الدروس الخصوصية عدوى وفوضى بين الحاجة والتقليد

 

يلجأ العديد من الطلاب والأسر مع اقتراب موعد الامتحانات للدروس الخصوصية بهدف مساعدة أبنائهم للحصول على أفضل علامات حتى أن البعض يعتقد بأنها مرتبطة  بنجاحهم
ولم تعد تقتصر الدروس على الشهادتين الإعدادية والثانوية وإنما أصبحنا نراها في مختلف المراحل حتى الابتدائية وبذلك لم يعد هناك حاجة لأن نسأل فيما إذا كانت ضرورية أم لا لأن الجميع يراها ضرورية مع اختلاف الأسباب وإنما السؤال هل جميع الأسر قادرة على تسجيل أبنائها في دروس خصوصية بعد انتعاش سوقها حيث وصل سعر الساعة الواحدة للمواد الرئيسية في الفرع العلمي  أيام الامتحان  إلى ٥٠٠٠ ليرة و٤٠٠٠ للفرع الأدبي و٢٠٠٠ وحتى ٣٠٠٠ لطلاب الشهادة الإعدادية فمن هي الأسرة التي تدفع هذا المبلغ في ظل الظروف المعيشية القاسية ؟

ضرورية والأسباب عديدة
وفق ماذكر مضر بأنها ضرورية وخاصة عندما يتعلق الأمر بضعف جودة التعليم وهذا مانراه للأسف في معظم مدارسنا أو ضعف كفاءة المعلمين ولاننسى اكتظاظ الشعب الصفية  فمن هو المدرس القادر على إعطاء درس ناجح في شعبة يزيد عدد طلابها عن ٣٠ طالباً إضافة إلى أنه يوجد قسم من الطلاب تحصيلهم أقل وقدرتهم تختلف عن زملائهم هذا يتطلب أيضاً المزيد من الشرح باتباع طرق تناسب الطالب وتناسب طرق استيعابه.
مرهقة للأسر
في حين شكت منال من ارتفاع أجور الدروس الخصوصية والتي أصبحت مرهقة للأسر وتضيف عليهم هموماً تضاف إلى قائمة الهموم اليومية حيث قالت رغم الحاجة الماسة لجميع أبنائي لتلقي الدروس الخصوصية بسبب انخفاض مستوى التعليم في مدارسهم إلا أن الوضع المادي لا يسمح لذا اقتصرت على تسجيل ابنتي وهي في الشهادة الثانوية لتلقي دروساً خصوصية في المواد الأساسية رغبة مني في مساعدتها لتحصيل علامات تؤهلها للدخول في فرع جامعي يؤمن مستقبلها.
تدرج في قائمة المصروف
أما ريم  فقالت: أصبحت غالبية الأسر تدرج الدروس الخصوصية في قائمة مصروفها الشهري ومنهم من يدّخر أموالاً لمثل هذا الوقت من السنة حيث قالت :عندي حصالة فقط للدروس الخصوصية التي أضحت لابد منها فالطالب أصبح يراها أنها مرتبطة بنجاحه وبتحصيله العلامات الجيدة ولكن أجورها ترتفع بشكل مبالغ به أوقات الامتحان وتصبح أشبه بالسوق التجاري الذي يتحكم به العرض والطلب  أي يصبح الأمر واضحاً وضوح الشمس بأنه استغلال وتساءلت ألا يكفي كل ما نتعرض له من استغلال وتحكم؟
هدى العبد الله  قالت: الأهل بين نارين نار أجور الدروس الخصوصية التي لاترحم ولا تعرف لاظروفاً صعبة ولا أوضاعاً قاسية ونار رغبتنا بتحصيل أبنائنا علامات جيدة وكذلك رغبتهم في محاكاة أصدقائهم فمن لايتلقى درساً خصوصياً يصبح منبوذاً بين أقرانه .
تزيد من الثقة بالنفس
الطلاب وفي حديث مع قسم منهم أكدوا بأن الدروس الخصوصية مهمة جداً ولاسيما في مرحلة التحضير للامتحان فهي تزيد من الثقة بالنفس وتساعد على ترسيخ المعلومات كذلك يحتاج الطالب إلى حل مسائل وتمارين من خارج الكتاب وهذا غير موجود في المدرسة أثناء الدوام  وفي الامتحان يكون البحث عن مدرسين عندهم كفاءة وخبرة.
يوجد من يبالغ بالأرقام التي يتقاضاها
أما المدرسين فأكدوا بأنه يوجد العديد من الطلاب ممن هم بحاجة فعلية للدروس لتقويتهم وذلك في جميع المراحل الدراسية فالطالب في المراحل الابتدائية كثيراً ما نراه يستجيب للمدرس أكثر من أهله وأيضاً بتنا نرى أن الأهالي في كثير من الأحيان غير قادرين على التماشي مع المناهج التي تميزت بضخامتها وصعوبتها أو أن لا يوجد الوقت الكافي لديهم لمتابعة أبنائهم دراسياً وأضافوا قولهم ولا ننكر أنها فرصة لتحسين أوضاعنا المعيشية مشيرين إلى أنه يوجد من يبالغ بالأرقام التي يتقاضاها من الطالب.
سيف ذو حدين
الأستاذ منذر غنوم علم اجتماع قال: الدروس الخصوصية سيف ذو حدين فهي من جهة تعمل على رفع مستوى الطالب وتساعد على المتابعة الدقيقة له ،وتسهم في تعويض أي نقص أو خلل في شرح المواد الدراسية وهي ضرورية لطلاب الشهادة الثانوية أو الإعدادية ولمواد قد يجد الطالب فيها صعوبة أو لمواد ضخمة أو لمواد لم ينته المدرس في المدرسة من شرحها ,أما عيوبها فهي تزيد من الأعباء المالية للأسر إضافة إلى أعباء تلقى على كاهل الطالب لانشغاله بالدروس الخصوصية التي تستهلك قسماً كبيراً من وقتهم أيضاً من عيوبها أنها تعوّد الطالب على الاتكالية وعدم قدرته على حلّ أو مذاكرة أبسط الدروس بمفرده لذا على الأهل تحديد المواد التي يجب وضع أبنائهم بها وتقييم مستواهم الدراسي فيما إذا كانوا يحتاجون للدروس أم لا وتقييم المادة الدرسية وعدم الاستجابة لكل ما يقوله الأبناء لأنهم أحياناً يفضلون الدروس.
إذاً:
إن كان لابد منها فعلى الأهل أولاً التمييز بين طالب بحاجة فعلاً إلى الدروس وبين طالب لايحتاج ولكن نجعله يتلقاها فقط كونها أصبحت موضة وعدوى انتشرت بين الزملاء وأيضاً يجب عليهم اختيار المواد الصعبة فهم سبباً رئيسياً في فوضى الدروس التي نراها اليوم ولاسيما عندما نرى طالباً في الصف الثاني الابتدائي يحمل كتابه ويذهب لدرس خصوصي؟!
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار