د. بثينة شعبان في ندوة وطنية سورية مستمرة في حربها على الإرهاب حتى تحرير آخر شبر منها الأهالي الذين صمدوا رغم القذائف شركاء جيشنا الباسل في الانتصار

أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن سورية مستمرة في حربها على الإرهاب وستحرر كل شبر من أراضيها.
وأوضحت شعبان خلال الندوة الوطنية التي أقامتها مديرية الثقافة بحماة/في دار الأسد بعنوان ( الشخصية السورية الوطنية البنية الجديدة ) .
إننا نحتفل بالانتصار العظيم وتحرير حماة وريفها من براثن الإرهابيين والطامعين والمستهدفين لهذا البلد الطاهر متوجهة بالتحية لكل فرد في المحافظة بالقرى والبلدات السقيلبية ومحردة وفي كل قرية وبلدة صمدت وذهب أطفالها إلى المدارس رغم القذائف وذهب عمالها إلى المعامل وساروا رغم الخطر على الطرقات وصمدوا وتجذروا في ترابهم وأقول لهم أنهم شركاء مع الجيش العربي السوري في هذا الانتصار لأنه لولا صمودهم في هذه الأرض الطاهرة ولولا إصرارهم على أنهم باقون هنا مهما بلغت التضحيات ما كان لنا أن نتمكن من تحقيق هذا الانتصار العظيم .
وأضافت لقد أعطت سورية بصمود شعبها وصبره وتضحياته نموذجا للعالم وهذا ليس مبالغة على الإطلاق كما أنه ليس غريبا على السوريين لذلك نحن نفاخر بأن عمرنا أكثر من 10 آلاف عام وبأننا نقدس هذه الأرض الطاهرة ونتمسك بها ولم يستطع الطغاة والغزاة على مر العقود والقرون أن ينتزعونا من هذه الأرض بل في كل مرة حاولوا واندحروا وبقينا نحن وهذه المرة أيضا ليست استثناء ولكنها تقدم نموذجاً أبهى للسوريين وصبرهم بقيادة قائدهم الصلب الصبور المؤمن بهذا الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
وأشارت الدكتورة شعبان إلى أن الحرب الكونية التي تشن على سورية لها مساران مختلفان منذ بداية هذه الحرب وحتى اليوم فالحقيقة أن كلمة حرب كونية ليست مبالغة على الإطلاق لأنه حين تجتمع أكثر من 100 دولة بكل مقدراتهم وتمويلهم وإمكاناتهم ليستهدفوا بلداً صغير الحجم كبيراً بقيمته وحضارته مثل سورية فإن هذه الحرب كونية وهذه الحرب أخذت منذ اليوم الأول مسارين الأول مسار على أرض الواقع والثاني في الإعلام وهذين المسارين أحيانا لا علاقة لهما ببعض أي ما تشهده على أرض الواقع منذ العام 2011 وحتى العام 2019 وحتى آخر المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري بهذه الأرض المباركة في حماة والمساران مختلفان ومتناقضان فمن ناحية نحن نشهد آلاف الإرهابيين من تركيا تمولهم دول خليجية ودول غربية وتركيا في المقدمة ومن ناحية أخرى نقرأ ونسمع إعلاماً عربياً يحاول أن يعطي صورة مختلفة تماماً للعالم عما يجري في أرضنا وحينما يقصف الإرهابيون المشافي نسمع الأخبار بأن الحكومة هي التي قصفت المشافي وحينما يفجر الإرهابيون أنابيب النفط ويحرقون المحاصيل والأشجار يصدر في الإعلام بأن الدولة هي من تحرق المحاصيل وتفجر الأنابيب والمشكلة في هذا الموضوع هو أننا نحن في سورية منخرطون جداً في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا وحياتنا ومستقبل أبنائنا وربما ليس لدينا الوقت الكافي كي نخصص خلايا تدرس هذا الإعلام الغربي وترد عليه حتى لو كان لدينا الوقت الكافي ليس لدينا الوسيلة لكي نشرح الإعلام الغربي وقول الحقيقة وما يجري في سورية منوهة بأنه حين كانت المعارك محتدمة من أجل تحرير حلب ظهرت صحفية في القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني وهي تسألني عما يجري في حلب والحقيقة لم تكن تسألنني وإنما كانت تتهمني وتتهم بلدي كيف أنت تعملين مع من يقتل ويدمر مدينة حلب العريقة وكيف أنت تقبلي وأنت أستاذة جامعية وتدافع عن هذا الأمر وأنا جالسة أمام الشاشة وأستمع لها وبعد أن انتهت من أسئلتها الاتهامية قلت لها ألا ترين أن هناك أمراً خطأً بما تقومين به أنت إعلامية تجلسين في لندن وأنا هنا أعيش نبض كل حدث يومي في بلادي ومع ذلك أنت تتحدثين عما يجري في الحدث ما رأيك أن أقول : ماذا يجري في حلب بما أنني أنا أعيش في سورية وأعيش الوجع السوري وأعرف الواقع وأنا علمت أن هذه المذيعة لاقت عقابها من قبل المحطة لأنني فضحت أسلوبهم مؤكدة أننا يجب أن نكون نحن أصحاب الحق ونحن أصحاب الأرض ونحن القادرون على تحرير هذه الأرض وعلى أن تكون النتيجة لصالحنا.
وقالت : إنه لاشك أننا مررنا بلحظات وبأيام وبأشهر وسنوات صعبة ولكن كان الإيمان دائما هو منارتنا وهو الذي يضيء السبيل أمامنا وأنا أقول لكم حتى هذا اليوم يجب ألا ينتابنا شك أبداً في ما تقوم به قيادتنا وحلفاؤنا وشركاؤنا فالسيد الرئيس بشار الأسد حذر حذر وحريص حرص كل مواطن في الجمهورية العربي السورية  على كرامة سورية ومستقبلها وأن تكون شركاتها وتحالفاتها تليق بماضيها وتاريخها وشعبها ومستقبل هذا الشعب وكثيراً من الأحيان ما تسمعونه وما يحاول أن يروج له بعضهم هو من صنع الطابور الخامس وهذه ليست مبالغة أبدا فالحرب ليست حرباً عسكرية بل هي حرب إعلامية ونفسية واستخباراتية وهذا مثبت وإلا كيف انشق عدد من أصحاب المراكز والنفوذ والسلطة في الجمهورية في الأشهر والسنوات الأولى من الحرب انشقوا نتيجة حرب استخباراتية وإعلامية ونفسية توهت آرائهم وأقنعتهم أن النظام ذاهب وأنهم سيعودون مكللين بالورود ويحتلون المواقع التي يرتأونها فلإعلام الغربي والخليجي إعلام كبير ومسيطر ولذلك يجب علينا أن نكون حذرين جدا ومتنبهين وألا ينتابنا شك أن ما تقوم به قيادتنا سيؤدي إلى النتيجة التي نرغبها جميعا وأن نفرق بين الاستراتيجية والتكيتك فالاستراتيجية واضحة والهدف واضح والنقاشات مع الحلفاء والشركاء واضحة تماماً ولكن أحياناً في المعركة السياسية قد نضطر إلى اتباع تكتيكات لا ضير بها للوصول إلى الهدف المطلوب والنهائي وهو عزة سورية وسلامة ووحدة أراضيها وعزة شعبها وانتصارها وتحرير كل ذرة تراب من أرضها.
وبينت أنه يجب أن يكون كل فرد  منا سنداً في هذه المعركة التي نخوضها جميعاً والحقيقة من خلال المقابلات التي أجرتها وثيقة وطن مع نساء ورجال من مختلف المحافظات بما فيها المناطق التي كان يحتلها الإرهابيون وجدنا أن شعبنا السوري يتمتع بوعي متميز وأن إيمانه بأرضه وبوحدة شعبه إيمان راسخ لا يتزعزع وهذا أمر موجود ومؤكد في الشخصية السورية الصلبة والتي لا تزدها نار الحرب إلا صفاء ونقاء وأنها أكثر عطاء وقدرة على العطاء بعد هذه التجارب الصعبة والمريرة متوجهة بالشكر للحليف الروسي والصيني والإيراني وحزب الله ، ويجب ألا ننسى أن الفيتو المزدوج  لروسيا والصين ضد مخططات الدول الغربية ولصالح هذا البلد كان في 4 تشرين الأول عام 2011 يعني بعد أشهر من الحرب على سورية وبعد هذا التاريخ أخذت روسيا والصين أكثر من 8 فيتو مزدوج في مجلس الأمن وأخذت روسيا أكثر من 10 فيتو لصالح  سورية وأوقفت عدواناً مخططاً ومحكماً من الدول الغربية على سورية وهذا لا يقدر بثمن.
وأوضحت أن الحرب على سورية ستزيد الشخصية السورية صلابة ووطنية وانتماء وتجذراً في الأرض ولذلك نحن في وثيقة وطن كمركز أبحاث أسس عام 2016 برعاية وتشجيع السيد الرئيس بشار الأسد واليوم المهمة الأساسية القيام بأبحاث استراتيجية وتدريب الشباب على التأريخ الشفوي وتدريبهم على كيفية المساهمة في هذا التأريخ الشفوي واليوم نحن أجرينا مئات المقابلات ومستمرون ونحن شركاء مع وزارة الثقافة في هذا المشروع في كل أنحاء البلاد والهدف من المشروع أن نسجل شهادات السوريين والسوريات من أفواههم وأن نسجل لهم معاناتهم وصمودهم وصبرهم وانتماءهم وأن نكتب تاريخ هذه الحرب.
وأجابت الدكتورة شعبان على جميع المداخلات المطروحة مؤكدة أن الجيش العربي السوري ماض في عملية تحرير أراضي الجمهورية العربية السورية كاملة من الإرهاب وأهمية الوفاء لدماء الشهداء والجرحى وهو ما يتطلب أن ننذر أنفسنا لبناء الوطن بنبل وصدق وعطاء .

حماة-أحمد نعوف

المزيد...
آخر الأخبار