نستعمل هذا المثل بشكل قليل، لأن الطبيعة الجغرافية حولنا بعيدة عن طبيعته ، و إن كان مثلنا اليوم يدل على الوعود الكاذبة ، واستحالة التلبية ، أي عدم الصدق ضمن التعاملات أصلاً ، وبتنفيذ الاتفاق خاصة، بالطبع باتت الوعود الفارغة كثيرة بأيامنا هذه ، حيث سمعت هذا المثل منذ فترة و كنت في دمشق ، فأحب أحدهم مغازلة زميله بطريقة حادة فذكر المثل ، الذي تعود قصته لصيادي السمك، الذين يقضون نصف حياتهم في مراكبهم ، شرابهم وطعامهم ، وقصصهم و أفكارهم ، ففي وقت الغداء مثلاً ، يفترشون طعامهم على ظهر المركب ، و بالصدفة إن شاهدوا شخصاً على الشاطئ ، يدعونه لمشاركتهم الطعام ، و هذا فيه استحالة ، لأن من هو على الشاطئ لا يمكنه قطع عرض البحر أو النهر للمشاركة بالطعام، أو لا يفكر بذلك من أجل الطعام أصلاً ، لذا أطلقوا عبارة عزومة مراكبية ، على كل وعد مطعون بصحته منذ البداية، فلا يمكن تصديقه ، لأن الخلل بائن فيه، وواضح صعوبة التنفيذ .
شريف اليازجي
المزيد...