قصيدة  ( تحية إلى المعلمات و المعلمين )  للشاعر  ( رياض عادلة ) .

بمناسبة عيدي المعلم و الأم  آثرت أن أتقدّم بهذه الدراسة الوجيزة لقصيدة الشاعر ( رياض عادلة )  حيث يحيّي فيها المعلمات  ـ و الأمهات منهن  ـ و المعلمين الذين يبذلون قصارى جهودهم في تنشئة أطفالنا تنشئة قويمة ، فيجنون ثمرات أفضالهم التي لا تقدر و لا تحصى ، و بدأها بأبيات غزلية ، ثم تابع ليقول :
شـعّ الضيـاءُ و لا شمـسٌ و لا قـمـرُ
مواكـبُ العلم للأحـلام قدْ عبـروا
أغـراسُـنـا أشجـرتْ و الجـهْـدُ أثمـرها
فاهـنـأ بـهـا جَـنـْيـاً  إذْ أينعَ الـثـّمــرُ
و يستفيض الشاعر ، و هو معلم و مربّ ذو باع كبير في السلك التعليمي العام و الخاص ، فتتدفق شاعريته في وصف أناة سدنة التربية و التعليم و عزيمتهم و قوة شكيمتهم ، فيقول  :
لا نستـكيـنُ إلى حلـْمٍ نحقـّقـهُ
فالعـزْمُ يـُلـمـحُ في العيـنيـن و الخـطـرُ
أنـّى ارتقـيـنـا فنـسعـى نحـوَ قمـّتـهـا
مـا ردّنـا عن بلـوغِ القـمـّة الضـّررُ
حتـّى بلغـنـا علـوّاً لا حـدودَ لـهُ
و غيـْرُنـا عاجـزٌ في خـَطـِوهِ  حـَيـِرُ
لا ريب في أن هؤلاء المعلمين و المعلمات  موضع افتخار و اعتزاز كبيرين في نفس شاعرنا ، لأنهم يضحـّون بأوقاتهم و طاقاتهم الإيجابية بأسرها في سبيل تعزيز رسالة التعليم التي من شأنها إعلاء شأن المجتمع كلّه .
و يؤكـّد شاعرنا  ( رياض عادلة ) أنّ الضمير الحي هو المحفّز الأخلاقي  الذي يحدو معشر المعلمين و المعلمات ، فيجعلهم يتحمّلون مشاقّ التعليم ، و التعامل مع طالبي العلم ، فيقول  :
ضميـرُنا الحـيُّ يبـقيـنا على حـذَرٍ
مـا غـابَ عن نـاظـريـنـا ذلـك الحـذَرُ
في كـلّ معـركـةٍ رايـاتُـنـا ارتفعـتْ
إنـّا على مـوعدٍ ، فالمـجـدُ ينـتـظـرُ
مـا شيـّدَ المـجـدُ صَـرْحـاً ثـمّ قـال خـُذوا
إنّ الـذي شـادَ عـِزّاً  واثـقٌ فَـخـِـرُ
نعـطـي الجـزيـلَ و لا نـرضى لـه عـِوضـاً
مـا عـَهـْدُنـا بالذي نعـطيـهِ نــتّـجـِرُ
فحـَسـْبـُنـا  أيـّهـا الأحـبـابُ أنّ لـنـا
من الإرادة عـَزْمـاً سـاقـهُ الـقـَدَرُ
و خير خاتمة لهذه القصيدة المدحية تتمثّل في تحيّته لأولئك الأخيار العظماء الذين على أيديهم الكريمة الفاضلة تتتلمذ حشود الأطفال منذ نعومة أظافرهم ، فيشيد بأفضالهم ، و يؤكّد أنّنا سرنا على نهجهم القويم ، فـهم القدوة الحسنة الصالحة قولاً و فعلاً ، حيث يختم بقوله  :
أهـدي السـّلامَ إلـى منْ كـان رائـدنـا
ضـاءَ الـطـّريـقَ و قـدْ أعـشـى بـنـا البـَصـَـرُ
كـانوا الـهـداةَ فـسـِرْنـا في دروبـهـمُ
عـلـْمـاً و خـُلْـقـاً  و نهجـاً يـُقتـفى الأثـَرُ
أنـْعـِمْ بـهـمْ قـُدوةً  قـدْ بـانَ معـدنــُهـُـمْ
أقـوالـُهـمْ  ذهــبٌ ، أفـعـالـُهـمْ  دُرَرُ

بقلم الدكتور  :       الياس خلف

المزيد...
آخر الأخبار