174 مــركـــزاً لمشـــورة الإرضـــاع الطبيـــعــي بالمحـــافظـــــة

أكد منسق برنامج التغذية في مديرية الصحة الدكتور قدور البازو أن غذاء الأطفال الرضع يعد هاجساً يؤرق الأهالي لتغذية أطفالهم بالطريقة الأمثل ، لذا ينصح الأطباء باتباع طريقة الإرضاع الوالدي التي تساهم في خلق علاقة حميمية قوية بين الأم وطفلها لأن حليب الأم هو الغذاء السليم ..
ولكن في الآونة الأخيرة تراجع معدل الإرضاع الوالدي بشكل ملحوظ حتى وصل إلى نسبة أقل من ٢٥ % في سورية ، الأمر الذي دفع وزارة الصحة للبحث في أسباب هذا التراجع وإطلاق حملة لدعم الإرضاع الوالدي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية.
وأشار إلى أن هناك ١٧٤ مركزاً في محافظة حماة يقومون بتقديم المشورة للأمهات الحوامل والمرضعات وهذه المراكز تضم طاقماً طبياً مؤلفاً من ممرضات مختصات مدربات من قبل مديرية الصحة وعددهم حوالى ١٨٠ ممرضة وقابلة يتوزعن على جميع المراكز الصحية في المحافظة بالإضافة لفرق مدربة للرعاية المنزلية للأمهات وزيارتهن لمراقبة الطفل وتقديم النصح والمشورة والتأكد من إتمام عملية الإرضاع الوالدي بشكل صحيح..
وذكر أن المشافي صديقة الطفولة في المحافظة هي ٥ مشافي ( الأسد الطبي ـ مصياف الوطني ـ سلمية الوطني ـ المركز الطبي ـ مشفى الحوراني ) والتي تقوم بإجراء عملية التخدير القطني للولادة القيصرية و تحقيق المساكنة بين الأم وطفلها والحث على اتباع طريقة الإرضاع الوالدي منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل وعدم نشر إعلانات الحليب الصناعي ، وكان عدد السيدات لدينا في الشهر الماضي ٣٩٩ سيدة منهم ٣٧٦ سيدة قاموا بإرضاع أطفالهن في أول ساعة و ١٥ سيدة لم يستطعن ذلك بالإضافة إلى ٥٦ سيدة قاموا بإعطاء السيروم السكري لأطفالهن ، فالهدف من تأمين الرضاعة الطبيعية في الساعات الأولى هو تعزيز علاقة الطفل بأمه وإدرار الحليب بشكل أفضل وزيادة ثقة الأم بنفسها.
وأضاف : حسب توصيات منظمة الصحة العالمية يوصي بالإرضاع الوالدي المطلق حتى عمر ستة أشهر لأن كميته تغطي حاجة الطفل الغذائية بشكل كامل وحسب الدراسات في عدد من المناطق وجدوا أن الإرضاع الوالدي المطلق بدون إدخال مواد أخرى يخفض نسبة الوفيات عند الأطفال إلى ١٣% وفي حال تم إرضاع الطفل منذ الساعات الأولى لولادته تنخفض نسبة الوفيات إلى ١٦% ، فحليب الأم يحتوي على تغذية كاملة توفر جميع احتياجات الطفل الغذائية بالإضافة لمضادات مناعية من جميع الأمراض التي تعرضت لها الأم منذ الولادة حتى الإنجاب والتي لا يستطيع جسم الطفل تشكيلها حتى الشهر الرابع ..
وبالمقارنة مع الحليب الوالدي نجد التكلفة المادية للإرضاع الصناعي تشكل عبئاً كبيراً يثقل كاهل الأهالي والتي تتراوح بين ٣٥ و٤٥ ألف ليرة حسب نوعية الحليب فالإحصاءات تشير إلى إنفاق أكثر من مئة مليون دولار سنوياً على الحليب الصناعي والذي يترافق معه في كثير من الأحيان إصابة الطفل بأمراض عدة كالإسهالات والإنتانات التنفسية والحالات التحسسية وحالات سوء التغذية بسبب إضافة كمية كبيرة من الماء للحليب مما يضعف من الطاقة والبروتين الكافي اللازم للطفل . كما تحدث لنا رئيس دائرة برنامج الصحة العامة الدكتور سعد شومل أنه على المجتمع أن يعي خطورة انصراف الأمهات لطريقة الإرضاع الصناعي الذي يكلف الأهالي مبالغ باهظة ويحرم أطفالهن من حقهم في الإرضاع الوالدي الصحي والآمن ، وأكد أن المديرية تسعى جاهدة لنشر ثقافة الإرضاع الطبيعي من خلال المحاضرات والندوات في المراكز الثقافية وعلى مدرجات الجامعات.

حماة – حسان المحمد