بعد تتبع خرائب إسرية لمدينة سلمية و جاءت أهميتها من ينابيعها وآبارها الوافرة بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي كان ممرا للقوافل التجارية من وإلى مختلف الجهات خاصة الطريق الواصلة بين الرصافة وحمص و الطريق الواصلة بين كالسيس / قنسرين / و قد جعلتها أهميتها التجارية مدينة واسعة وأعطتها بالإضافة لدورها التجاري دوراً عسكرياً لحماية المراكز العمرانية التي تلتها بحسب تبعيتها لذلك يذكرها ” جورج تات ” من بين المدن المحصنة في البادية خلال القرنين الثاني و الثالث الميلاديين فيقول : «أهم المدن المحصنة بارباليسوس / مسكنة / وكالسيس / قنسرين / وسريان / إسرية / والأندرين…» . و نظرا لقلة المعلومات التأريخية عن خرائب إسرية فقد لجأ الباحثون لاستنطاق الآثار بغية معرفة الحقيقة و بشكل خاص المعبد الذي لايزال محافظاً على شكله تقريباً. وعلى الرغم من الدراسات الأثرية والتحليل التي أُخضعت له الزخرفة المعمارية فهي لا تشير بالضرورة إلى مشاركة ورشات العمل التدمرية في بنائه بالإضافة لذلك فإن هذا المعبد لايقارن بالمعابد الصغيرة الموجودة إلى الشمال الغربي من تدمر . وصف البناء يتألف هذا المعبد من ثلاثة طوابق سقف الطابق الأول منها بالحجارة الطويلة الكلسية تحملها قوسان بالوسط. أما الطابق الثاني فكان سقفه بالأخشاب التي تستند على بروز للجسور الخشبية من تحتها وكوى محدثة في الجدران على المحيط، وفي هذا الطابق على طرفي المدخل من الداخل يوجد برجان للحراسة يحوي الشمالي منهما على درج لولبي يؤدي إلى أعلى البناء، يتألف من / 40 / درجة بينما كان الطابق الثالث في الغالب مسقوفاً بشكل سنامي بالأخشاب المغطاة بالقرميد . وللمعبد مدخلان أحدهما صغير يقع في الجهة الجنوبية والآخر وهو الرئيسي في الجهة الشرقية للهيكل وهو يمثل الصفة المعمارية المحكمة في المبنى كله والتي لاتزال موجودة وقد ازدان المدخل حتى أعلاه بنقوش نافورة وزخارف متنوعة غنية وبديعة جداً تتوزع على مساحات كبيرة، على شكل أشرطة، تمثل ورق الخرشوف ” أرض شوكه ” بالإضافة لسلاسل من حبيبات صغيرة وعروق نباتية منحنية ودوائر ومسننات دقيقة . ولا يوجد الكثير من القاعات داخل المعبد أما الديانات المتبعة في تلك الحقبة فهي غير معروفة جيداً وذلك بسبب قلة نقوش الدلالات الدينية ولكن في عام 1993 وجد تمثال برونزي طويل يمثل الإله ” أبولو ” شمالي الهيكل الروماني تماماً وهو يمثل الدليل الوحيد بالنسبة للديانة السائدة هناك ولكن هذا ليس دليلاً نهائياً لأنه من المتوقع وجود عدد مختلف من الآلهة في معبد واحد ومن ناحية أخرى لايوجد دليل مناقض ولذلك يجب أن نفترض بأن أبولو هو إله المعبد وذلك يعود لقلة المعلومات التاريخية والأثرية وأن المحراب الكبير المحدث في الجدار الشمالي لربما كان موضع تمثال أبولو كبير آلهة المعبد .
عهد رستم