مع قدوم فصل الصيف من كل عام تعود ظاهرةحرائق الغابات للبروز من جديد وتتكرر حرائق الغابات والحراج الطبيعية والاصطناعية بشكل يدعو للريبة والتساؤل حول عملية حرق اشجار معمرة وغابات طبيعية تعود إلى مئات السنين وبطرق لم تعد خافية على المبصرين بهذه الأمور . حيث تعد الحرائق العدو الأول للغابات نظرا لما تخلفه من خسائر اقتصادية وبيئية وطبيعية فالغابة رئة الوطن التي كلفته الكثير من الجهد والعرق والمال وبالتصرف المستهتر من احدهم بدافع الاهمال والطمع نشعل النار بالغابات لنحولها الى رماد ؟ ويعد فصل الصيف الزمن المثالي لانتشار مثل هذه الظاهرة التي تتكرر بصورة خاصة في غابات وحراج منطقة مصياف حيث تعرضت مئات الدنومات للحرق المتعمد أو بسبب الاهمال ودائما الفاعل مجهول أو بسبب عقب سيجارة أو اشعال النار بالقرب من الغابة. صحيح أن حرارة الصيف تساعد على نشوب الحرائق وامتدادها لكن ألا تنشب هذه الحرائق إلا في الغابات والحراج الطبيعية الخضراء ؟ في حين أن هناك مناطق حارة أكثر وغير حراجية ومملوءة بالعشب اليابس وبقاية المحاصيل والحصاد ولا تنشب فيها حرائق ..؟ إن المبالغ التي تنفق على عمليات التشجير كبيرة وهي من أجل زيادة رقعة المساحات الخضراء وإعادة التوازن إلى البيئة . فلابد من اجراءات رادعة لمنع التعدي على الغابات التي تعتبر ثروة وطنية من الواجب حمايتها ومنع التعدي عليها والتصدي لنشوب أي حريق إذا الاهتمام بالغابة وحمايتها من العبث والحرائق مسؤولية وطنية فمساحة الغابات تتقلص وحجم الحرائق يبعث على ضرورة الوعي والتنبه للحفاظ عليها . فهل نحافظ على البقية الباقية من غاباتنا وننتبه قبل فوات الأوان؟.