يكتسب يوم الطبيب العالمي لهذا العام بعدا إنسانيا كبيرا و إضافيا حيث تتعرض البشرية لواحدة من أشد الأوبئة فتكا و انتشارا عبر العالم أنه وباء كورونا ” الفايروس التاجي كفيد 19″ الذي تمكن خلال أيام قليلة من وضع الحضارة الإنسانية على المحك و جعل الناس يشعرون بخطر داهم في كل مكان على الكوكب الأزرق .
لقد استطاع الطب عبر مسيرته الطويلة من إيجاد الحلول و العلاجات للكثير من الأمراض الخطيرة و التخفيف من معاناة الإنسان الصحية و يقوم الأطباء حاليا في سورية و العالم بتقديم كل الجهود والإمكانات لمنع انتشار جائحة كورونا و التقليل ما أمكن من أعداد الضحايا فكانوا بحق حماة حقيقيين للبشرية .
و في هذه المناسبة لابد من الإضاءة السريعة على تاريخ هذا العيد الإنساني الهام و التطورات التي شهدها الطب التقليدي و الحديث ففي ال 30 آذار من كل عام يحتفل أطباء العالم بيوم الطبيب العالمي وذلك في ذكرى استخدام التخدير في الجراحة لأول مرة، حيث استخدم الدكتور كروفورد لونغ الإثير للمرة الأولى في تخدير مريض لاستئصال ورم من رقبته في جيفرسون بولاية جورجيا الأمريكية في 30 آذار عام 1842. و قد اعتمد الطب خلال مراحل تطوره الأولى من تطوره على الفلسفة التي انتشرت عند العرب و في الصين والهند وقد كان لها دورٌ في تطور الطب اليوناني، وعملت على إلغاء العديد من المعتقدات الطبية الّتي كانت سائدة في مرحلة السحر، وقد وصف الطب التقليدي المرض، بأنه: اختلال لتوازن الجسم، والذي يحدث بسبب حدوث انسدادات غير متوقعة داخله، وفي هذه المرحلة ظهر الطبيب، والفيلسوف اليوناني، أبو قراط ( أبو الطب )، والذي عمل على تفصيل جسم الإنسان، والمرض، ووضع نظريات طبية، ما زال بعضها يستخدم في وقتنا الحالي، كما أنه أول من وضع قسماً للأطباء. طب الأعشاب في هذه المرحلة من الطب بدأ الإنسان يفكر بعلاجات أكثر فاعليّة، يدخلها مع الوصفات الطبية الّتي اكتشفها مسبقاً
أما الطب الحديث الذي بدأ في بداية القرن العشرين ، فقد أخذ يشهد تطوراً مستمراً في علاج الأمراض، واكتشاف الأدوية الجديدة، وظهور الأدوات الطبية الحديثة، ليطلق على هذه المرحلة من مراحل الطب (الطب الحديث)، والّتي ساهمت في القضاء على العديد من الأمراض التي لم يكن لها علاجات قديماً. ظهرت في هذه المرحلة المضادات الحيوية، التي اكتشفها عالم الدواء الألماني بول إلريش، كما اكتشف العالم الاسكتلندي ألكسندر فلمنج البنسلين، الذي اعتبر من أهم الأدوية التي ساعدت في القضاء على البكتيريا، وما زال الطب الحديث يتطور في كل يوم ليتم اكتشاف أشياء جديدة و مفيدة للبشرية . فيه. عام 2020 الخاص، يبذل الأطباء و في الختام نقدم جزيل الشكر والعرفان لجميع أطبائنا الآعزاء نساء ورجالاً لما يبذلونه من خدمات لرعاية المرضى وخدمة وطنهم و الإنسانية و كل عام و أنتم بألف خير .
عهد رستم