الذهب الأحمر يستعيد ألقه في مدينة مورك . إنتاج وفير من الفستق الحلبي يقدر بنحو 6آلاف طن يتنظر التسويق

رغم ما تعرضت له مدينة مورك من أعمال تخريب وتدمير على يد الإرهابيين قبل أن يحررها الجيش العربي السوري عادت اليوم لتنهض من جديد وأهلها يقطعون الوعد بأن تكون مجدداً درة الذهب الأحمر إذ يلفتك مشهد الأرض والخضرة بشكل يلهي البصر عن رؤية مشاهد الدمار التي طالت الشجر والبشر والحجر مبشرة باستعادة الذهب الأحمر لألقه في هذه المدينة التي تعتبر الخزان الرئيسي للفستق الحلبي ليس في حماة فقط وإنما في سورية. فعلى مقربة من أغصان وجذوع الأشجار التي قطعها وحرقها الإرهابيون دون رحمة عاقداً العزم على إعادة تشجير مزرعته على أطراف المدينة يؤكد المهندس صفوان القاسم والذي لديه 220 دونما تضرر منها مساحة مابين 20 إلى 30 دونما ان موسم الفستق للموسم الحالي أفضل من المواسم السابقة حيث من المتوقع أن يصل إنتاج المدينة إلى نحو 6 آلاف طن مبينا أن قطاف الفستق الحلبي بدا اعتبارًا من الخامس والعشرين الشهر الحالي حيث يتم تسويق العجر خلال هذه الفترة بعد تقشيره وتنشيفه ومن ثم تكسيره ليستخدم في تصنيع البوظة والحلويات حيث يتميز هذا اللب بطعمه ورائحته ولونه الأخضر ثم يتم الانقطاع عن القطاف لتبدأ المرحلة الثانية بعد منتصف شهر آب حيث يتم تسويق الفستق الناضج ذي اللون الأحمر الزاهي. وأضاف إن الاسعارالحالية لمحصول الفستق الأخضر متدنية وتتراوح مابين 1600و 2000ليرة للكيلو الغرام الواحد ولا تتناسب مع كلف الإنتاج سيما وأن مزارع الفستق يتحمل تكاليف أعمال الخدمة الزراعية من الفلاحة والتسميد والري الذي لا تتوفر مياه للسقاية أضف إلى ذلك اجور نقل المحصول من الحقول إلى الأسواق والتي لاتقل عن كلفة 40و50ألف ليرة هذا إلى جانب ارتفاع أجور اليد العاملة والبالغة 2500 ليرة للساعة الواحدة فضلا عن عدم توفر المحروقات وغلاء ثمنها في الأسواق السوداء. بدوره أشار محمد القاسم إلى الإهمال الكبير الذي تعرضت له الأشجار نتيجة الإرهاب و نزوح الأهالي عن المدينة عدة مرات قبل عودتهم إضافةً لحرق أشجار الفستق الحلبي وتخريبها والتعديات التي تعرضت لها من خلال عمليات القطع الممنهج من قبل الإرهابيين لافتا إلى أن نزوح السكان من المدينة أدى لضعف أو عدم تقديم الحد الأدنى من الخدمات الزراعية لشجرة الفستق إضافةً لعدم الري والتسميد وانتشار الأمراض الفطرية والحشرية سيما الكابنودس وعدم مكافحتها في ظل غلاء أسعار المبيدات الحشرية والمحروقات وغياب واضح للمصرف الزراعي في تأمين الأسمدة والمحروقات وأيضا مديرية الزراعة والوحدات الإرشادية كما أن ظروف الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ سنوات والحصار الاقتصادي انعكست سلبا على تصريف الفستق الحلبي داخلياً وبنسبةٍ قليلة وضعيفة سيما مع تراجع عمل محلات تصنيع الحلويات والبوظة في الآونة الاخيرة وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي لفيروس كورونا المستجد مؤكدا على ضرورة إعادة فتح أسواق للتصدير للخارج كما كان في السابق إلى لبنان ودول الخليج العربي وأيضا لأوروبا كألمانيا والسويد لافتا إلى ان زراعة الفستق الحلبي توفر آلاف الفرص من عمليات القطاف والجني وأيضا قشارات الفستق الحلبي التي باتت مصدر رزق لكثير من المزارعين التي توضع في مكان يسمى مقشر يتم ضمنه تقشير الفستق وتجفيفه تحت أشعة الشمس ليوم أو يومين ثم تتم عملية جمع الفستق ضمن أكياس وتكسيرها للحصول على اللب الجاهز للبيع وتستخدم مخلفات التقشير الخضراء الخارجية كسماد للأراضي بعد تخميرها لعدة أيام أما مخلفات التكسير الداخلية الصلبة فتستخدم في التدفئة ضمن مدافئ خاصة بقشر الفستق الحلبي يعتمد عليها أهالي مورك في الشتاء كما أن هذا النوع من المدافئ انتشر بشكل كبير في مدينة حماة. واوضح عبد الناصر علوش أن انتشار زراعة الفستق في مورك يعود لمساحة الأراضي الزراعية الواسعة، ويعتبرإنتاجها مصدر أساسي لدخل السكان ورغم الظروف الصعبة فما زال بعض المزارعون يحافظون على هذه الأشجار رغم التحديات التي يواجهونها. ويؤكد المهندس محي الدين الخلف رئيس الوحدة الارشادية في مدينة مورك أنه تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الفستق الحلبي في مورك بنحو 52 الف دونما المثمر منها بنحو 42ألف دونما وتتوزع الأشجار بنحو 14و16 شجرة بالدونم الواحد وأهم الأصناف العاشوري والبياضي منوها بأن يستعيد الفستق الحلبي عافيته. ويعيدنا هذا العام إلى أرقام الإنتاج التي اعتدنا عليها قبل الحرب الإرهابية على سورية خاصة وأن موسم جني الفستق يوفر دخلا ماليا مهما لأبناء المنطقة والمناطق المجاورة.

حماة-أحمد نعوف…

تصوير : رزق الحسين

المزيد...
آخر الأخبار