الحالات إلى ازدياد 11 ألـف إصابـة ليشمانـيا فـي المحافظـة

 

رغم أن اللشمانيا مرض بسيط ومسألة الوقاية ليست بالمعقدة إلا أنه شغل تفكير الناس والمهتمين حتى بات أشبه بالهاجس ولم نتمكن ـ للأسف ـ من الحد من الإصابات بل على العكس فهذه الإصابات إلى ازدياد دائم ببعض المحافظات ويبدو أن حماة واحدة منها كما أننا لم نتمكن من كسر حلقة العدوى أو تحديد الأسلوب الأنجع لتجنب هذا المرض أو معرفة السبب الرئيسي له على مايبدو.
ورغم أن الإصابات أقرب إلى مثيلاتها من العام الماضي حيث ثبتت عند عتبة 11 ألف إصابة بعد تصاعد كبير خلال السنوات الماضية إلا أن هذا الرقم يعد كبيراً خاصة أننا هنا لانتحدث عن 11 ألف إصابة من عدد القاطنين بالمحافظة وإنما عن هذا العدد أو معظمه في عدة بؤر انتشار، ولايمكننا بـأي حال إلقاء اللوم على جهة واحدة فالصحة تعالج الإصابات والبلديات لن تكون مسرورة بوجود الأنقاض أو الصرف الصحي المكشوف والبيئة تلاحق وتتابع، والمواطن لن يكون مسروراً بوجود آفة تخلف ندبة بجسمه.

عوامل
وهذا يدعونا للحديث عن تشكل الوعي لدى المواطنين بموضوع اللشمانيا ما أدى بشكل كبير إلى الحد من ازدياد عدد الإصابات .
وفي ضوء ما أوردناه من حرص جماعي على عدم انتشار الإصابات فلماذا لاتتحقق هذه الغاية رغم هذه الإرادة الجماعية ، الجواب هو أن هذا الكائن المسبب للإصابة /ذبابة الرمل / هو كائن موجود بالطبيعة ينشط ببيئات معينة ويبدو أنه استفاد من حالة الحرب المدمرة الظالمة على بلدنا الحبيب فهذه الحرب الإرهابية الجهنمية التي شنها أعداؤنا على وطننا الغالي خلفت الأنقاض وأنصاف البيوت وأدت إلى الهجرة والنزوح والتنقل الجماعي من مكان إلى آخر.
ما السبب؟
وعند لقائنا رئيس المنطقة الصحية الثانية الدكتور باسل الابراهيم التي يقع مركز اللشمانيا تحت إشرافها قال:
اللشمانيا مرض بيئي بامتياز وتلعب الظروف البيئية السيئة دوراً كبيراً في انتشار الحشرة الناقلة للمرض وتكاثرها ومازال الوضع البيئي السيئ لدينا المتمثل بالقمامة وتجمعات القمامة ـ الماء المسال ـ الصرف الصحي المكشوف ـ تربية الحيوانات ضمن المدينة أو الحدائق، هذه الأوساخ لها دور كبير في تزايد وانتشار الحشرة الناقلة للمرض فاللشمانيا بالتعريف مرض بيئي بامتياز تلعب الظروف البيئية السيئة دوراً في تكاثر الحشرة الناقلة للمرض .
لماذا نعالج ؟
وهي سريرياً حبة أو حطّاطة صغيرة عمرها أسبوعان أو ثلاثة أسابيع وخاصة بالمناطق المكشوفة من الجسم لم تشف باستخدام المعقمات وهي غير حاسمة وغير مؤلمة على الأغلب هي اشتباه لشمانيا تؤكدها أو تنفيها التحاليل المخبرية.
ولهذه الحبة مضاعفات فاللشمانيا ليست مميتة بالتأكيد لكن عدم علاجها يؤدي إلى تشوه المنطقة المصابة بتقرح الحبة وانتفاخها وكلما تأخرنا بكشف الحالة يتأخر الشفاء، وكذلك عندما تكون الحبة بالمناطق الحساسة أو تخبط المواطن بالعلاج بلجوئه إلى /الشعبي/ تكبر الحبة فبالأساس اللشمانيا مرض مزمن لكنه قابل للعلاج والشفاء، حتى النوع الحشوي مع سرعة الكشف يمكن علاجه فقد ظهرت حالة بصوران لدى عودة الأهالي مصدرها إدلب وشفيت تماماً .
عوامل أخرى
ولأن الشيء بالشيء يذكر فلا بد من الحديث عن عوامل تزيد من الإصابات والحديث للدكتور الابراهيم ـ كالتنقل من مكان مصاب إلى مكان غير مصاب أو العكس وخاصة بحالة التنقل الجماعي ـ عودة السكان إلى مناطق وأماكن غير مؤهلة للسكن ـ عدم امتلاك الناموسية أوعدم استخدامها ـ عدم استخدام المراوح.
ويقول الدكتور الابراهيم: إن من أهم أسباب الانتشار هي العوامل البيئية سابقة الذكر إضافة للكثافة السكانية والتنقل وعدم استخدام وسائل الحماية الذاتية /نوافذ النوم بالعراء أو على الأسطح بدون /كلة/ أو ناموسية، أيضاً النزوح من مكان ليس فيه إصابة إلى مكان فيه إصابة .
ما العمل؟
ولايتم الانتقال إلا بذبابة الرمل حصراً وليس بالتماس ولا الحك ولذلك فالأساس هو تجفيف منابع الذباب الرملي وكلما حققنا الإصحاح البيئي كلما نجحنا في العلاج.
وفي هذه الفترة من كل عام ـ أي من أيلول وطيلة فترة الشتاء ـ علينا أن نعالج الإصابات لتجفيف المنبع.، أما الإنسان غير المصاب فالوقاية خير من العلاج وقد قمنا بتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد في مناطق وبؤر الانتشار.
ولاشك أن تنظيف المنزل ورشه بالمبيد واستخدام الناموسية ، كلها عوامل تساعد على الوقاية من المرض.
بؤر.. وموقع
ويقول الابراهيم : إن محافظتنا حماة تأتي بعد حلب والرقة ودير الزور بعدد الإصابات، أما بؤر الانتشار فما زالت في مدن الريف الشمالي / صوران ـ طيبة الإمام ـ بلدة معردس/ وبعض أحياء حماة كالفيحاء والصواعق.
أحمد عبد العزيز الحمدو

المزيد...
آخر الأخبار