يتوهّم من يعتقد أنَّ النشر في المجلات والمنتديات الفيسبوكية يصنع شاعراً ،لأنَّ أغلب تلك المجلات والمنتديات تساعد في تشويه اللغة وتستخفّ في الذائقة الشعرية لدى القارئ ،فنشرها لنصوص هشّة فوضوية غوغائية مليئة بالأخطاء النحوية هو جريمة بحق اللغة العربية ،والغريب أنَّ أغلب ما ينشر في تلك المجلات والجرائد الإلكترونية عبارة عن نصوص يغلب عليها طابع السجع وهو أمر معيب في الشعر لأنّ أصحاب تلك النصوص قد توهّموا أن ما يكتبونه شعر وأنّ القارئ لن يميز بين الرديء والجيد فالمهم عندهم هو رصف الكلمات ووضع قافية نهاية كل جملة معتقدين أنّ ما كتبوه شعر عمودي وعلى بحرٍ ما من بحور الشعر .
ما يدعو للغرابة فعلاً هو سكوت القائمين على تلك المنتديات والمجلات عن تلك النصوص المشوّهة وكيف ينشرونها من دون وازع أخلاقي إلا إذا كانوا لا يفقهون بالشعر أصلاً فهنا الطّامة الكبرى وأغلب الظن ليس لهم دراية كافية بالشعر وبحوره ،وإلا ما مسوّغ منح عشرات شهادات التقدير لأعضاء صفحاتهم وسهولة إطلاق كلمة شاعر وشاعرة لديهم فيقوم بعدها أولئك الذين قد مُنِحوا شهادات تقدير بنشرها على صفحاتهم الشخصية معتقدين أن تلك الشهادات تعطيهم الشرعية لكسب صفة شاعر ،وما يثير الدهشة أنّ بعض أولئك الغارقين في الوهم يديرون مجلات إلكترونية تعنى بالشعر فأصبحوا يمنحون شهادات تقدير مثل تلك التي حصلوا عليها ويطلقون أيضاً صفة شاعر لمن هبّ ودبّ وللحديث بقيّة .
حيان محمد الحسن