أدب الأطفال هو نوع من الفن الأدبي الذي يشمل القصص والقصائد المؤلفة بشكل خاص للأطفال والمنشورة في المجلات وال0كتب ..وهو ضرورة ثقافية تربوية ودعامة رئيسية في تكون شخصية الطفل عن طريق إسهامه في نموه العقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي واللغوي وتطوير مداركه وإغناء حياته بالثقافة وتوسيع خياله ونظرته إلى الحياة.
أدب الطفل هو أداة تنمية معرفية للفكر والخيال معا. لقد نشأ شعر الأطفال في سورية قبل سرد القصص مع سياسات وزارات المعارف و التربية والتعليم بعد الاستقلال التام ١٩٤٦ م إذ ضمنت المناهج أناشيد للاستظهار والحفظ فضلاW عن المطبوعات الخاصة بالطفل التي نشرت بجهود خاصة مع دور نشر تجارية وكانت المكتبة الهاشمية بدمشق سباقة بالنشر لما يفيد أجيال الطفولة ففي عام ١٩٣٧ م أصدرت كتاب الاستظهار المصور في أدب البنين والبنات للكاتب جميل سلطان .
ومن الملاحظ أن جل من كتب للصغار في سورية في تلك الفترة انطلق من المدارس وكان غرض الكتابة رفد مناهج التعليم التي تسعى إلى ترسيخ قيم تربوية مرتبطة بالقيم الروحية والوطنية ولكنها غالبا كانت تقدم بأسلوب الوعظ وتقديم النصح .
ومن أمثلة تجارب وزارة التربية والتعليم في سورية كتاب القصص القصيرة الذي أعده منير الخير عام ١٩٦٧ ثم أعد عادل زريق قصصا مختارة لكتاب معظمهم سوريون.
وقد بدأ يتكون وعي جديد ودخل الأدب بحالة انعطاف كبيرة ومنها أدب الأطفال في سورية وقد برز في تلك المرحلة زكريا تامر وكان رئيس تحرير مجلة أسامة التي صدر عددها الأول في شباط عام ١٩٦٩م ثم تبعه عادل أبو شنب الذي تمكن من دفع القصص الطفلية نحو المزيد من النضوج.
ومن مجموعات قصص الأطفال لزكريا تامر (لماذا سكت النهر) ( البيت) قالت الوردة للسنونو _بلاد الأرانب _يوم بلا مدرسة _الطفل _المدرسة.
الجدير بالذكر أن أدب الطفل كان على التوازي مدعوماً بالفن التشكيلي فالرسم الجاذب المترافق مع القصة أو القصيدة يغني المشهد البصري للطفل ويعزز إدراكه اللوني اشتهر عدد من الفنانين في سورية بالرسم للأطفال كالقدير ممتاز البحرة الذي كان الأشهر .
وقد تراجع أدب الأطفال تراجعاً ملحوظاً منذ بداية الأزمة السورية لعدة أسباب أولها : تراجع وصول مجلات الأطفال لمختلف المكتبات فهذه المجلات كانت ترفد المشهد الثقافي الطفلي في سورية وكان لها حضور فاعل مثل مجلة أسامة وشامة والعربي الصغير وماجد والطليعي الأمر الذي أثر سلبا في الأطفال باعتبارهم الشريحة الأكبر قراءة في الوطن العربي فنتج عن ذلك وجود شريحة طفلية لاتعرف مجلة الطفل ومادورها ومامحتواها.
ولرأب هذا الصدع ولأهمية عودة أدب الطفل إلى الحالة الصحيحة والتربوية تقيم مديرية الثقافة في حماة وبالتعاون مع الهيئة العامة السورية للكتاب /ملتقى أدب الطفل/ في شهر شباط ٢٠٢٠ ببرنامج غني وحافل .
مجد حجازي- نداء سلطان