دفعت الظروف الجوية القاسية وموجات الجفاف وقلة المراعي وغلاء الأعلاف وعدم توفرها مربي الابل / الجمال/في بادية حماة إلى الهروب بحثا عن مراعي جديدة في منطقة الغاب التي لم يكن فيها ظهور قطعان كبيرة من الابل مألوفا إلا لعدد قليل منها.
وأشار مربي الابل حسين سماحة إلى أن تناقص أعداد الابل ليس المشكلة الوحيدة التي يعاني منها من يعملون في تربيتها بل غياب الدعم والأسواق المستجرة للحم والحليب والجفاف الذي تعاني منه المنطقة والذي يمثّل أزمة كارثية على كل مناحي الحياة لتبقى الابل كغيرها من القطعان النادرة في بلادنا مهددة بالزوال وتربيتها فقط للحفاظ على الموروث مضيفا أن هناك معاناة حقيقية تتمثل في قلة المراعي وصعوبة تأمين الأعلاف في المواسم قليلة الأمطار أو الجافة سيما وأن رأس من الابل / الجمال/ يحتاج يوميا إلى 4 كغ من الأعلاف بينما لا يحصل مربو الجمال خلال الدورة العلفية السنوية على 150 كغ من الأعلاف للراس الواحد وهي غير كافية.
من جانبه لفت جاسم الحمد إلى أن تربية الابل تحتاج لدعم حتى تستمر خاصة أنها على حافة الهاوية وهذا ما يأمله المربون لجهة تأمين المقننات العلفية عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف وتوفير اللقاحات والأمصال والأدوية الخاصة بالابل مجاناً إضافة لإعادة تفعيل الجمعيات التعاونية الخاصة بالجمال مع ضرورة ترقيم قطيع الابل لحصر أعدادها بشكل دقيق وزيادة أعدادها عن طريق استيراد عدد منها لدعم القطيع الوطني حيث لا يوجد استيراد أو تصدير للابل حالياً ولا لمنتجاتها.
مصطفى الجاسم المحمد وغيره من أبناء البادية الذين يهتمون بتربية الإبل وعودتها إلى بادية حماة رغم تحديات الجفاف وقلة الدعم وارتفاع تكاليف الأعلاف يتنقل بقطيعه بين المزارع والبادية وينابيع المياه لإطعامها وسقايتها داعيا إلى إقامة مشاريع ريادية لإعادة تربية الإبل بعد تناقص حاد في أعدادها خلال العقود الماضية جراء الحرب الإرهابية التي شنت على سورية منذ العام 2011.
واشار الدكتور مصطفى العليوي مدير مديرية الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب إلى قدوم عدد مربي الجمال إلى منطقة الغاب مع وجود ما يزيد على 100 رأس وهي في تزايد مع توافد العديد من المربين من بادية حماة منوها بأن وجود الابل ليس مألوفا بالإعداد الكبيرة وإنما كان مقتصرا على اعداد قليلة سيما وأن البيئة المناسبة لتربية هي المناطق الرملية في البادية.
حماة-أحمد نعوف