تجارة الأدوية رابحة بامتياز : كل صيدلية تبيع الدواء بسعر مختلف … المرضى يتهافتون على تخزين الدواء بمحردة
هل تحول بعض الصيادلة إلى تجار هدفهم الربح المادي فقط لا غير، وهل تحولت الأدوية إلى إحدى أساسيات المؤونة ؟. و ماذا بعد؟.
حيرة وعجب !
تنتابك الحيرة ويصيبك العجب عندما تراقب وضع الدواء في بلدنا الغالي ، و كيف يرتفع سعره بين ساعة و أخرى ، وما يسببه ذلك من ارتباك غير مبرر للصيادلة و غضب الناس وخصوصاً المرضى منهم ، فارتفاع أسعار الدواء لا يناسب دخل الأفراد الراغبين بالشراء ، وحول هذا الموضوع أجرينا التحقيق الآتي لنضع النقاط على الحروف .
الأسعار مختلفة
ابراهيم يعقوب قال : اعتدنا على الأسعار الثابتة و المحددة للأدوية حيث تباع بنفس السعر في جميع الصيدليات ، لكن في هذه الأيام اختلف الوضع تماماً فالأسعار باتت تختلف من صيدلية لأخرى فهل تحول الصيادلة إلى تجار يتلاعبون بالأسعار على هواهم بعد أن تحول المريض لمستهلك يبحث عن الأقل سعراً ، فتحول الدواء لمادة استهلاكية بعد أن كان من المحرمات التلاعب بسعر أي مادة دوائية ، حيث يقدم بلدنا الغالي سورية الطبابة بشكل مجاني للمواطنين عن طريق المشافي الوطنية الموزعة بجميع أنحاء البلد ، كما أنه يقدم بعض الأدوية لبعض المراكز الطبية المتخصصة وذلك مساعدة للمرضى ، فماذا يحصل اليوم و ما هذا التخبط ببيع الأدوية ، صرنا نبحث عن الأقل سعراً كبقية المواد الاستهلاكية، نتمنى العودة لأيام زمان حيث الأسعار ثابتة و جميع الصيدليات تبيع بنفس التسعيرة .
تحول لتجارة
ليليان أسعد قالت : بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار صار بعض الصيادلة يحتكرون الأدوية لديهم مترقبين التسعيرة الجديدة فهدفهم الربح و لا شيء سواه ، فالغلاء في كل مكان و الدواء كبقية المواد الاستهلاكية كالرز و السكر و اللحمة و غيرها ، و التغير بالأسعار بين ساعة و أخرى جعل الصيدلاني كالتاجر يترقب اللحظة المناسبة للبيع .
تهافت على الأدوية
أحمد الأتوسي قال : نحن المصابين بالأمراض المزمنة لا يمكننا التخلي عن حبة دواء واحدة ، لذلك حالما سمعنا بشائعة فقدان الدواء سارعنا لتجميع كل ما نستطيع من علب أدوية تلزمنا في حال الفقدان ، وذلك لنخفف من الأضرار الصحية التي قد نتعرض لها فالوقاية خير من العلاج .
الأسعار و النت
وتقول الصيدلانية ريم خوري : الشكاوى كثيرة لكن الصيدلاني هو الحلقة الأضعف فلا علاقة له بوضع التسعيرة و إنما وزارة الصحة هي المسؤولة ، و لقد سببت التغيرات الأخيرة الخسارة للعديد من الصيادلة ، فعندما يطلب المريض نوعاً محدداً من الأدوية نسارع لفتح النت لمعرفة التسعيرة الجديدة ، و معلوم وضع النت في بلدنا ، و بما أن المريض على عجلة من أمره نسارع لبيعه بالتسعيرة القديمة لنفاجأ فيما بعد بالسعر الجديد المحدد و ذلك عندما نحاول شراء الجديد فتكون الصدمة بانتظارنا.
فقدان الدواء
أما مصطفى الابراهيم فقال : بدأت المشكلة عندما صرح أحد المسؤولين بأنه لدينا نقص كبير في الأدوية وخصوصاً الأدوية النوعية ، و أن بعض الأصناف غير متوافرة ، كما قال : نستطيع تغطية حاجة السوق بقطعتين من كل صنف دوائي لكل صيدلية فقط لا غير ، ومنذ صدور هذا التصريح بدأت المشكلة فقد سارع الناس لشراء كميات كبيرة من الأدوية خوفاً من فقدانها و ارتفاع الأسعار ، ما سبب الارتباك لدى الصيادلة بزيادة الضغط عليهم فهم لا يستطيعون تلبية حاجة السوق .
تغير الأسعار
رئيس شعبة صيادلة منطقة محرده هاني عوكان قال : بالنسبة للصيادلة جميعهم ملتزمون بالتسعيرة المحددة و ليس لدينا أي صيدلاني يغير سعر الدواء بنفسه، لكن ما يحدث في هذه الفترة تغيرات كثيرة للأسعار تحددها الصحة بدمشق بشكل مستمر و تبقى عملية البيع مستمرة في الصيدليات لتلبية حاجة المرضى ، لكن ما يحدث هو الفرق في التسعيرة بين الجديد و القديم فإن تأخر وصولها لأي صيدلاني فسوف يبيع بالسعر القديم الذي دوماً يكون أقل من الجديد فتكون الخسارة للصيدلاني وحده ، هذه القصة بالتحديد يفهمها البعض أن كل صيدلاني يبيع على هواه و هذا خطأ فادح .
أما خبر رفع سعر الأدوية فقد دفع الناس للشراء بشكل غير مقبول من جميع أنواع الأدوية، ما سبب نقصاً كبيراً لدى الصيدليات فباتت الرفوف فارغة تنتظر رحمة ربها .
نأمل في الأيام القادمة توافر الأدوية بالكميات المطلوبة و السعرالمحدد .
12 بالمئة ربح الصيدلاني
كما أكد الصيدلاني عوكان أن هامش الربح منذ 2009 لم يتجاوز 12% رغم الأزمة التي نمر بها، وهو مؤشر على خسارة الصيدلاني، و أن أي شكوى على تخزين الصيدلاني لصنف أو احتكاره لآخر تتم معالجته فوراً ومن دون تردد، ولم نتعرض لأي حادثة من هذا النوع في منطقة محردة .
سوزان حميش