استعدادات غير حقيقية واقع فني سيىء في مدارس سلمية وريفها… ازدحام الطلاب بالصفوف ونقص في الكتب….90% بحاجة إلى صيانة ونقص بالمستلزمات..مديرة الأبنية: العمل حسب الأولية والإمكانية

لا يختلف الواقع الفني والتعليمي والتربوي في مدارس مدينة سلمية وريفها، هذا العام عن العام الماضي ، وقد نشرنا عنه مراراً وتكراراً في هذه الصفحة ، وبدلاً من تحسن واقعها ، نجد أن الواقع الفني ازداد سوءاً ، من خلال جولتنا الميدانية على عدد كبير من مدارس المدينة والريف ، علماً أن السوء يختلف من مدرسة لأخرى ، والصفة الغالبة هي : أن أكثر من 90% من المدارس بالمدينة والريف يحتاج لصيانة شاملة من دهان وإصلاح أبواب ونوافذ وأثاث ومقاعد ، وترميم الباحات المحفرة ، بالإضافة إلى نقص شديد في مستلزمات العملية التربوية من كتب وقرطاسية ومواد تنظيف ، ونسبة كبيرة من المدارس تحتاج لإعادة تأهيل وبناء ، وخاصة مدارس الريف المحرر ، والتي تنتظر اهتمام التربية منذ أكثر من عامين.
والذي لاحظناه بأن الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي 2019 ـ 2020 من قبل التربية غير حقيقية ، وهي حبر على ورق ، فأرض الواقع يثبت غياب الاستعدادات الفاعلة .

ملاحظات ميدانية
ومن جولتنا الميدانية كان لنا لقاءات عديدة مع مديري المدارس ، وتتلخص المطالب والملاحظات بما يلي : مدارس تحتاج لمقومات العملية التربوية والتعليمية ، وأهمها الصيانة والتأهيل للصفوف من الناحية الفنية بسبيل راحة طلابنا.
أكثر من 90% من مدارس الريف الشرقي والشمالي والغربي المحرر ، ومدارس بالمدينة والريف القريب ، تنتظر منذ عامين وأكثر إعادة تأهيل وبناء بدءاً من باب المدرسة وانتهاء بالصفوف الدراسية ، وتغطية النقص الحاد بالمقاعد والأثاث.
نقص حاد في أثاث المدارس ، والموجود مستهلك وقديم أكل عليه الزمن وشرب ، وبات بحكم المنسق ، وإصلاحه لم يعد يفيد مثل مدارس / نصر فخور ح1 و ميسلون ح2 و حي الزهراء و مدارس قرى المبعوجة والسعن وصبورة وبري والخط الشمالي وغيرها كثير/ على الرغم من أن مديريها كل عام يرفعون كتباً لمديرية التربية بذلك لكن لاحياة لمن ينادي . نقص حاد في المقاعد الدراسية ، مع ازدحام كبير بعدد الطلاب في الصفوف الدراسية ويصل عددهم لأكثر من 45 طالباً وطالبة . التأخر باستلام عدد من الكتب ، بسبب تأخر وصولها للمستودع ، وتدوير الكتب الدراسية المستخدمة من العام الماضي ، وتوزيعها للصفوف من الخامس وما فوق ، بسبب غياب الكتب الجديدة ، وهذا ما ينعكس سلبياً على العملية التعليمية للطلاب ، ولازال حتى الآن هناك نقص بمواد كثيرة ، منها مادة اللغة الإنكليزية .
المطالبة بصيانة المدارس من قبل الأبنية المدرسية ، والإسراع بها ، بالعطلة الصيفية إن وجدت وليس بعد بدء دوام الطلاب . تأمين وسائل تعليمية خاصة بالمناهج المطورة .
زيادة مخصصات مادة المازوت للتدفئة وتوزيعها قبل بدء موسم البرد . مراقبة الندوات بالمدارس ، وتطبيق شروط الصحة لما تبيعه وخاصة الندوات التي تبيع أغذية وسندويشاً . تأمين مستخدمين للمدارس التي تعاني من ذلك بشدة ، وزيادة مخصصات القرطاسية ومواد التنظيف ، والوارد المالي من التعاون لا يغطي أية نفقات.
تزويد ورشة الثانوية الصناعية لتصنيع المقاعد لتغطية النقص الحاصل بالمدارس . تفعيل دور المجمع التربوي ، بحيث يقوم بعمل مديرية التربية ، ويأخذ دوره بتأمين مستلزمات المدارس من أثاث ومقاعد من حماة لتخفيف الأعباء المالية على إدارات المدارس ، بدل سفرهم لحماية بدون فائدة بأغلب الأحيان ، وتأمين الأثاث لمستودع سلمية ، الذي يقتصر وجوده على ما هو فائض عن حماة ، ولدى المدارس اكتفاء منها ، فالأثاث والمقاعد خارج نطاق عمله .
مدرسة حي الزهراء
مدارس تعيش واقعاً من سيئ لأسوأ كمدرسة حي الزهراء ح1 بسلمية ، التي افتتحت منذ عام 2000 ، وهي تفتقر لأدنى الشروط الفنية لتكون مدرسة ، فهي بناء منزلي مستأجر يحتاج لمرافق صحية ، والغرف الصفية ضيقة جداً ، وتجد اللوح ملتصقاً بالمقاعد ، ما يعيق العملية التعليمية ، ويسبب إرباكاً للمعلمين والطلاب ، وبحاجة لصيانة كاملة ، وتمت المطالبة كثيراً ببناء مدرسة جديدة ومنذ سنوات ، وتم الحصول على موافقة لبناء مدرسة جديدة ، والأمر متوقف على مجلس المدينة لاتخاذ قرار استملاك الأرض المخصصة ، والتي تم لحظها بالمخطط التنظيمي .
مدرسة الشهيد رعد ضعون في جدوعة
مدرسة الشهيد رعد ضعون ح1 بقرية جدوعة ، بني الطابق الأول عام 2003 والطابق الثاني عام 2006 ، وفي عام 2009 ظهرت تصدعات في الجدران والأسقف ، وهبوط بالأرض ، وقامت مديرية الخدمات الفنية والأبنية المدرسية ، بالاطلاع على واقع المدرسة ، وتم تشكيل لجنة لدراستها من جامعة البعث ، وفي 15/1/2016 ، تقرر إخلاء البناء المدرسي ، لعدم صلاحيته لدوام الطلاب وخطر عليهم ، وتم تشكيل لجنة من كلية الهندسة المعمارية ، قررت بأن البناء يمكن استثماره بشرط إجراء صيانة شاملة له ، والدراسة موجودة بالخدمات الفنية في حماة مع الموافقة بالصيانة من المحافظة ، ولكن لم تنفذ حتى الآن بحجة عدم توافر السيولة المالية .
الفنون النسوية في بري
ثانوية الفنون النسوية للإناث بناحية بري الشرقي في عالم النسيان بظل غياب وإهمال الجهات المعنية والتربية ، وتفتقر لأدنى الشروط الفنية والصحية لتكون ثانوية تعليمية ، رغم أنه تم النشر بالصحف عن وضعها عدة مرات ، ومنذ سنوات ، تم توجيه كتاب من وزارة التربية لبناء مدرسة جديدة ، لكن الموافقة بني فيها مدرسة بمنطقة مصياف !!.
وتم تخصيص قطعة أرض من بلدية بري لبناء ثانوية جديدة ، وبقيت الثانوية كما هي ، تعيش بواقع من سيئ إلى أسوأ ، والبناء قديم تشعر به كأنه بالعراء بدون سور يحمي الطالبات والمدرسة من أي اعتداء ، وفيه تشقاقات ، وسطحها ترشح منه المياه ، إضافة لضيق المكان ، والمنافع الصحية غير صالحة وبعيدة عن البناء ، وهذا ما أكدته مديرة الثانوية إخلاص زينو التي حدثتنا قائلة : الثانوية تم إحداثها في عام 1990 ، ولا زالت على واقعها حتى الآن ، بناء قديم أكل عليه الزمن وشرب ، بدون سور ومعرضة للعبث والتخريب والسرقة ، ولقد تعرضت لعدة محاولات تخريب وسرقة ، نعاني جداً من ضيق المكان ، فهناك نقص بالغرف الصفية ، وتحتاج لصيانة الأبواب والنوافذ ، ويتم تقسيم مشغل الطلاب في الشعبة الواحدة لقسمين ، بصف واحد ، وغرفة الإدارة تضم جميع مكاتب الثانوية الإدارية من أمانة سر ومكتبة وغرفة معلمين وغيرها.
تطبيقية سلمية
المدرسة التطبيقية الطلائعية بسلمية ، تعد متميزة برواد طلائع البعث على مستوى القطر ، من خلال تدريب وصقل مواهب الطلائعيين ، تعاني منذ سنوات ، من سوء باحتها التي باتت محفرة وتسبب مشكلة كبيرة للطلاب وضرر وإصابات لهم ، ورغم الاطلاع على واقعها من قبل العديد من مسؤولي المحافظة ، لكن حتى الآن لم يتم صيانتها ، ومديرية التربية منذ سنوات تعد بإصلاحها ، لكن بدون نتيجة !.
وتل الغزالة
مدرسة تل الغزالة بسلمية ، بناء جديد للحلقة الثانية ، تم البناء بنسبة 60% منه ، لكن لم يكتمل بناؤه بسبب الظروف الراهنة ، وهروب المتعهد .
بالإضافة لما سبق ، هناك مدارس كثيرة بالمدينة والريف تعاني من المشكلات ذاتها ، وهي بحاجة للصيانة وإعادة التأهيل وخاصة مدارس الريف المحرر .
مع الأبنية المدرسية
وفي مكتب الأبنية المدرسية بسلمية التقينا مديرته المهندسة منى كردية التي أكدت لنا : بأن المكتب يقوم بأعمال صيانة بسيطة مثل إصلاح أبواب ونوافذ وكهرباء وصحية ، بقيمة فاتورة لا تتجاوز مليون ليرة ، وبناء على طلب مقدم من مديري المدارس ، وبالنسبة لمدارس الريف المحرر ومنها مهدمة ، بدأنا بالمكتب بالتوجه للعمل فيها بناء على توجيهات رئيس دائرة الأبنية ، ومن ناحية ثانية ، رست المناقصة لصيانة وتأهيل عدد من مدارس الريف بدعم من منظمة اليونيسيف ، منها / أبي الحسن ـ الطالبية ـ تلول الحمر ـ الجمالة ـ قليب الثور ـ تل عبد العزيز / ، وهناك مشروع دراسة لواقع مدارس الريف الشرقي والشمالي المحررين ،/ عقيربات ـ سوحا ـ مسعود ـ وريف ناحية السعن/.
صيانة شاملة
وتم تنفيذ صيانة شاملة لبعض المدارس ، ولدينا بنسبة 90% من المدارس تحتاج لصيانة ، والعمل يجري حسب أولوية الأعمال المطلوبة وضمن الإمكانات المتاحة .
مع مشرف المجمع التربوي
مشرف المجمع التربوي بسلمية كرم حبيب قال : مع انطلاق العام الدراسي كان التزام الطلاب مع المدرسين جيداً ، ومن ناحية واقع البناء المدرسي بشكل عام فهو جيد بالمدينة ، ووضعت أكثر من 7 مدارس بإعادة التأهيل ، وبدأ العمل بذلك بتاريخ 20/9/2019 ، وأكثر من 20 مدرسة ، بالصيانة بالفاتورة عن طريق الأبنية المدرسية . ومن ناحية الأثاث المدرسي بشكل عام ، معظم المدارس تحتاج لأثاث ، ويتم التوزيع حسب الخطة الموضوعة من مديرية التربية .
ومعظم التشكيلات قد أنجزت ويتم حالياً تعيين الفئة الثانية ، وهناك حاجة لمقاعد ، بسبب افتتاح مدارس جديدة كانت مغلقة وخصوصاً بالريف المحرر .
وتأخر توزيع بعض الكتب بسبب تأخر وصولها للمستودع ، ولأن هناك مناهج جديدة ترد تباعاً ، وننتظر تعيين عدد من المستخدمين لتغطية النقص بمدارسنا ، وهناك متابعة مباشرة وميدانية لأي موضوع في كل المدارس لتأمين ما يلزم ضمن الإمكانات المتاحة.
ختاماً : مضى على افتتاح المدارس نحو عشرين يوماً ، ولازالت هناك بعض المشكلات العالقة الخاصة بالعملية التربوية والتعليمية وواقع المدارس ، تحتاج لحل فوري ، منها تأمين مقاعد وكتب ومدرسين لبعض المواد الضرورية كالرياضيات ، ومن الضروري أن تكون الاستعدادات للعام الدراسي حقيقية حرصاً على العملية التعليمية ومستقبل طلابنا.
حـسـان نـعـوس

 

المزيد...
آخر الأخبار