أخذتني أفكاري بعيداً ، أتذكرها واحدةً تلو الأخرى. أسمعُ صوتَ المطر وكأنه يناديني.. هل أستجيبَ لندائه؟ تثاقل جسدي ، وروحي تتطاير في الأرجاء .. بغتةً ودونَ اعتراض تتحرك أقدامي وتسحبني إلى فناء المنزل. تبلّلت ثيابي والنسيم يُتلاعب مع أعصابي . شعري مبلل يتناثرُ على أكتافي ، والتصقَت ثيابي على جسدي الدافئ رغم ضوضاء الجو . نظرتُ إلى السماء وأنا أبتسم، كأنني أبتسم لأولِّ مرة، ماذا حصل؟ خفقَ قلبي بشدة، إنني أنصت لتلك الخفقات، ويحي! القمرُ هنا إنه يأكلني بنظراته المغرية، يحسّسني بدفئه، وأنا كنجمة منجذبة إليه. بلّل المطرُ شتاتَ أفكاري وأغلقتُ عيني، لأترك نفسي لتلك الأمطار اللطيفة التي تلاعب مشاعري وتتسابق معها لتصل قلبي أولاً . أنا أسمعُ مبتلةَ الروحِ والقلب أسمعُ نداء الليل و مشاكله. غمرتني روحُ الليل وأحاطتْ روحي، فتلملمت كُل بقاياي. إنّها لحظاتي، إنّها حياتي، ارتميتُ على فراشي بقوّة، لم أرغبْ أن أفتحَ عينيَّ مرةً أخرى، لم أرغب بمرور الليل أردتهُ أن يطول أكثر أن أشاركهُ كل ما أريد أن ينصت ألي فقط و يكرمني بأفكاره و النجوم تجتمع لتلهمني بحلولٍ لمشاكلي . إن الليل جميل جميل لدرجة اني أشبههُ بحضنَ أمي .
صباح الشقفة