نردد هذا المثل كثيرا ، خاصة عند الهمز واللمز لأمر يحتمل التأويل و يشير لفعل غريب ، و جهينة هي اسم قبيلة عربية ، و يستند المثل لشخص يدعى حصين بن عمرو ، الذي غادر دياره هاربا لفعل غير منسجم مع الطيف المجتمعي في ذاك الحين ، فاجتمع برجل من قبيلة جهينة يُقال له الأخنس بن كعب، فتعاقدا ألاَ يلقيا أحدًا إلا سلباه ، و كانا يتعاملان بحذر شديد مع بعضهما ، و في نهجهم هذا سمعا أن رجلاً من لخم – اسم قبيلة – قادم من عند بعض الملوك بمغنم، فذهبا في طلبه، فوجداه نازلاً في ظل شجرة، فعرض عليهما الطعام فنزلا وأكلا وشربا ، و عندما غادر الأخنس لشأن ما قام الحصين بقتل رجل لخم ، لكن الأخنس استنكر الفعل لأنه أطعهما ، و استغل غفلة الحصين و قتله ، وكانت لحصين أخت تسمى صخرة، فكانت تبكيه وتسأل عنه فلا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس حين أبصرها ) :كَصَخرةٍ إذ تسائِلُ في مراحٍ \ وفي جرمٍ وعِلْمُهُما ظنونُ\ تُسائِلُ عن حصينِ كلَ رَكْبٍ \ وعند جُهَيْنةَ الخبَرُ اليَقِينُ\ فمَنْ يَكُ سائلا عنه فعـندي \ لسائِلِهِ الحديثُ المستَبِينُ ) . فلما تيقنوا لاحقًا من أن الأخنس الجهني قتل الحصين كما قال منشدًا، صار شطر البيت مثلاً، تضربه العرب في معرفة الأخبار وصحتها ، عند جهينة الخبر اليقين .
شريف اليازجي
المزيد...