منظر مأساوي لحقول التفاح في قرية بشاوي التي بدأت بالتعري من لباسها الأخضر بعد أن بادر العديد من المزارعين بقطع أشجار التفاح التي أصابها مرض جرب التفاح فأضحت عيداناً خاوية فموسم التفاح هذا العام الذي طالما يعتمد عليه الفلاح في القرية بشكل أساسي بموارده المعيشية تضرر بفعل الأمراض التي أصابت محصول التفاح سيما جرب التفاح الذي وصلت نسبة الإصابة فيه إلى نحو 80 % أضف إلى ذلك العوامل الجوية.
وأوضح رئيس الجمعية الفلاحية في قرية بشاوي هيثم حسن أن هناك 693دونما من الأراضي المزروعة بحقول التفاح تضرر معظمها ما دفع الفلاحين إلى حد اتهام أدوية المبيدات الحشرية بعدم فاعليتها والتأكيد على الرقابة على الأدوية والمبيدات الزراعية التي أدت إلى نتائج عكسية ساهمت في انتشار مرض جرب التفاح بدلا من الحد منه اضف إلى ذلك العوامل الجوية التي ساعدت على انتشار الآفة مؤكدا ان مزارعي المنطقة وجهوا نداء استغاثة للجهات المعنية بالمحافظة سيما مديرية الزراعة والوحدات الإرشادية التي شكلت لجان مختصة للكشف عن تلك الأضرار خلال الأيام المقبلة آملين أن يكون التعويض على قدر الجهود التي بذلها المزارعون خلال الموسم الحالي سيما مع ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي والذي وصل أيضا إلى حلقة الأدوية الزراعية لتزيد معاناة الفلاح وترفع مؤشر الخسارة لديه درجة أخرى.
ويقول المزارع نزار حسن إن نسبة الضرر في بستان التفاح لديه البالغة مساحته25 دونماً بـ90 بالمئة مبيناً أن ضرر التفاح يشمل الكثير من بساتين القرية والقرى والبلدات المجاورة ولكن بنسب أقل في القصية والطمارقية متسائلا كيف يمكن للمزارعين تحمل هذه الخسائر سيما وأن تكلفة الدونم الواحد من أعمال خدمة الفلاحة والتقليم والتسميد والمكافحة وغيرها لاتقل عن 200ألف ليرة وخاصة مع ارتفاع أسعار الأسمدة والمواد والأدوية الزراعية.
ويشير المزارع علي كامل سلمان والذي يوجد لديه حقل تفاح مساحته 13دونما يبين أن موسم التفاح كان جيداً هذا العام لكن العوامل الجوية السيئة وعدم فعالية أدوات مكافحة الآفات والأمراض ساعدت على انتشار الآفات ضمن الحقول سيما جرب التفاع الذي عرى حقول التفاح من أشجارها وسط ذهول المزارعين مبينا أن أسعارالأدوية والمبيدات الزراعية ارتفعت أسعارها بشكل جنوبي لدرجة أن المزارعين لم يعد يمقدورهم دفع قيمتها نقدا وإنما دينا والحصول عليها من الصيدليات الزراعية ليتم دفع ثمنها في نهاية الموسم ولكن المفاجئ أن المزارعين بعد الخسائر التي منيوا بها خلال الموسمين الماضيين بسبب الظروف الجوية عادت من جديد ولكن بوجه آخر وهي الأدوية الزراعية التي خربت المحاصيل الزراعية سيما مبيد ريبيكا لمكافحة جرب التفاح الذي كان سعره العام المنصرم 25 ألف ليرة وهذا العام 125 ألف ليرة فضلا عن أن رشه على أشجار التفاح أدى لتساقط عدد كبير من ثمار التفاح منوها بأن هناك مئات الدونمات تضررت والفلاحين بانتظار لجنة من المحافظة ومديرية الزراعة للكشف على أسباب هذه الإصابة التحقيق في الموضوع والنظر في تعويض المزارعين الذين بدأ البعض منهم يفكر مليا في الابتعاد عن زراعة أشجار التفاح واستبدالها بزراعات أخرى.
محمود يوسف محمد الذي لديه بستان تفاح مساحته 22 دونما شدد على ضرورة أن تكون هناك جهات داعمة للمزارعين لمواجهة الظروف الطبيعية في الحالات الطارئة وتقدم لهم مساعدات فورية وأن يتم تعويضهم عن أي ضرر يتعلق بالكوارث الطبيعية بدلا من تركهم يواجهون مصيرا مجهولا يضطرهم في النهاية إلى بيع قسم من أراضيهم الزراعية لتسديد مايترتب عليهم من ديون تجاه الصيدليات الزراعية التي يستجرون منها الأدوية الزراعية لمكافحة الآفات.
وأكدت مديرية زراعة حماة أنها قامت بتشكيل لجنة مختصة للكشف على أضرار مزارعي التفاح في عدة قرى منها بشاوي التي تتميز بإنتاج التفاح المميز بصنفه الدبل الريد إضافة إلى صنفي الستاركن والغولدن فضلا عن الكشف عن حقول عدة قرى منها القصية والطمارقية والمرحة التي يؤكد فيها المزارعون ظهور بعض الإصابات ولكن بنسب أقل وستقوم اللجنة بالتعاون مع الرابطة الفلاحية بالكشف على حقول المزارعون وتبيان الأسباب التي أذت إلى هذه الآفات والمرتبطة بالعوامل الجوية والنظر في تعويض المزارعين.
حماة-أحمد نعوف…