نقص في خدمات المبعوجة !90% طرق محفرة ومشروع الصرف الصحي متوقف

قرية المبعوجة بريف مدينة سلمية ، الصامدة بأهلها ، والمحررة من رجس الإرهاب ، التي لملمت جراحها رغم مجازر الإرهابيين ، التي أودت بأرواح العديد من أبنائها الذين ارتقوا شهداء دفاعاً عنها والوطن الغالي .
تعود للحياة والنشاط بصمود وإرادة أهلها الذين عادوا للعيش بربوعها، ولكنهم يعانون من نقص حاد بالخدمات الضرورية ، بدءاً من غياب الصرف الصحي لحي بأكمله ، والطرق المحفرة ، والإنارة ، ودمار لمنازل كثيرة وشبكة الكهرباء نتيجة الإرهاب الذي ضربها ، بظل ضعف أداء وشح إمكانات مجلس بلدتها ، وغياب الاهتمام من المسؤولين والجهات المعنية، حيث من عدة أعوام لم يزرها مسؤول بالمحافظة حتى بعد مجازر الإرهاب الذي تعرضت له ، وعدم تعويض المواطنين عن أضرارهم بسبب تعقيدات الأوراق المطلوبة والروتين القاتل .
صحيفة الفداء كان لها جولة ميدانية بقرية المبعوجة ، اطلعنا من خلالها على واقع القرية وسجلنا ملاحظات عديدة والتقينا عدداً من المواطنين فيها.

ملاحظات من القرية
– الحي الجنوبي الشرقي يعاني من دمار شديد بالمنازل والمحال التجارية ، وشبكة الكهرباء الطرقية والمنزلية ، نتيجة الإرهاب التكفيري الذي ضربه ، ولم يتم تعويض المواطنين وإصلاح أي شيء حتى الآن.
ـ المواطنون المتضررون يعانون من عدم قدرتهم على تقديم أوراقهم بالمحافظة ، للحصول على تعويض للأضرار ، نتيجة التعقيدات بالأوراق المطلوبة والروتين القاتل.
ـ الحي الغربي من القرية ، غياب تام للصرف الصحي لأكثر من /100/ عائلة .
ـ طرق القرية قديمة 90% منها محفر ويحتاج لتزفيت ، وتعرض الكثير منها للتخريب نتيجة الأحداث .
ـ ضرورة ترحيل الأنقاض والأتربة والأحجار من طرق القرية ، ومدارس القرية بحاجة لصيانة وإعادة تأهيل نتيجة الإهمال وتعرضها لقذائف الحقد والإرهاب ، وضرورة بناء مركز ثقافي .
مع المواطنين
وكان لنا لقاءات عديدة مع المواطنين القاطنين منهم:
ـ باسم الشمالي و نجود بدور ، وعلي داوود ، قالوا لنا: نعاني منذ سنوات طويلة من غياب الصرف الصحي، ونعتمد على الحفر الفنية ، التي لم تعد تنفع وباتت تفيض لعدم قدرتها على الاستيعاب ، وتحمل معها الروائح الكريهة والحشرات الضارة بصحتنا وصحة أطفالنا ، علماً أن مجلس البلدة بدأ بمشروع للصرف الصحي ولكنه توقف العمل به منذ سنوات ، وحتى الآن.
تلوث آبار المياه الجوفية
ـ جبر العوض ، ومحسن الصالح ، ـ وعلي الشمالي ، أكدوا لنا: أن الآبار الجوفية للمياه التي يعتمدون عليها، تلوثت بالصرف الصحي ، وأغلبها لم يعد صالحاً للاستخدام ، ونتمنى من المسؤولين ومجلس البلدة الإسراع باستكمال شبكة الصرف الصحي .
الاهتمام بالواقع الخدمي
ـ توفيق كلثوم من وجهاء القرية ، حدثنا قائلاً : بعد تحرير الجيش السوري للمنطقة الشرقية وتطهيرها من رجس الإرهاب ، وبدء عودة الأهالي للقرية بعد عودة الأمان ، بات من الضرورة تأمين مقومات الثبات بالمنازل والأراضي ، ولابد من السعي الجاد من المسؤولين والجهات المعنية ، لتأمين مستلزمات العيش وتأمين متطلبات المواطنين والاهتمام بواقعهم الخدمي والزراعي ، بدءاً من الطرق والصرف الصحي وتأهيل شبكة الكهرباء ، وتأمين مستلزمات الانتاج الزراعي من بذار وسماد بالوقت المناسب ، خاصة أن القرية تعد منطقة زراعية نتيجة توافر المياه بشكل جيد ومريح ، ودوائر مؤسسات الدولة بالقرية تعمل بشكل جيد ضمن الإمكانات المتاحة .
نقص حاد بمستلزمات المدارس
ـ سوسن ونوس ، مديرة المدرسة الريفية ح1 ، حدثتنا قائلة : تعاني مدارس القرية من نقص حاد بمستلزمات العملية التربوية والتعليمية وخاصة مدرسة الحلقة الأولى ، من مقاعد وألواح للصفوف وكتب مدرسية ووسائل تعليمية والأثاث ، وإعادة تأهيل وصيانة للصفوف الدراسية التي بغالبها غير صالحة للتدريس ، وباحة ومنافع المدارس نتيجة تعرضها للتخريب والسرقة وأضرار كبيرة بفعل الإرهاب التكفيري .
الواقع الثقافي
ـ مديرة ثقافي المبعوجة رجاء إبراهيم ، حدثتنا قائلة: القرية بأمس الحاجة لبناء مركز ثقافي جديد ، والمركز الحالي بيت مستأجر منذ سنوات ويعمل بشكل جيد ونشاطاته كثيرة ، ساعدت هذه الانشطة برسم البسمة على وجوه الأهالي وأطفالنا الغوالي والسعادة بقلوبهم ، وفي إعطاء الوجه الثقافي والحضاري للقرية رغم ظروف المعاناة التي عصفت بالقرية وبلدنا الحبيب .
مع رئيس البلدية
ـ رئيس البلدية محمد تاجو ، أجابنا عن استفساراتنا وشكاوى المواطنين قائلاً : تبلغ مساحة قرية المبعوجة /41/ هكتاراً ، وعدد سكانها يتجاوز /6/ آلاف نسمة ، ومن ناحية الصرف الصحي بالحي الغربي ، تم البدء بتنفيذ مشروع للصرف الصحي للحي ، ولكن توقف العمل فيه بعام 2012 بسبب الظروف ، بعد تنفيذ أعمال بنسبة 65% منه ، بالإضافة لذلك ، بات من الملح ضرورة استكمال المشروع بعد تعديل الأسعار بسبيل راحة المواطنين وتخفيف معاناتهم ، وهناك مطالبات كثيرة بكتب رسمية من قبل المجلس للمحافظة والخدمات الفنية بحماة بشأن ذلك ، ولتشكيل لجنة لدراسة فروقات الأسعار ، لكن حتى الآن لم يبت بأمرٍ لحل مشكلة استكمال المشروع وخوفاً من حدوث أي تلوث أو انتشار الأمراض.
كما من الضرورة تعديل أسعار مشروع تعبيد وتزفيت شوارع متفرقة في البلدة المصدق بالقرار رقم /1757/ تاريخ 17/8/2011 ، ودراسة تعبيد وتزفيت شوارع بطول 1كم ، وتخصيص البلدية بصهريج مياه وضاغطة لمعالجة مشكلات انسداد مجاري الصرف الصحي ، وبعدد من حاويات القمامة البلاستيكية لوضعها في الشوارع الرئيسية بالقرية ، وتأمين إعانة مالية للبلدية لا تقل عن 25 مليون ليرة ، لاستكمال بعض المشاريع المتوقفة بالقرية ، وإصلاح شبكة الكهرباء المتضررة .
ويضيف رئيس مجلس البلدة قائلاً : هناك موافقة من المحافظة بتاريخ 2013 موجهة للخدمات الفنية ، لتزفيت وتعبيد شوارع أمام منازل الشهداء بالقرية ، لكن مديرية الخدمات حتى الآن لم تنفذ ذلك رغم المطالبات الكثيرة لها والكتب الرسمية المرفوعة ، كما نطالب بتأمين الدعم المادي اللازم ، فإمكانات المجلس ضعيفة جداً ومحدودة .
ختاماً:
أهالي بلدة المبعوجة ، يضعون اللوم والتقصير في تقديم الخدمات الضرورية ، على مجلس البلدة، وبضرورة المتابعة الملحة للجهات المعنية لتأمين متطلبات القرية والمواطنين ، ومجلس البلدة يشكو من ضعف الإمكانات وعدم رد الجهات المعنية على الطلبات وتأخرها بتنفيذ الموافقات والطلبات .
ونحن بدورنا كجهة إعلامية يهمها كثيراً قضايا المواطنين وخاصة لمنطقة محررة صمدت بوجه الإرهاب ، وقدمت عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، نتوجه عبر صفحات الجريدة للمسؤولين والجهات المعنية للاهتمام وتأمين الدعم اللازم لتوفير طلبات المواطنين وتخفيف معاناتهم .
حـسـان نـعـوس

المزيد...
آخر الأخبار