العالم يتغير كل يوم وكذلك يتغير أطفالنا، فما عايشناه خلال طفولتنا يختلف عما يعيشه أطفالنا اليوم، وقد تفاجئين بأن ابنكِ أو ابنتكِ يتصرفان بطريقة غريبة عليكِ ولا تتماشى مع عمرهما، ويعرف ذلك باسم المراهقة المبكرة، وهي منتشرة بين الأطفال هذه الأيام. ولكي تمر هذه الفترة بسلام عليكِ أولًا أن تعرفي ما المراهقة المبكرة؟ وما أسبابها؟ وكيف يمكنكِ التعامل معها؟ ما معنى المراهقة المبكرة؟
عادة ما ينتقل الأطفال إلى مرحلة البلوغ خلال الفترة ما بين 12 و14 عامًا، وهي الفترة التي يصاحبها بعض التغيرات الجسمانية والعقلية والنفسية. وتعتبر هذه التغيرات طبيعية خلال هذه المرحلة العمرية ولابد أن يتوقعها الأهل ويستعدون للتعامل معها.
ولكن ما هو ليس طبيعي أن يحاكي الطفل – وهو لايزال دون العاشرة – التصرفات المرتبطة بالمراهقين، ما قد يعكس أحيانًا وجود مشكلة ما لدى الطفل أكبر من التصرف في حد ذاته.
تجارب واقعية للأمهات
تقول نادين إن طفلها – وهو لايزال في العاشرة من عمره – أشار إلى رغبته في التدخين، لكنها تعاملت مع الأمر بكل هدوء، وحرصت على عرض بعض مقاطع الفيديو المبسطة التي توضح فظاعة السجائر وأثرها السلبي على الصحة والشكل لإقناعهم بأن ما يرونه من دعاية للتدخين ليس إلا خدعة إعلانية.
وعن تجربتها أوضحت نهى أن طفلتها تميل إلى مجاراة الموضة تأثرًا بأفلام المراهقات الأجنبية، فتطلب مرة صبغ خصلة من شعرها ومرة ترغب في رسم تاتو ومرة ترغب في إجراء خروم عديدة في أذنها. وعن التعامل مع الأمر، قالت نهى إنها تعتمد على التحدث معها وإقناعها بأن هذه الأمور لا تناسب سنها أو ثقافتنا وقد تعود عليها بالأذى، وتعتقد نهى أن السبب وراء هذه الظاهرة هو التعرض للثقافة الغربية عبر القنوات الأجنبية والإنترنت وخاصةً مواقع التواصل الاجتماعي، وأنها تسعى لتقليل تعرض أطفالها لها، إذ ترفض نهى أن تستخدم ابنتها مواقع التواصل الاجتماعي حتى تبلغ الثالثة عشر، أي السن القانونية المحدد لاستخدام هذه المواقع طبقًا لقواعدها.
التلفزيون.. أداة لتعليم طفلك أم تدميره؟
وحذرت إحدى العاملات في مجال بناء الشخصية بإحدى المدارس من ظاهرة مشاهدة الأفلام والمقاطع الإباحية، رغم عدم وجود دافع جنسي لدى الأطفال في هذا العمر. وأوضحت أن الأمر في الأساس راجع إلى عنصر الفضول لديهم.
ما أسباب المراهقة المبكرة؟
يؤكد الإخصائي النفسي حسين أن ميل الطفل إلى تصرف بما يخالف مرحلتهم العمرية يعكس وجود مشكلة ما، وعادة ما يعود السبب في أغلب الحالات التي يتعامل معها إلى ما يلي: أن الطفل يشعر بتشتت عائلي أو يعاني من تجاهل العائلة، فيسعى للفت الأنظار أو أن الطفل يُترك لفترات طويلة أمام التلفزيون أو الإنترنت، فيتعرض للبرامج التي قد تخالف ثقافتنا أو تفوق مرحلته العمرية. تهاون الأهل مع بعض السلوكيات الخاطئة والتعامل معها بالمزاح، ما يعززها لدى الطفل ويستمر بها إلى أن تتجاوز حدود المقبول.
كيف يمكنك التعامل مع طفلك في هذه الحالة؟
ابتعدي عن أسلوب اللوم والتوبيخ والعقاب والضرب عند اكتشاف السلوك الخاطئ مهما كان كبيرًا.
احرصي على تشجيع الطفل على التكلم والمصارحة وتشجيعه أيضًا على التوقف عن التصرف الخاطئ بعد إقناعه بمدى أثرها السلبي عليه.
اعملي على البحث عن الأسباب والسعي إلى التعامل معها وحلها مع تجنب مسببات هذه السلوكيات بقدر الإمكان.
احرصي على تشجيع الطفل في أي سلوكيات إيجابية أخرى قد يقوم بها.
استشيري أخصائيّاً نفسيّاً إذا لم يتجاوب الطفل مع محاولات الإقناع والتفاهم التي يبذلها الأهل.
ولكن، إذا كان ابنك أو ابنتك قد دخلا بالفعل مرحلة المراهقة، يمكنكِ التعرف على كيفية التعامل مع تلك المرحلة لتمر بسلام وتطمئني على أبنائكِ.
جينا يحيى