزراعية فحسب، بل للتشجيع على استخدام الري الحديث من خلال نشر أنظمة شبكات الري بالتنقيط ومنطقة الغاب إحدى أهم المناطق المشمولة بمشروع الزراعة الأسرية في المحافظة حيث تم اختيار المستفيدين من قبل لجان محلية متخصصة بالتعاون مع الأقسام الزراعية التابعة للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، بما يتماشى ومعايير وزارة الزراعة بهذا الشأن، حيث وصل عدد المستفيدين من هذا المشروع حتى الآن إلى 640 أسرة موزعة في عدة مواقع في المنطقة.
الأمل بتوسيع المشروع
وأشارت سلافة حسن إلى بعض الصعوبات التي تواجهها الأسر المستفيدة ولا سيما قلة المياه عند بعضها والخوف من جفاف الآبار عند بعضها الآخر والذين يأملون بتوسيع المشروع مستقبلاً بإقامة وحدات تصنيع غذائي في المناطق وإمداد المزارعات بمستلزمات الإنتاج للمواسم القادمة.
يوسف إسماعيل العلي

المزيد...
آخر الأخبار